adnan.h@almadapaper.net
من دون أدنى شك، يستحقّ الزعيم الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني أن يطير من بغداد إلى طهران وفد رسمي وسياسي كبير للتعزية بوفاته والمشاركة في جنازته، فعلى الدوام وعلى اختلاف المواقع التي احتلها في نظام الجمهورية الإسلامية ، كان هو الشخصية الثانية أو الثالثة في الهرم الحاكم في الدولة التي لها أطول حدود معنا وأكبر التأثير في أوضاعنا السياسية وأعظم النفوذ على الكتلة الأكبر من الطبقة الحاكمة منذ 2003.
علاوة على هذا فإن في شخصية رفسنجاني وتاريخه بعداً عراقياً يضاعف من الدافع للحرص على مشاطرة عائلة الراحل وجمهوره في بلاده والدولة الإيرانية العزاء على رحيله. الشيخ رفسنجاني كان الشخصية الأولى في النظام الإيراني التي أثّرت في زعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني وأقنعه بوقف الحرب العراقية - الإيرانية المدمرة بعد ثماني سنوات من اشتعال نيرانها، وقد ظل الخميني لسنوات يرفض اتخاذ القرار بوضع نهاية لها. ولولا نفوذ رفسنجاني لدى الخميني كانت الحرب ستتواصل بعد وفاة الخميني في 1989 ربما لسنوات عدة، فقد كان سيصعب كثيراً على الذين خلفوا الخميني في السلطة الإقدام على خطوة لم يتخذها زعيم الثورة . ووقف الحرب في آب 1988 وفّر على العراق المزيد من الضحايا والخسائر المادية الكبيرة.
البعد الآخر، عراقياً، يتمثل في أنّ الراحل سعى في وقت مبكّر لتبصير قيادات الإسلام السياسي الشيعية المتنفذة في النظام الجديد بأنها لا تقود البلاد ولا تسوس الناس بالأسلوب الصحيح، بل إنه لم يتردّد عن تعنيف هذه القيادات عندما زار بغداد في 2009 وإبلاغها سخطه. كانت هذه القيادات قد نظّمت لقاءً جماعياً معه في أحد القصور التي شيّدها صدام في بغداد .. جال رفسنجاني ببصره في القاعة التي احتوت المجتمعين. سأل: هل هذا المبنى كان قصراً لصدام؟ جاء الجواب في الحال بنعم. مؤكد أنّ الذين أجابوا على سؤال الزعيم الإيراني كانوا قد أظهروا ما ينمّ عن شعورهم بالمباهاة والفخر، لكنّ رفسنجاني لم يمهلهم طويلاً، فسأل بامتعاض: كيف تأتّى لكم أن تتخذوا مسكناً من قصر للطاغية الذي حاربتموه طويلاً وبناه من جماجم مناضليكم وأبناء الشعب العراقي؟
لم ينبس أحد منهم ببنت شفة، بل أطرقوا برؤوسهم، بحسب ما ينقل شهود عيان . واصل رفسنجاني طرح أسئلته وتعنيفه للحاضرين: هل تعلمون أننا جعلنا من قصور الشاه كافة متاحف ومراكز ثقافية؟
كانت " رزالة" معتبرة من الزعيم الإيراني الراحل لقادة العراق " الجديد" ، لكنّ المشكلة أنّ الذين كان " يرزّلهم" رفسنجاني لم يكونوا من الرجال المعتبرين!
جميع التعليقات 1
صادق الغرابي
ماقاله الراحل رفسنجاني ..حقيقه مجرده ونبته طيبه زرعت في ارض سبخه للاسف ...والا كانت نصيحه يمكن العمل بها وتلافي الاخطاء ..ولكن لاحياة لمن تنادي