TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ترمب "العربي" .. بعد أردوغان "الشيعي"!

ترمب "العربي" .. بعد أردوغان "الشيعي"!

نشر في: 21 يناير, 2017: 06:53 م

adnan.h@almadapaper.net

يُبدي بعض العرب حماسة مفرطة تجاه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب برغم موقفه المعلن الموالي بقوة لإسرائيل إلى درجة أنه يريد القيام بما امتنعت عنه كل الإدارات الأميركية السابقة، وهو نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.
 عدد غير قليل من السياسيين والمحللين العرب، بمن فيهم عراقيون، لم يتردّد عن التهليل لترمب وعهده، وعند تفحّص الأمر نجد بعداً شخصياً، فالسياسي أو المحلل المبتهج بدخول ترمب إلى البيت الأبيض، بالرقم 45 بين الرؤساء الأميركيين، إنما يتوقع أو يأمل أن ينتقم له الرئيس الجديد من دولة أو منظمة يعاديها شخصياً وتوعّدها ترمب في حملته الانتخابية برفع الهراوة في وجهها إن لم تدخل بيت الطاعة، أو تشفّياً برئيس أميركي سابق اتّخذ مواقف وقرارات كان لهؤلاء الاشخاص موقف مناهض منها، كحربي 1991 و2003 في العراق وحربي سوريا وليبيا.
من دون شكّ، لكل امرئ الحرية في ما يرى ويفكّر به وفي ما يأمل ويرغب، لكن في حالة ترمب فالخشية أن يُصيب المتحمسين له من العرب ما أصاب الكثير من قيادات الإسلام السياسي، الشيعي والسنّي سواء بسواء، من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الإسلامي، العدالة والتنمية.
بعد فترة قصيرة من تولّي أردوغان رئاسة الحكومة في تركيا (2003) صار له بين العرب وأحزاب الإسلام السياسي خصوصاً، مؤيدون ومريدون ربما بما يوازي عدد أنصاره الاتراك، ووقفت قيادات الكثير من الأحزاب الإسلامية السُّنية والشيعية في الطابور لزيارة أردوغان في أنقرة والشدّ على يديه والتصريح بما يفيد بأنّ أردوغان وحزبه هما المثال والقدوة لهذه الأحزاب، وبينها أحزاب شيعية عراقية. وارتفع منسوب شعبية أردوغان بعد واقعة ملاسنته مع الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيرس في منتدى دافوس، وربما هذا ما أوحى لأردوغان بفكرة إعداد نفسه ليكون سلطاناً عثمانياً للجمهورية التركية، فاندفع نحو كرسيّ الرئاسة في 2014 ، وابتنى لنفسه قصراً رئاسياً على غرار قصور السلاطين، حتى انتهى أخيراً الى الدفع باتجاه تعديل الدستور وتحويل نظام الحكم في بلاده إلى نظام رئاسي.
لم يمهل أردوغان المعجبين العرب به، وبخاصة الأحزاب الإسلامية الشيعية، طويلاً فما لبث أن قلب لهم ظهر المجنّ بسياساته ومواقفه الطائفية التي حوّلته لدى هؤلاء من قدّيس إلى شيطان.
ليس من المستبعد بعد حين غير بعيد، أن يتبدّى الرئيس ترمب للمحتفلين العرب به كمثل ما تبدّى به أردوغان للمبهورين به من المسلمين الشيعة، ففي نهاية المطاف ترمب سينفّذ السياسات التي تحقّق مصالح بلاده وحزبه ومصالحه الشخصية غير مبال بما يفكّر به المحتفون به من العرب، مثلما كان أردوغان، ولم يزل، يُنفّذ مصالح بلاده وحزبه ومصالحه الشخصية، غير متذكّر ما سمعه من كلام يقترب من الشعر من القيادات الإسلامية الشيعية التي زارته في أنقرة، وما أسمعه لها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram