TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحمار محافظاً !

الحمار محافظاً !

نشر في: 21 يناير, 2017: 07:20 م

ali.H@almadapaper.net

ليس هذا العنوان من ابتكاري وأعترف أمامكم بأنني استوليتُ عليه وأنا أقرأ  في إحدى الصحف العربية ،  وقبل الدخول في الموضوع ، يجب أن أُخبركم أنّ أوجه الشبه بين ما قرأته في الصحيفة العربية ،  وبين حروف " خادمكم " ، تبتدئ وتنتهي بالحكاية التي تجري أحداثها في إحدى المدن الصغيرة في بلغاريا  ، حيث قرّر الأهالي هناك ترشيح حمار لمنصب محافظ المدينة ، والغريب أنّ  اللجنة المشرفة على الانتخابات أعلنت  موافقتها على الترشيح ، ونقلت  وكالة أنباء صوفيا ، أنّ حزب " مجتمع بلغاريا الجديد " ، رشّح الحمار " ماركو " حيث أكدوا : " لقد رشحنا الحمار للمنصب ،لأنه لا فرق بينه وبين المحافظ  الحالي " ، وقال أعضاء الحزب إنّ مرشّحهم الحمار يمتاز على باقي المرشحين بأنه  لايسرق ولا يغشّ ولا يكذب ، ولايُعطي الوعود الفارغة ، وغير معنيّ بالصراع السياسي الذي يدور في البلاد . وذكّرتني حكاية الحمار ماركو بحزب الحمير الذي تشكّل في العراق قبل سنوات ، لكنه لم يدم طويلا حيث قرّر مؤسس الحزب عمر كلول ، حلّ حزبه بسبب "النظرة الدونيّة" من قبل المجتمع إلى هذا الحزب وأعضائه . وأضاف الرجل وهو يتألّم " سأحلّ الحزب ، لكنَّ احترامي للحمير سيستمر"..
ماذا ستقول أيها القارئ العزيز وأنت تقرأ مثل هذه الأخبار ، وتجد مَن  يثأر لكرامة الحمير، فيما كرامتك ومستقبل أبنائك رهينة بيد مجموعة من المغامرين والفاشلين؟  يحاول حزب الحمير في  بلغاريا أن يجد لأعضائه مكانة لائقة في مجتمع البشر، فيما تصر أحزاب " الأوادم " في بلادنا على السير فينا إلى مجتمع الغابة وثقافة القطيع .
والآن هل تريد أن تسأل: هل كثير علينا نحن "الأوادم" أن يخرج علينا أحد المسؤولين،  ليقول إننا فشلنا في ترسيخ ثقافة المواطنة والتعايش بين أبناء الشعب الواحد؟ وهل من حقنا أن نعرف هل نحن رهينة أمزجة بعض الذين يتخذون من السياسة مهنة للتربّح والتجارة.. هل نستطيع ان نسأل ما هي المسافة التي قطعتها أحزاب "الأوادم"؟ .
 لا يحقّ لي الكتابة عن ترشيح حمار لمنصب محافظ في بلغاريا ، لأنني  من المتابعين لأنشطة من يدّعون أنهم من صنف البشر  ، من الذين يملأون أدمغتنا بخطب  حميرية  ، ، ويحاصروننا  بإجراءات  " حماريّة " ، لكني أترك   كل ذلك وأبدي استغراباً أن تقوم مدينة بلغاريّة بترشيح حمار لقيادتها  .
لقد سلّمنا رؤوسنا لمن يعبثون بها، ويُلقون فيها بكميات هائلة من الخطب الطائفية  والأخبار  الكاذبة والبذاءات، بما لا يليق بصنف الحمير ، وعلى الرغم من ذلك، نتناولها بفخرعجيب، ونقول هل من مزيد.. كما سلّمنا لهم أصواتنا يسخرون منها علناً في الفضائيات  ، ليقولوا للعالم إننا  شعب راضٍ وسعيد، باختياراته .. فإذا كنّا  قد فوّضناهم  بالتصرف في عقولنا وضمائرنا ، فكيف نعترض إذا تولّوا شؤوننا ؟! " .........."  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. محمد سعيد

    الحمار كائن مجتهد ويتحمل الصعاب علي عكس قاده بلادنا لا يرون في مقدورهم غير سرقه البلد وتحويل الاموال المسروقة الي الخارج لحمايه اجيالهم القادمة. فالحمير حقا لا تفكر علي هذا المناول , بل ظلت تحمي راعيها وتخدمه علي احسن ما يرام ,اننا ن

  2. خليلو...

    بين الحمار وبين الذين يتولون حكم العراق اليوم مشتركان اوله أنه لا يستفيد من تجاربه وثانيه قبح الصوت ، تذكر أجلك الله نهيقه وصوت محمود الحسن وعاليه نصيف وحنان الفتلاوي الا ترى نفور السامع لهما؟! ولكن الحمار يختلف عن حاكمي العراق في أن الحمار مجد في اداء عم

  3. كمال يلدو

    حاشاك ان تكون انت من أخترت هؤلاء الحمير .....بل للاسف الشديد، فإن الحمير عندنا في العراق هم من اختاروا قادة الحمير ليقودونا ، ولا يهم أن يدفع ٣٠ مليون عراقي ثمن انتهازية ٥ مليون تافه ....لايهم ، طالما الحمير اللي عندنا مرجعيتهم (آل البيت) وعلى جباههم طمغة

  4. أبو أثير

    كان حلمي ويشاركني معظم البغداديين هذا الحلم أن يكون المنصب المرشح لمحافظ بغداد دار السلام والمدينة العريقة المتألقة من بين مدن العالم المتمدن ... من أن يكون بالضرورة محافظها من الشخصيات البغدادية العريقة ... وأقصد بالشخصية البغدادية هي من أن يكون بغدادي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram