TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المالكي والعبادي وأجمل الأكاذيب

المالكي والعبادي وأجمل الأكاذيب

نشر في: 17 يناير, 2017: 07:15 م

ali.H@almadapaper.net

خضيّر نجم مواطن يحبّ السادة المسؤولين  في بلاده جداً ، ويعتبر معارضتهم معصِيَة  ، وكمواطن صالح  حصل على وظيفته بالوساطة. ولهذا تجده يشتم  كلّ مَن يسخر من خطب المسؤولين .
هلّل وصفّق يوم سمع المالكي يقول عبر قناة العراقية  " لقد خصصنا 18 ملياردينار للزراعة وتطويرها ، وصرخ يقول  لزوجته: أخيراً سيتحقق حلمنا ونأكل خضراوات عراقيّة !
قفز إلى حاسبته ليطّلع على ما يُكتب في مواقع التواصل الاجتماعي، ما أن فتح الفيسبوك حتى وجد أمامه البوست الذي كتبه أمس يُعنّف الذين يسخرون من خطابات معالي رئيس مجلس الوزراء  ، لأنهم  لايريدون الخير للعراق  ، لايهمّ قال لنفسه ، لكلّ مقام مقال، وهاهو المالكي يخرج مرّة ثانية ليقول عبر العراقية أيضا : " خصّصنا 25 مليار دولار لبناء وحدات سكنية. شعر بنشوة طاغية وهو يشاهد المالكي  يبتسم ويوقّع عقداً مع شركة سيمينس ، لإعادة تأهيل المنظومة الكهربائية ، كاد قلبه يتوقف حين سمع بالرقم 27 ملياراً خصصت لتطوير الكهرباء  ، غداً سيُغيض جاره  أبو محمد ويقول له شامتاً  : سنصدِّر الكهرباء لدول الجوار، أغمض عينيه وهو يستمع الى المالكي يقول خصّصنا أربعة مليارات دولار لبناء أربعة آلاف مدرسة ، ها هو  يشاهد ابنته الصغيرة تجلس في صفّ مدرسيّ مزوّد بأحدث وسائل التكنولوجيا!
قالت له زوجته وهي تفرك عينيها من النعاس: انظر إلى عاجل العراقية، تمعّنَ جيّدا فقرأ: " المالكي : خصصنا 25 مليار دولار لبناء السكك الحديد والنقل والقطارات والطائرات ، فكتب تغريدة سريعة: إلى رئيس الوزراء  البطل، شكراً لأنك حققت حلمي،  وسأذهب بالقطار السريع الى البصرة  أطمئن على شقيقتي المريضة .
ظلَّ يجلس أمام شاشة العراقية التي ساهمت برفع نسبة " الهرمونات " الوطنية عنده، مُحلّل اقتصادي جيء به على عجل ليضع تصوراً لمستقبل العراق  يقول منتشياً: بعد كل هذه المليارات والموازنات الانفجارية أعتقد  أن هناك فرصة لتطوير السياحة  ،  مطاراتنا الحديثة يمكن ان تستوعب 60 مليون سائح سنوياً ، ، والأهم أن مصانع الشركات الكبرى ستحثّ الخطى صوب بغداد . لكن وآه من كلمة لكن، المؤامرات لم تتوقف لإجهاض هذه التجربة الفريدة في البناء والعمل والسياسة، هؤلاء المغرضون الخونة المموّلون من الخارج، دائما ما يتّهمون حجّاجنا الأكارم  "  بالفساد .
المواطن خضير مثله مثل غيره ممن عاشوا مناخ الوعود الوردية ، انجذبَ إلى أسماء تفوح منها رائحة الفشل والجهل، لم يصدّق حين خرج عليه العبادي ليخبره :" ثروات البلد ضاعت  خلال السنوات الماضية ،  تَسلمتُ الحكومة وبالخزنة ثلاثة مليارات دينار ومطلوبون  15 ملياراً لشركات النفط ، لقد ضاعت الثروات خلال السنوات الماضية على البذخ  والعطاءات من قبل " القائد الضرورة " ، كاد خضير أن يدخل في نوبة صراخ حاد ،  ضدّ حيدر العبادي على تصريحاته بشأن المليارات التي تبخّرت ، فهذه ليست  أكثر من نكتةٍ  يريد العبادي أن نلتهي بها ، فالخير قادم وبشائره حلّت مع عودة كامل الزيدي إلى الواجهة .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    لن يهنأ ويرتاح شعبنا العراقي ويشوف طريقه الصحيح .. ألا بعد أن يتخلص من الطغمة السلطوية الحاكمة التي تقلدت المناصب والحكم وبالذات ألأحزاب ألأسلاموية التسلطية التي سرقت الشعب العراقي بأسم الدين والمذهب ... والتخلص من الشخصيات المعممة من المشهد السياسي الذي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram