TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم "رحيل" لكاثرين كورسيني:سعادة منتصف العمر من منظور امرأة!

فيلم "رحيل" لكاثرين كورسيني:سعادة منتصف العمر من منظور امرأة!

نشر في: 10 فبراير, 2010: 05:27 م

هشام بن الشاوي اعتدت أن أطرق باب المتابعات السينمائية، ليس تطفلا على نقد الفن السابع، لأنني لا أدعي بأنني ناقد أساسًا، لكن هي محطة استراحة ما بين سأم وسأم.. لا أنكر أنني كنت سأخصص هذه الورقة للفيلم المصري"الجزيرة" )إخراج : شريف عرفة، بطولة : محمود ياسين، أحمد السقا،
 خالد الصاوي وهند صبري(، والذي يعد - بحق- أول تحفة سينمائية حقيقية، في زمن طغت فيه تفاهات تتناسل كخلايا سرطانية، لكن لا أعرف كيف وقعت في حبائل الفيلم الفرنسي”رحيل" الذي كتبته وأخرجته كاثرين كورسيني Catherine Corsini، وبطولة: كريستين سكوث توماس Kristin Scott-Thomas)الزوجة (، ييفان أطال Yvan Attal)الزوج (، وسيرجي لوبيز Sergi López) العشيق (، والسبب فارق توقيت الإنتاج، فالأول عرض قبل عامين، بينما الثاني رأى النور في 12 أغسطس 2009.يبدأ الفيلم بمشهد الزوجين وهما في فراشهما في غرفة مظلمة.. الزوج غارق في النوم، والزوجة تعاني من الأرق، أو لنقل خواء حياتها كما يشي بذلك تلصص الكاميرا على فوضى محتويات الغرفة المظلمة التي تغادرها، ومن خارج المبنى يسمع صوت اصطفاق باب بعنف، وفي الصباح نرى الزوج والمقاول يغادران غرفة بالحديقة، وفي خلفية المشهد الابنين المراهقين يمرحان بالمسبح، ولأن الفيلم سريع الانتقال بين المشاهد والأزمنة نفاجأ بدخول أحد العمال) سيرجي لوبيز (، وهي تدلك قدمها وهي تحدث نفسها، يدخلان مخزن المتاع المهمل)الغرفة التي سيتم إخلاءها و ترميمها فيما بعد (.. تساعده في حمل بعض الامتعة، ووضعها على متن شاحنته الصغيرة، ثم تقدم له مشروبا روحيا. بعدها نرى الزوج والابنين المراهقين على طاولة الطعام، وهي في المطبخ، ورغم أن الأسرة مرفهة، لا نرى خدما في الفيلم، بعكس أفلامنا العربية التي تتباهى حد السادية في إذلال خلق الله، فقط لأنهم خلقوا فقراء ووجدوا أنفسهم خدما وما شابه ذلك! في مشهد لاحق، نراها تتسوق مع ذلك العامل في السوبرماركت، ثم وهي تتفقد سيراميك أرضية الغرفة، وتبدأ وتيرة الفيلم في التصاعد، حين تراه وهي في الشارع، و تنسى أن تفرمل سيارتها، وتندفع لتحيته، بينما هو يسرع لإيقاف سيارتها التي انزلقت مع المنحدر، فيصاب بكسر في كاحله، يقع مغمى عليه.. وفي المستشفى يصر على المغادرة، والذهاب إلى اسبانيا، فتأخذه بسيارتها إلى بيته، وتعرف منه انه كان بالسجن، وانه منفصل عن زوجته... تقوم بتطبيبه، يدعوها للعشاء وهي في غرفتها بالفندق. في الصباح يعودان.. تلتحق بزوجها في النادي، يتابعان ابنهما وهو يلعب التنس، ومنذ عودتها تبدو كئيبة شاردة)هكذا فجأة تنقلب حياتها(، بل وتبدو فاترة، وهي مع زوجها في الفراش !!عند رؤيتها عامل آخر، تطلب من المقاول عنوان العامل المصاب بحجة أنها ستزوره برفقة زوجها... لا تجده وتترك له رسالة. وتتلقى اتصالا هاتفيا منه وهي في العيادة، ويبدو على امحهاارتباك مثل مراهقة. يتواعدان، تقابله في بيته حاملة باقة ورد، ولن تجد مزهرية في بيته، تقوم بوضعها في سطل.. . وبلا مقدمات عاطفية(بوح عاطفي كما تعودنا في أي فيلم مهما انت جنسيته( نراها شبه مخدرة، بل تمسك بيده وتضعها تحت سرتها، ويمكن تخيل ما يمكن أن حدث بعد ذلك المشهد.... !! في الصباح كالمعتاد، تودع ابنتها الذاهبة مع أبيها، تجري اتصالا هاتفيا معتذرة عن عدم الحضور للعمل، وفي الطريق إليه تبدو سعيدة... تسعفه، وبعد لحظات من المداعبة تبدو شاردة، وكأنها تحس بالذنب وهي تخون زوجها... لا. هو مجرد شرود ذهني عابر، ربما تفكر في السعادة التي لم تعرفها من قبل، السعادة التي لم تعرفها إلا في" حضن" عشيقها. وفي البيت تستعيد شرودها، توقع طبق الأكل، وحين يدخل عليها زوجها حجرة وهي منطوية مكتئبة.. بعدها سنصادف درة مشاهد الفيلم،)وإن كنا سنسمع صدى مشهد كتبه ألبير كامو في روايته الفاتنة”الموت السعيد”، حيث يسأل البطل العاشق فتاته عن الرجل الذي تحب، وكان يستثار بذلك الحديث (، تعترف له –الزوجة- بأنها مغرمة، يسألها من تحب؟ ترد : العامل الإسباني. ببرود يسألها :هل نمت معه؟ تصمت، ويطرح عليها السؤال مرة أخرى، وقد تغيرت نبرته وارتفع صوته قليلا، تجيبه بالإيجاب، وبهدوء يغادر البيت، يسألها الابنين عن سبب مغادرة الأب فتصمت، يدخل بالليل وهم يتناولون وجبة العشاء. بعد أن يصرخ في وجهي ابنيه - بدون سبب- يغادران، تترجاه أن يصفح عنها، يسألها : كم مرة؟ لا تفهم عماذا يستفسر، يسألها : كم مرة نمت معه؟ ترد قائلة : توقف ! ومرة أخرى يلح في السؤال : قولي لي كم من مرة؟ وأين نمت معه؟ ترد : في بيته.. ويختلج صوته بالبكاء.في الصباح تهاتف عشيقها، ويبدو من نبرات صوته متضايقا، حين تخبره بما جرى.. تسهر مع زوجها الذي قدم لها هدية ذهبية، وفي الصباح بمجرد ركوب الابنين سيارة أبيهما، تتصل به، وتجد هاتفه مغلقا، تذهب إلى بيته ولا تجده، تسأل عنه المقاول، فيخبرها أنه يعمل في مطعم، فتبحث عنه في كل مطاعم المدينة حتى تعثر عليه.. يتصرف معها بجفاء، وتجلس بانتظاره بالمطعم حتى ينتهي من عمله، ثم نراها في وضع محموم جدا، يؤكد أن سبب تعاستها فتور العلاقة الزوجية، وليس البحث عن الحب في حد ذاته !! تدخل البيت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram