صدر مؤخراً كتاب عن قضية ادوارد سنودن الشهيرة للكاتب ادوارد ابشتاين بعنوان (كيف فقدت أميركا أسرارها؟)المعروف أن ادوارد جوزيف سنودن (ولد في 21 حزيران 1983) هو موظف لدى وكالة المخابرات المركزية، عمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي قبل أن يسرب تفاصيل برنام
صدر مؤخراً كتاب عن قضية ادوارد سنودن الشهيرة للكاتب ادوارد ابشتاين بعنوان (كيف فقدت أميركا أسرارها؟)
المعروف أن ادوارد جوزيف سنودن (ولد في 21 حزيران 1983) هو موظف لدى وكالة المخابرات المركزية، عمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي قبل أن يسرب تفاصيل برنامج التجسس إلى الصحافة. في حزيران 2013 سرّب سنودن مواد مصنّفة على أنها سرية للغاية من وكالة الأمن القومي، إلى صحيفتي الغارديان والواشنطن بوست.
يوم 21 حزيران 2013 وجّه له القضاء الأمريكي رسميا تهمة التجسس وسرقة ممتلكات حكومية ونقل معلومات تتعلق بالدفاع الوطني من دون إذن والنقل المتعمد لمعلومات مخابرات سرية لشخص غير مسموح له بالاطلاع عليها.
يوم 23 حزيران 2013، قالت حكومة هونغ كونغ أن سنودن غادر "دون إكراه لبلد ثالث ملتزماً بالطرق الشرعية والطبيعية"،وذلك بعد يوم واحد من تقديم الولايات المتحدة طلباً إلى حكومة هونغ كونغ لتسليمه بسرعة
يعتبر سنودن هارباً من العدالة أمام السلطات الأمريكية التي تتهمه بالتجسس وسرقة ممتلكات حكومية. في بداية عام 2014، دعت عدة كيانات إعلامية وسياسيين إلى التسامح مع سنودن في صورة عفو عام، في حين دعا آخرون إلى سجنه أو قتله. يعيش سنودن في مكان غير معلوم بروسيا، وطبقاً للسياسي الألماني هانز كريستيان شتروبله، ما زال يحاول الحصول على لجوء سياسي دائم ’في دولة "ديموقراطية"’ مثل ألمانيا أو فرنسا.
يكون الاشخاص الذين يكشفون الأسرار إما أبطال أو خونة، اعتمادا على نوعيةالأسرار وعلى نظرة الناس لهم. في حالة إدوارد سنودن، الذي كشف النقاب عن مجموعة كبيرة من اسرار وكالة الأمن القومي في عام 2013، فان مؤيديه نظموا حملة للحصول على عفو عليه في الايام الاخيرة لولاية الرئيس أوباما، ولكن دونالد ترامب يعتقد أن تنفيذ الحكم الصادر بحقه قد يكون مناسبا أكثر. الصحيفة التي نشرت الوثائق التي كشف عنها سنودن فازت بجائزة بوليتزر للخدمة العامة في عام 2014، وعلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في عام 2015؛ من ناحية أخرى، يرى العديد من المسؤولين في الحكومة الأمريكية. ان سنودن، الذي يعيش في روسيا، ينبغي ان يعاد الى اميركا ويحاكم بتهمة الكشف عن معلومات سرية.
في عام 2014، كتب إدوارد جاي إبشتاين، الكاتب المخضرم في شؤون التجسس، مقالة تحريضية في صحيفة وول ستريت جورنال اقترح فيها طريقة أخرى للنظر في قضية سنودن:.وكتب يقول "ان عضوا سابقا في حكومة الرئيس أوباما" لم يذكر اسمه قال له "أن هناك فقط ثلاثة تفسيرات محتملة لقضية سنودن:
1) انها كانت عملية تجسس روسية.
2) او عملية تجسس صينية.
3) او عملية صينية روسية مشتركة ".
الآن أصدر ابشتاين كتابا طويلا، ومفصلا يكشف فيه عن نظريته. ومن المعروف ان سنودن كشف منذ زمن بعيد ان وكالة الأمن القومي . كانت تتجسس بشكل غير قانوني على المواطنين الأمريكيين، ولكن ابشتاين يقول ان سنودن حصل فعلا على ما يقرب من مليون وثيقة تدعم القيام بذلك، و لم يعط للصحفيين منها شيئا. ماذا حدث لها؟ وكيف يمكن لشخص من غير الملاك الدائم من موظفي الوكالة، وبدون تصريح رسمي، من ان يتمكن من الحصول على كل تلك المواد في المقام الأول؟ ولماذا اختار أن يعلن نفسه للعالم من هونغ كونغ، ولماذا بقي في موسكو منذ مغادرته هونغ كونغ؟
يمكنك ان ترى الخطوط العريضة لفرضية متماسكة في كتاب "كيف فقدت أميركا أسرارها؟" ربما كان سنودن جاسوساً مزروعاً في وكالة الأمن القومي إما عن طريق روسيا أو الصين، أو كليهما على حدٍ سواء. وربما كان يعمل مع الآخرين، وهي اسرار لم يتم كشفها بعد ،. وربما وضع نفسه في هونغ كونغ تحت رعاية المعالجات الصينيات وقمن باستجوابه على نطاق واسع خلال ما يقرب من أسبوعين وهي الفترة ما بين وصوله ومغادرته . وربما حدث نفس الشيء في موسكو خلال 37 يوما الأولى بعد وصوله هناك، عندما كان يبدو أنه يختبيء في مكان ما داخل محيط أمن المطار. وربما مكافأة له ، في الواقع، على انشقاقه كان توفير محمية غريبة له في روسيا كما فعلت من قبل مع جواسيس مثل كيم فيلبي وغاي بورغيس
ابشتاين لايثبت شيء من هذا.في كتابه "كيف فقدت أميركا أسرارها" فكتابه هذا مجموعة من التكهنات، ومليئ بمصادر مجهولة وكثيرا ما يستخدم عبارات من قبيل "يبدو معقولا الاعتقاد" أو "لا يحتاج الامر كثيرا من الخيال
في "الكتاب الأول لإبشتاين،بعنوان" التحقيق القضائي "، والذي صدر منذ أكثر من 50 عاما، يظهر رجل آخر غامض وهو الشاب الذي قضى وقتا في موسكو، واسمه لي هارفي أوزوالد. كان الكتاب يحتوي على الكثير من المشاعر الشخصية، لأن موضوعه يمس العديد من انشغالات إبشتاين المستمرة منذ فترة طويلة: روسيا؛ السينما ووسائل الاعلام الاخرى. وكذلك يتحدث عن سذاجة الليبراليين، وخصوصا، في عالم الاختراق، ومصادر الأعلام الكاذبة وغيرها من جوانب مكافحة التجسس.
أحيانا يبدو كما لو ان ابشتاين يستمتع كثيرا باستكشاف التحولات والانعطافات في قصة سنودن – ولقائه مع المحامي الغامض في موسكو، اناتولي كوجيرينا الذي بدا خصوصا - أنه ليس لديه تلك الحاجة الملحة لتسوية القضايا التي اثارها. وهذه الجملة المذكورة أعلاه والماخوذة من صحيفة وول ستريت جورنال تظهر حرفيا تقريبا في الكتاب، ولكن الكاتب يعقب عليها بالقول: "هذه الاتهامات الحادة ولدت الكثير من الحماس ولكنها القت القليل من الضوء. لم تصاحبها أية أدلة تبين أن سنودن قد تعامل مع أي قوة أجنبية في سرقة الملفات ، "وأنه لم يتصرف خارج قناعاته الشخصية، مهما كانت تبدو مضللة. ولكن ابشتاين يقدم في الكثير من الصفحات تحليلا ، وليس رفضا، لتلك الاتهامات القاسية وينتهي بالقول ان "سرقة سنودن لأسرار الدولة. . . تحولت، سهوا أو عمداً، الى قضية الكشف عن أسرار قومية مهمة لصالح دولة أجنبية".
عن: النيويورك تايمز