تجبّر ، تكبّر ، إزداد قسوة ، شبه بشراسة الوحوش حين يغضب او يستفز ، تناسى كلمة ( الرحمة ) تزدان بها قواميس الأقوياء .. تطاول وهو يرى خياله يمتد ويتعملق ، لم يحسب حسابا ليوم ، لساعة ينكمش فيها خياله تحت وطأة عمودية الشمس ، حيث لا ظلال ولا شفيع ،، يصدر أحكامه المتسرعة وهو قابع بين ظل جدار وظل مبدأ ، وتناسى حقيقة باهرة حين كان يعتمدها ويحفظها عن ظهر قلب :: إن من يصدر أحكامه وهو بمأمن ، ليس كمن يصدر آحكامه وهو في قلب مآزق .
تعالى ، صار ينظر من علٍ للمخلوقات حوله ، يحسبها قطعاناً من غنم او اسراباً من جراد، حدق في دواخل سريرته المطعونة ، وظن إنه إكتشف خبايا سريرة الآخرين .. ظل يدور بذاك الإتجاه ، وكان دولاب الدهر يدور أيضا ، ولكن بإتجاه معاكس .. فاته ان يحسب للدولاب الدائر عكس الإتجاه ، حسابا .
صرفه الزيف الذي احاط به نفسه ، عن تلمس الجوهر لدى الآخرين ، تلفع بالباطل حين اوحى له زبانيته ومريديه إنه سيغنيه عن ريادة طريق الحق ، عمي عن أن يرى الحقائق سافرة ، بلا عباءة ولا عقال ولاعمامة او بُرقع .
لم يدرك ان كل مَن كان حوله ، يتملقه ويتزلف إليه ، طمعا برضاه ، للحظوة بمغانمه والفوز
بعطاياه .
سآلت عنه : اين مكمنه الآن ، بعدما شحت اخباره ، وانزوى شبحه . ولما عرفت هشاشة موقعه ، رفعت يدا ضارعة للسماء : ان تبقيه وتطيل مكوثه في العتمة …
اللهم لا تجعلها شماتة .
## الصورة تجريدية بحتة ولا علاقة لها بأشخاص بالذات.
صورة طبق الأصل .
[post-views]
نشر في: 22 يناير, 2017: 09:01 م