سياسة "أميركا أولاً" لترامب ستؤثّر على بعض الدول أكثـر من غيرهااعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن سياسة "أمريكا أولا" للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، التي اعتمدها الموقع الإلكتروني الرسمي للبيت الأبيض في تحديث شمل أولويات أخرى بعد دقائق من توليه مهام
سياسة "أميركا أولاً" لترامب ستؤثّر على بعض الدول أكثـر من غيرها
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن سياسة "أمريكا أولا" للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، التي اعتمدها الموقع الإلكتروني الرسمي للبيت الأبيض في تحديث شمل أولويات أخرى بعد دقائق من توليه مهام منصبه مساء أمس الجمعة، ستكلف بعض الدول أكثر من غيرها خاصة في ما يخص الدعم المالي والعسكري الذي يعتمد عليه عدد من دول العالم بشكل كبير.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن ترامب تبنى رؤية قومية قوية لأمريكا في عالم صفري لايهم فيه شيء سوى احتياجات الولايات المتحدة، وأن الحديث كان ضئيلا عن بناء الجسور والتعاون الدولي في خطاب تنصيب الرئيس الجديد.
وأضافت أنه بدلا من ذلك قدم ترامب في خطابه قراءة غامضة وعجيبة، حيث قال: "لعديد من العقود، عززنا الصناعة الأجنبية على حساب الصناعة الأمريكية، دعمنا جيوش الدول الأخرى بينما سمحنا باستنزاف محزن للغاية لقواتنا المسلحة، دافعنا عن حدود دول أخرى ورفضنا الدفاع عن حدودنا، أنفقنا تريليونات الدولارات عبر البحار بينما سقطت البنية التحتية لأمريكا في الإهمال والاضمحلال، جعلنا دولا أخرى غنية بينما الثروة والقوة والثقة لبلادنا اختفت في الأفق". وأضاف ترامب: "من الآن فصاعدا، ستكون أمريكا أولا". وقالت الصحيفة أن ذلك الخطاب يعني عمليا سياسة خارجية حمائية تهدف إلى استئصال "الارهاب الديني المتطرف" والتفاوض على اتفاقيات تجارة أفضل، فيما سيغيب أي معنى لأمريكا كبطل لحقوق الإنسان والديمقراطية، أو محارب ضد تغير المناخ، أو قائد في صنع السلام والقضاء على الفقر.
وأشارت إلى تقارير إعلامية أفادت برغبة ترامب في إعادة غربلة وزارة الخارجية الأمريكية في هذه الاطار، لتكون أولوياتها مكافحة الإرهاب وجمع المعلومات الاستخباراتية قبل أي شيء، وهو ما سيتطلب إعادة التفكير في جوهر مهمة الوزارة الأساسية، وهي مهمة قد يأتي معها إعادة تخصيص جذرية للتمويل.
ترامب هاجم في خطابه الطبقة السياسيّة
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا تتحدث فيه عن المهمة التي تنتظر الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، من خلال الخطاب الذي ألقاه في خطاب تنصيبه. وتقول الفايننشال تايمز إن ترامب فاز بالانتخابات الرئاسية بتصويره الولايات المتحدة على أنها مهددة من الخارج ومن الداخل، وعبر في خطابه عن اقتناعه بهذه الفكرة بعد توليه الرئاسة، معلنا سيره في الطريق الذي تحدث عنه خلال الحملة الانتخابية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب استعمل كلمة "حماية" في خطابه مرات عديدة، وقال إن "الطبقة الحاكمة كانت تحمي نفسها بينما كان عليها أن تحمي حدودنا من الدول الأخرى التي تسرق شركاتنا وتقضي على وظائفنا. وتقارن الصحيفة بين خطاب ترامب وخطاب الرئيس السابق، رونالد ريغان، فتجد في خطاب ريغان تفاؤلا لم تجده في خطاب ترامب، على الرغم من أن ريغان يؤمن أيضا بفكرة "الأولوية لأمريكا".
وترى الفايننشال تايمز أن ترامب بإمكانه استعمال مثل هذا التفاؤل لتوحيد أمة أضحت منقسمة أكثر من أي وقت مضى. فهذه هي المرة الثانية خلال 20 عاما، التي يتولى فيها رئيس الحكم وشعبيته في نقصان. فاستطلاعات الرأي، حسب الصحيفة، تبين أن ترامب أقل شعبية من أي رئيس في التاريخ المعاصر، والأمريكيون مختلفون بشأن جميع القضايا الأساسية، من الهجرة إلى الإرهاب، مرورا بتغير المناخ. وعلى ترامب أن يبين الآن، على حد تعبير الفايننشال تايمز، أنه قادر، باعتباره زعيما للأمة، على رأب الصدع الذي تسبب فيه عندما كان في الحملة الانتخابية. ويمكن للرئيس الجديد أن يبدأ بإنجاز الوعود التي أعطاها "للمنسيين" من الرجال والنساء، الذين أفقرتهم العولمة، وهي عملية تتطلب وقتا، ولكن الشروع فيها من شأنه أن يخفف من انتقادات اليسار لترامب، ويشكل قدوة للعديد من دول العالم المتطورة، التي تعاني من مشاكل شبيهة، حسب الصحيفة.