أطراف بغداد مناطق تكاد تكون منسية، فهي بلا خدمات ولا حتى أدنى درجات الاهتمام الحكومي، وبشكل خاص قطاع التعليم الذي يعاني إهمالاً كبيراً، خاصة فيما يخص النقص الكبير في أعداد المدارس والتدريسيين ونقص الكتب المدرسية والأعداد السكانية المتزايدة. جميعها مش
أطراف بغداد مناطق تكاد تكون منسية، فهي بلا خدمات ولا حتى أدنى درجات الاهتمام الحكومي، وبشكل خاص قطاع التعليم الذي يعاني إهمالاً كبيراً، خاصة فيما يخص النقص الكبير في أعداد المدارس والتدريسيين ونقص الكتب المدرسية والأعداد السكانية المتزايدة. جميعها مشاكل مترابطة جعلت المختصين يصفون الوضع التعليمي في أطراف بغداد بالمأساوي .وبالرغم من كل ذلك يحاول البعض من المعنيين بمساعدة الأهالي في ان يلملموا إمكانياتهم لتسيير العام الدراسي في محاولة لإقناع انفسهم بأن أولادهم نجحوا واجتازوا مراحلهم الدراسية بمعرفة وعلمية كافية وهي دون ذلك.
التزام أخلاقي
ماجدة حسن ،مديرة مدرسة، بينت حاجتها الـى (9) معلمين مع وجود (7) محاضرين من دون رواتب بعد حصولهم على أوامر ادارية بعملهم كمحاضرين على ان تكون لهم نسبة (10%) في التعيينات. مضيفة: اجبرنا على دمج الصفوف بعد ان وصلت الأعداد الى (90) طالباً في اغلب الصفوف. متابعة: ان ادامة وصيانة البناية تتم من خلال تبرعات الأهالي والمنظمات الخيرية التي تكفلت بنصب الشبابيك والزجاج وتوفير خزانات الماء، وحتى المناهج الدراسية فإن جزءا كبيرا منها يصل المدرسة من التبرعات .
فيما بينت المحاضرة نور حسن، التي تعمل منذ (7) سنوات دون اي مردود مالي، انها وجدت في عملها كمحاضرة التزاما اخلاقيا و إنسانيا تجاه التلاميذ وتعليمهم. مردفة: ان وضع الكثير من المدارس مأساوي ويسبب المعاناة للطلبة بدل ان يكون مصدرا لراحتهم.
الدروس الخصوصية
يتحدث احد أولياء الأمور عن لجوئه الى المدرس الخصوصي بعد اكتشافه ضعف المستوى العلمي لابنته. عازيا سبب ذلك الى العدد الكبير من الطلبة في الصف الواحد والنقص بالمعلمين وفوضى التعيينات والمحسوبية. منوها: ان العدد في الصف الواحد يزيد احيانا عن (80) تلميذا والحصة الدراسية لا تتجاوز الـ (35) دقيقة، فكيف يمكن للمعلم ان يسيطر على الصف وان يعطي مادة علمية متكاملة يمكن ان تصل الى ذهن الطلبة بسهولة.
ام فلاح ،هي الأخرى جدة لثلاثة أولاد تركهم والدهم بعد استشهاده بالمعارك الاخيرة، تتساءل: اليس من حق اطفال الشهيد ان ينعموا بوطن استشهد ابوهم من اجله .مردفة: في اقل تقدير توفير مدارس ومناهج ومعلمين اكفاء.
استغلال الطلبة
فيما تحدث التلميذ احمد عن معاناته مع زملائه الأربعة في رحلتهم اليومية من والى المدرسة. مشيرا الى تاخر وصول المناهج الدراسية، الأمر الذي دفعهم الى الاستنساخ. لافتا الى: تحمل آبائهم شراء القرطاسية ومستلزمات الدراسة الاخرى.
علي المعموري ،باحث اجتماعي، اكد ان ضعف التعليم والتوجيه في تلك المناطق يجعل الكثير من الأهالي يجبرون ابناءهم على ترك المدارس والتوجه نحو العمل. مبينا: ان الكثير منهم يكون معرضا للاستغلال من قبل المجرمين ما يؤدي الى عواقب غير محمودة في المستقبل القريب.
9 مدارس فقط
رئيس لجنة متابعة الخدمات في المجلس البلدي لقاطع 9 نسيان كاظم الموسوي ذكر لـ(اـلمدى) وجود (39) بناية مدرسية في منطقة المعامل تتوزع في البناية الواحدة اكثر من مدرسة بمعدل دوامين او ثلاثة. مبينا ان: (9) بنايات فقط أنجزت بعد 2003 في حين ان الحاجة الحقيقية للمنطقة تقرب من (80) مدرسة نسبة الى عدد السكان الذي يزيد على (250) الف نسمة. مردفا: ان عددا كبيرا من المدراس يفتقر لوجود دورات مياه صحية نظيفة وطرق الوصول الى المدراس غير معبدة بالتالي يصعب وصول الطلاب خاصة في فصل الشتاء .
مدرسة ايجار ؟
في عراق ما بعد 2003 قد لايفاجأ المرء بسماع اية قصة او حدث ومنها ان تكون مدرسة اولاده مؤجرة وتغلق لعدم دفع وزارة التربية الإيجار. عضو لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد ثائر البهادلي اوضح لـ(المدى) ان احدى المدارس اغلقت لعدم تسديد ايجارها السنوي، الامر الذي دفع بصاحب الملك للمطالبة به اكثر من مرة لكن وزارة التربية لم تسدد. مبينا: انهم اضطروا لجمع التبرعات من الميسورين لشراء قطعة ارض بـ(20) مليون دينار لاجل تشييد مدرسة جديدة.
مدارس واطئة الكلفة
يبدو ان المدارس الكارافانية وبسبب سرعة تشييدها ستكون المعالجة لنقص المدارس، التي يعاني الطلبة بسببها وضعا مربكا بسبب ضغط الدوام ولذا شيد ما يقارب من (10) مدارس للتقنين من هذه الضغوطات في مناطق المعامل. البهادلي اوضح ان النقص الحاد في الأبنية المدرسية وازدياد اعداد الطلبة جلعنا نعمل على مدارس واطئة الكلفة حيث تبنت المحافظة تجهيز (الكرفانات) وتوفير الأراضي لأجل الشروع بنصب الكرفانات.