عبد الزهرة المنشداوي الآمال التي وطن المواطن النفس عليها عديدة أولها هي حقوق المواطنة التي سيحصل عليها بعد إزالة النظام الدكتاتوري الذي جعل من جميع العراقيين مشاريع استشهاد لما كان يؤمن به القائد وهو إيمان لا يتعدى المجد الشخصي والحصول على اهتمام الإعلام العربي والعالمي على حد سواء على اعتباره أسطورة من الأساطير التي قلما يجود بها الزمن .
كانت الأمور تنحو هذا المنحى فكل شيء يجب ان يوافق الشخصية التي عليها القائد والإيمان بما يؤمن به واستحسان ما يستحسن ونبذ ما لا يود، وعلى هذا الاساس تولد في العراق وعلى مدى ما يزيد على الثلاثة عقود نوع من رؤساء دوائر ومؤسسات وحتى وزراء لاهم لهم غير العمل على مايوافق سياسة الحكومة ورئيسها آنذاك ومن ثم تهديد المواطن بأنه طالب بحق او فرصة عمل او جواز للسفر .تعاملوا مع المواطن ومصالحه تعاملا هامشيا فالموظف في مكتبه يعمل بجد واخلاص لمن كانت له علاقة بمسؤول حكومي او حزبي يمكن ان يؤثر على مركزه اما ما عداهم من المواطنين فليسو بذي بال ان اهملوا او تركوا يدورون في دهاليز الوزارة والمؤسسة دون طائل .بعد ذلك تطورت الامور نحو الاسوأ في الدوائر الحكومية فأصبحت حلقة الفساد تكبر يوما بعد اخر وكان ذلك يجري على مراى ومسمع الدولة نفسها دون ان تحاول محاسبة الموظف المرتشي او تحض على العمل الوظيفي المخلص وما حدث كان بالعكس من ذلك بل ان الدولة نفسها اوصلت لموظفيها رسالة فحواها اعملوا وفق مصالحكم ولا يهم بقية المواطنين الى ان وصل الامر ان دعت اللصوص والسراق ناصحة لا زاجرة بان( يمسحوا شواربهم حين يشربون اللبن) لكي لا يدعوا اثراً للسرقات والرشاوى التي يتقاضونها من المواطن.هذا النوع من الموظفين اخذ هذا الامر على المدى الطويل ولم يستطع التخلص منه ليومنا هذا وباعتقادنا انه المدرسة ذات الجذور العميقة التي نشرت الفساد في دوائرنا في الوقت الحاضر والاميبيا التي لاحد لتكاثرها والطامة الكبرى ان العديد من الاحزاب استعانت بهم في ادارة شؤون الدولة فنقلوا العدوى الى الغير . انقاذ المواطن والمال العام من يد اولئك المخضرمين ،والذين استطاعوا بدهاء الحفاظ على مراكزهم في دوائرهم ، مهمة وطنية عاجلة لاتحتمل التأجيل.
شبابيك: المخضرمون فـي الفساد
نشر في: 10 فبراير, 2010: 05:20 م