TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مابعد الاستياء ...!

مابعد الاستياء ...!

نشر في: 9 يناير, 2017: 09:01 م

أثاراختيار الراقصة "عشتار انو سومر" لمنصب رئيسة اتحاد الصحفيين في الولايات المتحدة الامريكية  قبل ايام استياءً كبيراً في العراق ادى الى نفي وزارتي الخارجية والثقافة اعتماد ترشيحها والى تجميد عمل فرع الاتحاد في الولايات المتحدة، بينما اكدت عشتار في حديثها لقناة الشرقية ان الاتحاد اصرعلى ترشيحها لكونها تمثل شريحة كبيرة من أرباب الفن والثقافة في امريكا، مشيرة الى رفضها المنصب لانشغالها بأمور اخرى وترشيحها الأستاذ شاكر الحاج بدلا منها ..ولو كان نفس الاستياء قد رافق كل ترشيح لشخص لايستحق المنصب الذي تم اختياره له لربما تمكنا من انقاذ مايمكن انقاذه في وزارات ومؤسسات عدة يديرها حاليا مسؤولون لاعلاقة لهم بالتخصص الدقيق الذي يتطلبه المنصب بل يتم اختيارهم حسب المحاصصة القومية والطائفية او وفق أمزجة خاصة وعلاقات شخصية ..
في برنامج ديني ، قال احد المتشددين ان اتباع الدولة لنظام التكنوقراط يعني فتح باب خلفي للعلمانية والأخيرة تشكل خطراً كبيراً على من يتكئ  على الدين او المذهب لتحقيق مكاسب سياسية وبلوغ مناصب في السلطة ..أما حين دعا رئيس الوزراء لتطبيق نظام التكنوقراط في اختيار وزراء جدد في الحكومة فقد قوبل الأمر باعتراضات من نواب وقادة كتل لأن ذلك سيضع حجر عثرة في طريق اتباعهم منهج المحاصصة في ترشيح الوزراء والمسؤولين لشغل المناصب القيادية في الوزارات والمؤسسات الحكومية ، وهكذا ظلت الدعوة منقوصة وظلت اغلب المناصب بيد من لايستحقها ولايمثلها ..
استياء من نوع آخر ظهرت بوادره يوم الأحد الماضي حين توافد عدد من المواطنين ،وتحديداً من سكنة مناطق مدينة الصدر وحي جميلة والبلديات، على ساحة التحرير بعد الانفجارات التي طالت مناطقهم مطالبين بتغيير منتسبي السيطرات الأمنية الموجودة في مداخل مناطقهم وتغيير اللواء المسؤول عن حمايتها ، فهل سيؤدي ذلك فيما لو تم الاستماع اليه وتنفيذه الى حماية تلك المناطق من احداث العنف التي اغتالت أمان اهلها وعددا كبيرا من ابنائها ؟..اعتقد ان المشكلة في البلد لن يحلها اختيار وزراء تكنوقراط او تغيير مسؤولين أمنيين، بل يحتاج الأمر الى اتفاق في الأفكار والرؤى وتوحيد للمصالح لدى الكتل السياسية ، وهذا لن يتحقق مالم يضع كل منهم مصلحة البلد فوق مصلحة الحزب او الكتلة ، ولأننا لانريد ان نكون حالمين ونتخيل ان يتحقق ذلك بين يوم وليلة أو ان يتحقق اصلا ، علينا أن نتقبل حقيقة بقاء الحال على ماهو عليه ، فالتظاهر سينتهي وسينسحب المواطنون من ساحة التحرير، والاستياء لن يخرج عن اطار شعارات يحملونها وصور مؤلمة وتعليقات اكثر إيلاما ستملأ مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد يتم تغييروزير هنا ومسؤول أمني هناك بينما تواصل الوزارات والمؤسسات الحكومية سيرها المشوّه الأعرج بقيادة مسؤولين لايمتّون لمسؤوليتها بصلة وتتواصل العمليات الإرهابية المقيدة ضد مجهول ..واذا كان الاستياء من ترشيح الراقصة عشتار قد أدى الغرض منه فلن يحقق الاستياء من الإرهاب والفساد في الدولة أية نتيجة مرضية لأن القضية لاتمس طرفاً بعينه بل تشمل جهات متعددة تتقاسم ادارة البلد وقد اتفقت هذه الجهات ...على ألا تتفق ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram