ضابط تحقيق الخفر في شرطة المثنى أخبر القاضي في مطالعته قائلا : عندما تلقيت الإخبار من شرطة النجدة .. هرعت إلى مكان الحادث .. وجدت جثة المجني عليه الذي كان يرتدي ملابسه المنزلية وهي (بيجامة) بيضاء تلوثت بدمائه . كان سقوطه من الشرفة في الطابق الرابع قد
ضابط تحقيق الخفر في شرطة المثنى أخبر القاضي في مطالعته قائلا : عندما تلقيت الإخبار من شرطة النجدة .. هرعت إلى مكان الحادث .. وجدت جثة المجني عليه الذي كان يرتدي ملابسه المنزلية وهي (بيجامة) بيضاء تلوثت بدمائه . كان سقوطه من الشرفة في الطابق الرابع قد حطّم رأسه وهشَّم ضلوعه .. وعندما قمت بعمل معاينة سريعة لجسم المجني عليه .. لاحظت وجود أثر خاتم- في نهاية الخنصر .. وأدركت إن المجني عليه كان يرتدي خاتماُ .. نُزع منه ويبدو الحادث بأنه جريمة وليس انتحاراً بعد إن شممت رائحة خمر في فم المجني عليه .
بعد معاينة الجثة وفحصها بدا ضابط الخفر بتدوين اقوال حارس العمارة الذي قال للضابط هذا الرجل هو زوج صاحبة الشقة .... وقد لاحظت عليه في الفترة الأخيره انه يسهر ويأتي متأخرا إلى الشقة .. ويشرب الخمور ويعود إلى المنزل مترنحاً..وفي ليلة الحادث عاد في الحادية عشرة مساءً وكانت رائحة الخمر تفوح منه .. لكنه كان متماسكاً الى حدٍ ما .. سلّم عليّ وصعد الى شقته .. لكني سمعت من الخدامة التي تشتغل عندهم انه كان في الفترة الأخيرة يتشاجر مع زوجته كثيراً .
بعدها بدأ ضابط التحقيق بتدوين إفادة الزوجة فقالت زوجي كان يعمل محاسباً لدى زوجي الراحل الأول . وبعد وفاة زوجي توسمت فيه الإخلاص والتقدير والرغبة في خدمتي , وعندما عرض إن يتزوجني وافقت فقد كنت بحاجه إلى رجل مخلص أمين أعيش معه ويوفر لي الأمان والحماية ويدير أملاكي .. ولكن بعد زواجنا بشهور اكتشفت انه خدعني بمظهر الإنسان المخلص .. كشف لي عن حقيقته الجشعة .. وبدا يبتز أموالي لينفقها على شرب الخمر والسهر ولعب القمار..وحاولت من دون جدوى إثناءه عن المضي في هذا الطريق .. وعندما شعرت باليأس طالبته بالطلاق .. لكنه كان يرفضه . في ليلة امس عاد مخمورا من الخارج وقد أنذرته وطالبته بان يطلقني أوالجأ إلى المحكمة للحصول على حكم بطلاقي .. لكنه طلب من الخادمة إن تحضر له طعام العشاء وزجاجة الويسكي .. ومضى يأكل ويحتسي الخمر غير عابئ بي .. فذهبت لأنام وأنا أبكي لحالي الذي لا ينتهي معه .. حتى أيقظتني الخادمة بعدها بساعة لتخبرني أن زوجي انتحر وألقى بنفسه من شرفة الشقة.
بعدها أخذ الضابط بتدوين إفادة الخادمة فقالت: انا اعمل في خدمة صاحبة الشقة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً .. وقد بقيت معها بعد وفاة زوجها الأول الذي توفي بحادث سيارة, عندها تزوجت للمرة الثانية .. وقد حضر زوجها في ليلة الحادث مخموراً وخلع ملابسه وارتدى- البيجاما- ودار بينهما كلام صاخب حول رغبة ألسيدة في الحصول على الطلاق .... ثم ذهبت إلى غرفتي لأنام .. ولم استيقظ إلا عندما ضرب حارس ألعمارة جرس الشقة ليبلغني بانتحار الرجل .
• ماذا في غرفة الخادمة؟
أثناء تفتيش ضابط التحقيق غرفة الخادمة وجدها مضطربة وكانت ترمق دشداشة منشورة على حبل غسيل في وسط الحجرة .. وعندما سألها الضابط عن عائدية الدشداشة .. قالت أنها تعود لها وقد قامت بغسلها لترتديها في الصباح .. لكن عندما قام بتفتيش دولاب ملابسها وجد أكثر من دشداشة نظيفة تعود لها ..فقويت الشبهات ضد الخادمة ! وعندما أعاد تفتيش الغرفة بدقة وإمعان عثر على صندوق صغير موضوعا أسفل السرير .. وعندما فتحه عثر فيه على خاتم ذهب . يحمل الأحرف الأولى من اسم زوجة المجني عليه صاحبة الشقة . فأيقن الضابط بأن الزوجة والخادمة مشتركتان بقتل الزوج فأمر قاضي التحقيق بإلقاء القبض على الخادمة وزوجة المجني عليه ومواجهتهما بتهمة الاشتراك بالجريمة معاً. وامام قاضي التحقيق اعترفت الزوجة والخادمة بارتكابهما الجريمة حيث قالت الخادمة إن الزوجة كانت دائماً تشكو لها جحود زوجها وكيف انه يحاول ابتزازها والاستيلاء على ثروتها مقابل حريتها وطلاقها.. وطلبت منها إن تساعدها في التخلص منه مقابل مبلغ كبير من المال.. وفي ليلة الحادث عاد الزوج من الخارج جلس يستمع لحديث زوجته وهي تطالبه بالطلاق وظلت تشاغله بينما قامت هي بالتسلل من وراء ظهره وضربته على رأسه بعنف بقطعة خشب وعلى إثر ذلك فقَدَ وعيه .. وتناثرت دماؤه لتلوث الدشداشة التي كانت تلبسها .. بعدها ساعدتها زوجته في حمله وإلقائه من الشرفة.. حتى يبدو الحادث وكأنه حادث انتحار .. لكن وهي تقوم برفعه من الأرض نظرت إلى يده وشاهدت وجود الخاتم الذهبي الكبير في إصبعه فطمعت به وانتزعته بعنف منه .. ثم ألقيت بالجثة من الشرفة ليلقى مصرعه وايدتها الزوجة في اقوالها واحيلا معا الى محكمة الجنايات لتنالا عقابهما العادل .
