TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الياور و" البوسطجي " وبينهما مؤتمر بغداد

الياور و" البوسطجي " وبينهما مؤتمر بغداد

نشر في: 15 يناير, 2017: 07:09 م

ali.H@almadapaper.net

نقل التلفزيون الإيراني عن وزير خارجيّتنا  إبراهيم الجعفري قوله ، إنه نقل رسائل بين طهران والرياض ، في مسعى لاحتواء العداء بين البلدين الجارين. واخبرنا  التلفزيون  الإيراني أيضا  ، أنّ وساطة الجعفري هذه مستمرة  منذ العام الماضي  بنجاح ،وأنّ الجعفري مارس دور " البوسطجي " بكل  أمانة وأريحيّة ، ولم يغنّ مع الراحلة رجاء عبدة " البوسطجية اشتكو من كثر مراسيلي" .
وبحسب  التصريحات  المنشورة  في  الصحف الإيرانية حصراً ،  فإن وزير خارجيّتنا الحاج  الجعفري ، قد سعى حثيثاً واجتهد كثيراً، كي يفوز بمصالحة تاريخية بين إيران والسعودية ، الأمر الذي جعل الدبلوماسية العراقية تتيه فخراً بإنجاز عميدها الهمام ، فخر التكنوقراط العراقي ، وتعتبره  نموذجاً مشرّفاً للدبلوماسي المحترف .
دعك من أنّ  السعوديية أقامت أمس مؤتمراً للدول التي تحارب داعش استكثرت على السيد الجعفري مجرد الحضور فيه ولو بصفة مراقب ،  ودعك من أننا لانزال نتوسّل بتركيا كي تقول من باب " المجاملة " إنها ستسحب قواتها من بعشيقة  . وبما أنّ السيد الجعفري يفتخر بوظيفة " ساعي البريد  "، كونها اقتحاماً جريئاً لمشاكل المنطقة ،  التي باتت مشاكلها في المنامة والرياض ودمشق  وصنعاء ،  أقرب وأعزّ من خمسة  ملايين عراقي يعيشون في الخيام ، ولهذا كنتُ أتمنى أن يعامل السيد الجعفري مهجّري الموصل ،  معاملة  أزمة الرياض وطهران ، ويمنحهم  بعض فتات وقته الثمين  .
هل هناك أكثر سخريةً من  هذا الخبر ؟ قد تقول: نعم. إنه  مؤتمر بغداد الذي عقد خلال اليومين الماضيين ، حيث أخبرنا أصحابه  وهم فرحون  حضور الدول الستة الكبار  " تركيا وإيران والكويت والأردن والسعودية، وسوريا " لمناقشة  ماذا حلّ بهذه الدولة الصغيرة العراق  ؟
مَن كان يتخيّل هذه الصورة  ، العراق يستجدي رضا دمشق والرياض  وسلطان أنقرة ،  ويتوسّل الأُردن والكويت ؟ ومن كان يتخيل أن يظهر فجاة  رئيسنا الغالي غازي الياور في القصر الأميري  الكويتي ليطمئن الأشقاء بأنّ صحته جيدة ولا يعاني من  الامراض المزمنة ، أما أهالي الموصل الذين حصل من خلالهم على المنصب والتقاعد االمليوني  والعروس  ، فلهم خيام تحميهم ،  ورجال  شجعان من ابناء الجيش سيُعيدون لهم كرامتهم التي أهدرها سياسيّو الصدفة  .
كان السيد الياور قد اختفى ، ولا نعرف كيف يأتيه النوم أو كيف التقط، صوراً مع  أمراء الكويت ،  فيما مدينته نهبتها عصابات داعش ، الذين يغيب عنهم الضمير ،  لا شك أنهم ينامون بلا أرق ،  سياسيّونا  ينامون .. مجلس النواب ينام ، لكنه استيقظ متأخراً فوافق على  اتفاقيّة التصادم البحري ،  التحالف الوطني  ذاهب يذرف الدموع في طهران  .
من أجل  حضور بضع  فضائيات الى مجلس النواب ، استمرّ مؤتمر بغداد يومين ،  فعلى ماذا تفاوضَ الحضور ؟ على المأساة الإنسانية التي لم يعرف لها العالم مثيلا ؟ من مثِّل في المؤتمر خمسة  ملايين نازح ، وعشرات آلاف الضحايا واليتامى والآرامل  ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    العراق عراق-----لشعبه محراق-- وللبعث سباق ---------للحروب انفاق ------ ياتى منها اختراق----------- للاسلحة اسواق-----يباع فيها نفاق------ والسعودى براق----قطرى وخناق----درة وانفلاق-----ان البعث مشتاق------ وصدام لتواق ------للقصور استبراق---

  2. د عادل على

    ان البعث استحمار -------وابوه استعمار------وله جيش جرار----يقتل به ابرار ----انه عار فعار--ان يعود استعمار---بفعل البعث جزار---- شباط اسود نار -احترق فيه اخيار -- لتدخل امريكا الى الخليج ----ليقطع نسيجى --------هل اتى يوم العروج-وكريم فى المعراج --في ن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram