ali.h@almadapaper.net
أتمنى عليكم أن تعذروا إصراري على المراوحة في محيط ساسة العراق "الأفاضل" البعض ربما يسخر منّي في سرّه ويقول "حتما لديك شحّ في الموضوعات وقصر في النظر" لكني ياسادة ياكرام أُسمّيها من ضروريات مراجعة الحالة التي مرت بها البلاد، وكما تعرفون، فالمسألة مبدئية حيال دعاة الفشل وصنّاع الخراب .
ماذا نكتب نحن الصحفيين الخائفين على جلودنا من أن تسلخ في مسلخة المتبارين على تعويم مفهوم حريّة التعبير الذي تحوّل من قوانين تحاصر مواقع التواصل الاجتماعي وتعدّ أنفاس المدونين بأوامر من موفق الربيعي ، إلى حملة وطنية سيقودها فالح الفياض للوقوف بوجه " التهديدات السِّبرانيّة " .
هل تنفع كلمات كاتب عمود مثلي يرى أنّ البعض لا يريد للعراق أن يعبر هذه الكيانات التي يُسمّيها عشّاقها أحزاباً وكتلاً سياسية، من أجل العيش في دولة يشعر فيها الفرد بالحرية والكرامة والأمان، لا يصطاده شرطي في سيطرة ليهينه ويتفنّن في إذلاله، ولا يساومه نائب"مخادع"على أحقيّته في سكن وصحة ورفاهية وتعليم، ولا يسعى للهتاف لأيّ شيء وكلّ شيء؟!
الذين أحكموا الخراب على العراق وأقاموا دولة الفساد وسدّوا كل الأبواب والنوافذ أمام المستقبل ، والذين طاردوا المتظاهرين الشباب في الشوارع والساحات ، والذين قالوا ان هذا الشعب مجموعة رعاع ومكانهم القبر ، والذين هرّبوا المليارات ، والذين رفعوا في الساحات صور قادة دول الجوار ، والذين لايتخذون قراراً دون الاتصال بطهران أو أنقرة ، هؤلاء هم الأحقّ بحملة وطنية شاملة تكشف زيفهم وانتهازيتهم .
أراد سارقو التغيير ، تأسيس عراق جديد ، فأقاموا بدله غابة من الطوائف المتقاتلة ومستنقعاً كبيراً الفساد، كان المواطن العراقي يحلم بأن تُصبح البلاد للجميع لا لأبناء "دولة الطوائف ".. كانت الناس تعتقد أنّ قادتها يخافون الله، ، فإذا بهم يكتشفون أنّ مسؤوليهم وساستهم يخافون على سمعة دول الجوار أكثر.
تصور أنك تكتب عن موفق الربيعي الذي أمضى سنوات وهو مستشار للأمن القومي بأوامر من بريمر ، وإذا هو بعد أن حصل على تقاعد مجزٍ ، وجنسية بريطانية ، يخبرنا انه بصدد ان يقيم دعوى قضائية ضد أميركا ،لأنها غزت العراق ! هل تسمّون هذه كوميديا ، أنا أُسمّيها " ضحكاً على الذقون " ، الأخبار في بلادنا العجيبة واحدة تمحو الأخرى، قبل أشهر سُئل رئيس البرلمان العراقي عن رأيه بالوضع الامني فقال: "المشكلة أنّ لدينا إعلاماً يُضخِّم الأمور، ويحاول أن يثير البلبلة".
في زمن الرئيس المصري أنور السادات تم اعتقال الكاتب الساخر محمود السعدني ،لأنه قال لصديق له على الهاتف " ذاك موَّتنا من البكا، " وهذا حيموّتنا من الضحك”.. لا حلّ وسطاً بين عهد المالكي وعصر العبادي .. أليست هذه قمّة " السِّبرانيّة " ؟!
جميع التعليقات 1
أبو أثير
بمناسبة الحديث عن ما يدعى موفق الربيعي البريطاني الجنسية وهو بالمناسبة ليس أسمه الحقيقي السابق من أنه سيرفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة ألأمريكية لغزوها العراق في عام 2003 ... ألا يعلم أنه لو لا أمريكا وغزوها للعراق لما حصل على منصبب مستشار ألأمن ال