بغداد / احمد علاءأبدى حلاق صدام استغرابه ودهشته من ورود الحروف الأولى من اسمه ولقبه في كتاب " الحياة السرية لصدام حسين من القصور الى الجحور" لمؤلفه المصري أنيس الدغيدي، مؤكدا انه لم يلتق المؤلف، ولم يعرفه، مستدركا بان المقابلة الصحفية الوحيدة التي جرت معه ، نشرت في جريدة سومر بعد شهر من سقوط النظام السابق.
وقال ان ما جاء في الكتاب تحوير لذلك اللقاء مع إضافات وضعها المؤلف من خياله :" ولا اعرف ما الذي يقصد من ورائها ، حينما افترض أنني تعرضت لاستجواب من قبل القوات الأميركية للحديث عن صفات زبوني ، ونوعية صبغ الشعر الذي كان يستخدمه ، وما هي مشاعري حينما يكون رأس صدام تحت رحمتي ، وأنا احمل الشفرة الحادة وأدوات جارحة أخرى مثل المقص " وحلاق صدام المعروف بهذا اللقب بالنسبة للمقربين إليه يعمل اليوم سائق دراجة نارية "ستوتة" ينقل بواسطتها المحاصيل الزراعية من قريته جنوب غربي العاصمة الى سوق جملة الخضار" علوة الرشيد " الواقعة على طريق بغداد – بابل . ووصف عمله الحالي بعدما كان ضابطا برتبة عقيد في قوات الحرس الجمهوري بأنه خلصه من هواجس مخيفة كانت تنتابه :" بصراحة أقول أنني امتلكت حريتي وإرادتي عندما تخلصت من هواجس الخوف ، وتنفيذ الأوامر في أي وقت كان ، صحيح أنني فقدت الكثير من الامتيازات المالية والمعنوية ، الا ان مشاعري اليوم تختلف عن السابق ما دمت امتلكت قرار نفسي ، ولا أخشى من احد او الوقوع في خطأ يكلفني حياتي " ورفض "حلاق صدام" الذي يصر على عدم ذكر اسمه الحديث بأمور السياسة او إبداء الرأي بأية قضية ، وعزا أسباب ذلك بالقول :" لا أريد الدخول في متاعب ، فانا مشغول بتوفير لقمة العيش لافراد أسرتي ، والتفرغ لعملي على الرغم من ان أبنائي الأربعة انضموا الى صفوف الصحوة ، واحدهم أصبح ضابطا بالجيش برتبة ملازم اول " وحول أسباب اختياره حلاقا لصدام ومنحه رتبة ضابط وصل الى رتبة عقيد ، استرجع شريط ذكرياته وواصل حديثه : " احد أقربائي كان مسؤولا كبيرا في ديوان رئاسة الجمهورية ، قدم اسمي لأعمل ضمن شعبة الخدمات في الديوان ، وكنت آنذاك حلاقا برتبة نائب ضابط درجة خامسة منتسبا إلى اللواء السابع والعشرين من الفرقة الآلية الأولى ، وكانت وحدتي تتمركز في قاطع الشوش ، أثناء الحرب العراقية الإيرانية ، ولكي أتخلص من الحرب وافقت على طلب قريبي المسؤول ، الذي فارق الحياة مطلع عقد التسعينيات " وتابع حديثه :" في احد الأيام واعتقد في الشهر الثاني من عام 1982 قبل معركة الشوش الشهيرة ,وصلت برقية من بغداد الى اللواء تأمر بالتحاقي بإحدى وحدات الحرس الجمهوري المقر العام فورا , وبعد ذلك تم اختباري بوجود قريبي المسؤول لأكون حلاقا لصدام مضيفا كان الاختبار صعبا (سلموني البالون وغطوه بالصابون , وأعطوني شفرة حادة وقالوا حاول إزالة الصابون من البالون , من دون ان ينفجر , فنجحت بالاختبار وبعد أشهر منحت رتبة ملازم اول بمرسوم جمهوري وتدرجت حتى أصبحت عقيدا في الجيش وطيلة تلك السنوات عملت حلاقا لصدام , بعدما فرضت علي شروط قاسية ,منها عدم الكشف عن عملي لاي شخص كان، حتى زوجتي". وعن انطباعاته عن زبونه قال "أفضل عدم الحديث عن الموتى وكل شيء بالنسبة لي أصبح من الماضي الذي أريد نسيانه الى الأبد " وشغل محرك دراجته النارية , مخلفا وراء (الستوتة) غبارا كثيفا ربما يكون بالنسبة إليه ,حاجزا بين حاضره وماضيه.
"حلاق صدام" نائب ضابط منح رتبة عقيد واستقر به المطاف "سائق ستوتة"
نشر في: 10 فبراير, 2010: 08:08 م