اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الغضب والتطرف والانتماء للجماعات المسلحة

الغضب والتطرف والانتماء للجماعات المسلحة

نشر في: 16 يناير, 2017: 12:01 ص

 بغداد/ المدىيرى متخصصون في علم النفس أن محاولة التعرف إلى مصادر الغضب وأسبابه، هي وسيلة جيدة لفهمه ولفهم بقية المشاعر الإنسانية وهذا يؤكد بدوره على أن سلوك الإنسان هو أكثـر من مجرد ردّ فعل ميكانيكي أو لغوي مباشر؛ فالسلوك هو مرآة لما يحدث داخل النفس

 بغداد/ المدى
يرى متخصصون في علم النفس أن محاولة التعرف إلى مصادر الغضب وأسبابه، هي وسيلة جيدة لفهمه ولفهم بقية المشاعر الإنسانية وهذا يؤكد بدوره على أن سلوك الإنسان هو أكثـر من مجرد ردّ فعل ميكانيكي أو لغوي مباشر؛ فالسلوك هو مرآة لما يحدث داخل النفس البشرية من دوافع تبدو غامضة إذا لم يسمح لها بالخروج إلى النور على شكل سلوك يعكس محتواها، من غضب أو حزن أو فرح وغير ذلك .
في كتابه “ستراتيجيات التغلب على الغضب المدمِّر".. يؤكد غولد على أن الخوف، القلق، الشعور بالعجز والضياع والإحباط، وراء معاناة الكثيرين من نوبات الغضب ولعل من أهم مصادر هذه المشاعر مجتمعة أو منفصلة  انعدام فرص العمل، عدم المساواة، تقاعس الحكومات عن أداء واجباتها تجاه المواطن وجشع أصحاب المال .
ويتأتى الغضب  تبعا لمصادر الإحباط هذه، من الرغبة في العيش بأمان وكرامة  وتأمين المعيشة وإشباع رغبات الحياة الأساسية، لكن تبقى لكل منا طريقته الخاصة في التعبير عن غضبه، وقد تكون للغضب جذور من سنوات طويلة من المعاناة لا تلبث أن تطفو على سطح الحياة اليومية، لدى أقل مصدر للاستفزاز فيظهر وكأنه امتداد لسلسلة طويلة من الإحباطات، والبعض من مصادر الغضب قد تكون غير ملموسة، مثل الخشية من تسارع وتيرة الأحداث في العالم والتغيّرات المطّردة في جميع نواحي الحياة اليومية، الأمر الذي يراه البعض تهديدا لروتين حياتهم واستقرارهم.

• الغضب والتطرُّف
ويرجع العديد من المتخصصين نزعة التطرّف لدى البعض إلى سبب غضبهم المكتوم على الأوضاع السياسية والاجتماعية حيث ينشأ التطرف من خلال شعور الأفراد بالعزلة الاجتماعية والعجز عن مواكبة التطوركما تقول الدكتورة ابتسام السعدون استاذة علم النفس في كلية التربية الجامعة المستنصرية  ، وبهذا يحاول هؤلاء الخروج من الدائرة الضيقة والتخلص من الضغوط النفسية ليبحثوا عن صداقات أو انتماءات دينية أو اجتماعية متطرفة، لسدّ منافذ حاجاتهم النفسية بصرف النظر عن طبيعة هذه الانتماءات، وكلما زادت نقمتهم على المجتمعات التي يرفضونها والتي افتقدوا فيها التعاطف كلما زاد تطرفهم إلى الجماعات التي ينتمون إليها، وترجع الكثير من جذور الإرهاب إلى هذه الحلقة الضيقة من المعاناة. لهذا، يبدو التعاطف مع هؤلاء لمحاولة امتصاص غضبهم أمرا مهما، خشية أن يتوجه غضبهم ونقمتهم في اتجاهات لا تحمد عقباها، فالغضب يمثل سجنا للكراهية قد يقع في فخه البعض من الناس، ليعبروا عنه بصورة عنف موجَّه إلى الآخر .

• العدوى العاطفية
ويصنف علماء النفس التعاطف إلى نوعين؛ التعاطف الوجداني والمعرفي، ويتأتى التعاطف الوجداني عندما نشعر بما يعانيه الآخرون أو ما يسمى علميا بـ”العدوى العاطفية”، ويتضمن احتواءهم ومحاولة فهم طريقة تفكيرهم. وفي الكثير من الأحيان، يأتي عجزنا عن التعاطف مع الآخرين من فشلنا في التعاطف مع أنفسنا وقصور وعينا الذاتي في ما يتعلق بمشاعرنا وأفكارنا وردود أفعالنا تجاه ما يحدث، وقد تتدخل أحكامنا القطعية في إضعاف هذه التجربة الذاتية، إضافة إلى ترفعنا وعدم رغبتنا في الاعتراف بمعاناتنا الداخلية وجروحنا النفسية والتصالح مع أنفسنا، ومن دون إبداء هذا النوع من التعاطف مع النفس يصبح من الصعب بمكان التعاطف مع الآخرين وتفهم دوافعهم ومشاعرهم أيا كانت سلبياتها.

• التحلي بالشجاعة
يتوجب علينا أن نتحلى بالشجاعة في محاولاتنا للنظر في جذور وأُسس معاناة الآخرين، وهذا ليس بالأمر السهل فقد يكون مصدر انزعاجنا، لكنه أيضا مصدر للتعلم والفهم ولامتلاك رؤية واضحة عن أنفسنا وعن الآخرين، فهناك خياران لا ثالث لهما؛ أن نجابه غضب وثورة الآخرين بغضب مشابه أو محاولة فهمه على أنه طريقة أخرى لطلب المساعدة، فالشخص الغاضب هو ضحية دوما لانفعالات لا يمكنه السيطرة عليها، وهو ضحية لتجاربه في الماضي ولشعوره بالإحباط المتكرر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram