TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(مثل المسن، يحد ومايكص)

هواء فـي شبك :(مثل المسن، يحد ومايكص)

نشر في: 10 فبراير, 2010: 08:15 م

عبدالله السكوتيكان احد الفلاسفة الرومان يعلم الناس الشعر ولكن لايقوله، فسأل احدهم احد العارفين قائلا: مالهذا الرجل يعلم الشعر ولايقوله، فقال: ان مثله مثل المسن يشحذ ولايقطع فقال عنه الشاعر: اخذت باعضادهم اذ نأوا وخلّفك القوم اذ ودعوا فكم انت تنهى ولاتنتهي وتسمع وعظا ولاتسمع فياحجر السن حتى متى تسنّ الحديد ولاتقطع والمسن حجر يتخذه الناس لشحذ ادواتهم الجارحة، هذا الحجر يذكرنا بالصحف والفضائيات في الوقت الحاضر،
 وخصوصا في هذه الفترة الحاسمة التي تسبق الانتخابات، والتي لاتخص احدا بعينه وانما هي مرحلة ثانية من مراحل الشوط الديمقراطي وهذا الشوط مهم جدا والمطلوب من الشعب العراقي فيه ان يقول رأيه بصراحة ودقة، ودونما ضغوط ويترك حجر المسن الذي يهدي الى قول الباطل، حين يدعو الى الإحجام وعدم الذهاب الى صناديق الاقتراع ؛ ان كثيرا من وسائل الاعلام كانت قد فتحت ابوابها ومنذ اربع سنين والقسم الاخر منها قبل اشهر، القصد هو الانتخابات، حيث تقوم بدور المغرض الذي يحاول ثني الناس عن المشاركة في الانتخابات، هذه الفضائيات المشبوهة تقوم بعرض مجموعة من الشباب وتسألهم اسئلة مفادها .. هل ستشاركون في الانتخابات ام لا؟ ويكون الجواب طبعا كلا والنتيجة محسومة، هذه الثقافة المحنطة التي تحاول جاهدة ارجاع العراق الى زمن الدكتاتورية، هي اكيد ثقافة الامس، والا ماعلاقة الحكومة بالانتخابات المقبلة، وماعلاقة مجلس النواب بها؟ القوائم مفتوحة وتستطيع الاختيار، ام نبقى نراوغ باساليب شتى لنخدم دولا خارجية لمجرد تمويلها مشروعا اعلاميا مضادا، بالاساس ماعلاقة الديمقراطية بماحدث في السنين الاربع؟ الديمقراطية منهج ونهج سارت عليه الدول المتطورة وقد تمكنت من تحقيق هذا المنهج بمدفوعات كثيرة، لتكن التجربة الاولى فاشلة وماذا في الامر، نحاول تصحيح الاخطاء ونمضي... اما ان يطالب احدهم بإلغاء المنهج ككل فهذا امر دبر بليل ولايخلو من خيوط للمؤامرة، لقد تسلم البعض اجوره من المحيط الذي يخيفه ان تجربة العراق تمضي الى امام، يخافون على عروشهم وكروشهم. ان ثقافة العراق الحالية هي ثقافة ديمقراطية، لكن هؤلاء لايفهمون، مازالوا يعيشون ارهاصات المرحلة الدكتاتورية البغيضة، ويحاولون الرجوع الى الخلف ؛ لقد رأينا وزيرا في نظام الامس الدكتاتوري يصلح لكل الوزارات، رأيناه امينا لبغداد، ومن ثم وزيرا للتعليم العالي، وبعدها وزيرا للصحة، ولانريد ذكر المزيد، هذه الثقافة العفنة ولت الى غير رجعة ومن العار ان تعاد ولو بتصرف واحد او باجراء واحد . الاصوات المبحوحة التي تحاول عن طريق مشاكل الناس، التسلل الى النيل من المنهج الديمقراطي وتحاول جاهدة تعطيل جوهر التغيير، علينا اسكاتها لانه مد خطير لايمس الحكومة او العملية السياسية وانما يحوك لارجاع نهج الامس المر ؛ ان حث الناس الى الذهاب الى صناديق الاقتراع واجب وطني وحضاري لان هذه الصناديق هي الحكم الذي يحكم بالحق، اما العودة الى الخلف فقد ورد عن ابي العيناء انه قال لصديق له ذهب عنه، الى اين فقال: الى الخلاء فرد ابو العيناء اذن لايعود لنا منك شيء، وهم هكذا ذهبوا ولن يعود منهم شيء ولسان حالهم يقول: (شوف اشلون سوّه الدهر ماراد وشوف اشلون لب الجبد ماراد شوف اشلون راح اهواي ماراد وشوف اشلون ناره اسعرت بيّه )، ونحن نقول للسان حال هؤلاء (روحه بلا ردّه ) .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram