TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أُوباما والفتلاوي وابتسامة الساعدي

أُوباما والفتلاوي وابتسامة الساعدي

نشر في: 14 يناير, 2017: 06:59 م

ali.H@almadapaper.net

وأنا أُشاهد الفديو الذي ظهر فيه مواطن من الموصل ، يروي للفريق عبد الوهاب الساعدي ، كيف أعدم داعش أولاده  وزوجته  انتابتني حالة من الأسى  والحزن.. وتذكّرت الحملة التي قادها بعض أشاوس الفيسبوك وتضامن معهم عدد من النوّاب " الإصلاحيّين " التي كانت تهدف إلى التشكيك بوطنيّة أهالي الموصل ، وهي الحملة التي دفع ثمنها أناس أبرياء ، لم يكونوا سوى ضحيّة  لفشل الحكومات  ، ولعصابات داعش الإجرامية   .
منذ 10 حزيران ، 2014 والموصليّون تحوّلوا  إلى آلات حاسبة تعدّ كلّ يوم عدد القتلى والمغيّبين والمشرّدين ،  ومنذ ذلك التاريخ  أيضاً وقادة " الإصلاح " في بلادي ، يهتدون  بعبارة الزعيمة حنان الفتلاوي الشهيرة : لماذا يقاتل ابن الجنوب في المناطق السنيّة  ؟! هؤلاء أصحاب نظرية التوازن في الدم  أدمنوا أخبار الفشل ورائحة الدماء في الطرقات.. وأدمنوا معها مشاهد الضحك على الجمهور بعبارات من عيّنة المظلوميّة وحقوق الطائفة ، لا أعتقد أنّ هناك من يملّ من عروض السيدة الفتلاوي  ،  بدءاً من طريقة خوض المعارك من أجل الامتيازات ،  وانتهاءً بعروض سيرك الصراخ  وقناني المياه .   
حكاية المواطن الموصلي الذي صرخ يستنجد ، وجدنا جوابها في ابتسامة الفريق عبد الوهاب الساعدي ، وإصراره على أنّ كلّ هؤلاء الجنود ، هم أبناء وإخوة لأهالي الموصل ، لن تفرّقهم  نظريّات 7×7 ، ورغم السيرك المنصوب في البرلمان، هناك أعمال وطنية مبهرة ، منها ما أظهره الجيش من مقدرة كبيرة ومتميزة في مواجهة عصابات داعش في الموصل ، وإلا لا مفاجأة على الإطلاق أن نكون على رأس  بؤساء العالم، وأن نحصل على المراكز المتقدّمة  للدول الأكثر خراباً وفساداً  ،  إضافة  إلى قائمة جديدة من الإنجازات العملاقة كان آخرها أنّ السيدة حنان الفتلاوي زعيمة حركة إرادة أخبرتنا ، أنّ حركتها لاتقل شأناً وإمكاناتٍ ماليّة عن الحزب الديمقراطي الأميركي  ، ولهذا أخشى أن يغادر أوباما منصبه بعد أيام   من دون أن يرى السيدة الفتلاوي لتخبره عن أنجح الطرق في الحصول على الدعم المالي ، وربما تجد له وظيفة مناسبة في حركتها تغنيه عن السعي وراء الرزق في بلاد سيحكمها خصمه ترامب .
فعلاً.. نحن وطن غير مسبوق من كلّ الوجوه، وهل هناك غيرنا لديه كلّ هؤلاء الزعماء " الضرورة  ؟!
ما المفاجأة في بلد يريد له ساسته أن يستقيل  من التاريخ والجغرافيا   لصالح دول الجوار ، ويتحول إلى قضاء تابع لطهران أو ناحية تتبع أسطنبول ،  ما المفاجأة ونحن نسمي خيرة شبابنا بـ" المخانيث "  ونطلق  على افتتاح قنطرة الديوانيّة ،  مشروعاً قوميّاً غير مسبوق؟  
أنا أعتقد مثلك عزيزي القارئ أن لاشيء في هذه البلاد المستباحة بجهل الساسة وعنجهيّتهم وغرورهم يستحقّ أن نتوقّف عنده ، لكن نقطة ضوء يمثّلها مواطن اسمه عبد الوهاب الساعدي في هذا الظلام، شيء يستحقّ منّا الاعتزاز والتقدير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    هدا العراق وهده بناته------كلكم تعرفون افاته----------قواويد ضرورة وجهل مطلق وربه السفهاء-----حنان من بعده تمنع التحرير ينجزه الغرباء هده البصرة دولة واهلهم حكماء-------والحكمة تاتى لينتهى الجهلاء---كما هلك البعث والعملاء لتفتح البصر

  2. د عادل على

    يازبيبة اين العشيق او هل خطفه دجال-------------------ابى يعرفه كل الناس بائع القماش والحمال------كان راعيا تحيطه الجبال------ ثم هاجر لبغداد ليقتل ابنه فى ابى غريب-وتصادر الاموال-----ان البعث قتال ------ا وزبيبة ليست بامى بل قحبة وخلاء-----ه

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram