اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صاحب البيرية وصاحب الأغلبية

صاحب البيرية وصاحب الأغلبية

نشر في: 24 يناير, 2017: 07:18 م

ali.h@almadapaper.net

قبل خمسين عاماً، وفي أحد صباحات عام 1967 نشرت صحف العالم صورة لجثة ارنستو جيفارا بعد قتله في غابات بوليفيا. تمثل الصورة الجثمان محاطاً بالجنود الذين أدوا المهمة.
العام 1953 يرمي الشاب ارنستو جيفارا متع بوينس ايرس ولياليها وراء ظهره، متجهاً صوب كوبا حيث يبدأ اولى رحلاته في عالم الثورة الضاج بالمواقف والحروب والسجالات، ابن العائلة الثرية لم يحمل معه سوى حقيبة ملابس ويوميات غرامشي في السجن، هناك تبدأ رحلته الأولى في الجبال والأدغال برفقة كاسترو، بعدها نجده يلتقط صوراً تذكارية مع جون لينون وهما ينغمسان في حوار عن موسيقى البيتلز، ويجلس ليحاور سارتر وسيمون دي بوفوارعن معنى الثورة الدائمة.
طوال اكثر من خمسة عقود سيطر جيفارا بصورته وهو يرتدي  البيريه الفرنسية ، على مشاهد الاحتجاجات في معظم دول العالم، مرة نرى صورته يحملها المحتجون في اندونيسيا، ومرة اخرى في تظاهرات اوكرانيا البرتقالية، ومرات كثيرة في ميادين القاهرة وتونس، وأخيراً تتصدر تظاهرات شباب العراق  وهم يهتفون تحت نصب جواد سليم  للحرية والعدالة الاجتماعية.
كنت أنوي اليوم،كعادتي، ان اصدّع رؤوسكم بالحديث عن البشر العاديين لا العباقرة، واحدثكم عن مشروع "مارشال"  لإصلاح النظام السياسي في العراق الذي يقوده النائب عن دولة القانون خلف عبد الصمد، والذي اكتشف فيه ان العراقيين لاينفع معهم الا نموذج مثل اردوغان، فالنظام البرلماني،حسب نظرية عبد الصمد، لايصلح لمعالجة مشاكل العراق، وان الانتقال الى نظام الرئيس "القوي" صاحب الأمر والنهي، سيعيد لنا الاستقرار ومعه الأموال التي نهبت على مدى السنوات الماضية، وتتذكرون ان السيد عبد الصمد كان قد هاجم يوماً مطالبة بعض القوى السياسية بمنح صلاحيات لرئيس الجمهورية، واعتبر ان هذا الأمر إخلالٌ بالديمقراطية العراقية الجديدة،  ولنعد ثانية الى ما يؤرق السيد النائب فهو يخبرنا ان حكومة الأغلبية هي الخيار الصحيح.  
مسكين، السيد النائب الذي توهم ذات يوم  ان مستشار المانيا رجل وليست السيدة ميركل، واخبرنا، بمفاجأة من العيار الثقيل، ان :" مستشارالمانيا  قال لي احتجنا إلى (10) سنوات للاستقرار، لذلك أرى أن العراق بحاجة إلى ثلاث دورات انتخابية حتى تصبح الصورة واضحة".
  كلام السيد عبد الصمد حق يراد به باطل، ولعل مراجعة تفصيلية للحقائب الوزارية في حكومة السيد المالكي الثانية  سيجد ان ائتلاف دولة القانون  شكل بالفعل حكومة أغلبية، سيطرت على معظم الوزارات، والنتيجة ان هذا الائتلاف ترك  لنا خزينة خاوية، ومعها ثلث الأراضي العراقية بيد  عصابات داعش.
والان عزيزي القارئ ارجوك ان لا تبتئس من كتاباتي،فقد أوهمتك في بداية  المقال انني اتحدث عن آيقونة من آيقونات النضال العالمي، وانتهيت ان ورطتك بحديث لآيقونة سياسية، لاتفرق بين المستشار والمستشارة ، ولا أدري ماذا تفضل انت؟ أنا افضل قراءة الاطروحة الفنطازية  لعالية نصيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. محمد سعيد

    من الظلم يا استاذنا المقارنة بين أيقونة ثوريه حقه وبين أيقونة نصب وضحك علي ذقون العباد , هذا ويبدو ان معظم ايقوناتنا التي هيمنت علي البلد حقا او باطلا ظلت تناور من اجل الحفاظ علي مكاسبها الذاتية, خصوصا بعد فشلها تماما في اداره البلاد

  2. د عادل على

    خلف خير خلف لصدام السلف عبدالصمد خير سند قوله جزر ومد ان صمد فى انتظار المدد------وهو ليس بعبد وانما من اهل نجد---يريد القائد المهيب وحارق الجنوب ودافن الاحياء فى وطنى كوردستان حبيبى - -----ان صمد لمشتاق----- ولعبته العراق ------- البعث لتوا

  3. أبو أثير

    جماعة دولة الفافون من أمثال خلف عبد الصمد والحاج صلاح عبد الرزاق والصيادي وكثيرون غيرهم ... أخذوا يسوقون ويروجون للنظام الرئاسي وألأبتعاد عن النظام البرلماني وذلك لكونهم يملكون الكتلة ألأكبر في البرلمان العراقي وبذلك يرجحون فوزهم بولاية ثالثة بقيادة زعيم

يحدث الآن

اسعار الدولار تنخفض في بغداد واربيل مع الاغلاق

اقتصادي: ارتفاع صرف الدولار لا يؤثر على المواطن البسيط

مناظرة بين ترامب وهاريس على الهواء مباشرة في هذا الموعد

مدرب لايبزيج يوجه رسالة إلى برشلونة بشأن أولمو

وزارة العمل تطلق منظومة "ضمان" الرقمية الخاصة بالتقاعد الاختياري

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram