عبد الزهرة المنشداويالمواطن الذي وجد نفسه وسط بحر من المشاكل التي خلفتها له اربعة عقود ماضية، ما زال يحاول العوم والوصول الى الشاطئ بأمان والبعض يكاد يغرق وسط دوامة صعب عليه حتى التنفس وترك مصيره للقدر. نتحدث عن عوائل عديدة كانت، وما زالت تعاني من ظروف معاشية وهموم مضافة الى هموم ماضيه لم تنته من الحزن عليها بعد لتبكي أحزاناً مستجدة،
أحزان الضحايا الذين سحقتهم آلة العنف الذي استشرى في البلاد الى حد قلما تجد عائلة لم تفقد فيها فردا من أفرادها مابين مفقود وشهيد ومختطف. هذه العوائل رغم صراخها المدوي المنبعث من الام وأحزان فوق المعتاد لكنها لم تجد الاذن الصاغية من المسؤول الذي كان يفترض به الالتفات إليها ومراعتها والتعاطف معها من جوانب إنسانية ووطنية وحقوق مترتبة يتوجب عليه احقاقها وبما يمليه عليه الواجب الحكومي المنوط به. وزارات تكتظ بالموظفين والحمايات ووسائل الترف،التي تشير إليها الأثاث التي على اخر الطرز الايطالية والفرنسية يتنعم بها ذوو الشأن ويتحكمون بفصول السنة بأجهزة التكييف التي تجعل من فصلهم ربيعا دائما. البعض من القيمين على هذه الوزارات عندما تستضيفهم الفضائيات يذرفون الدموع الحرى على معاناة المواطن ولا تسمع منهم غير الكلمات المنتقاة بدقة متناهية ،ويدعون المواطن الذي يشكو من سوء المعاملة والإهمال من وزاراتهم الى مراجعتهم في الموعد الفلاني وانهم سيفعلون ما يتوجب له .وهم في الحقيقة من النوع الذي يطلق عليه عندنا (حلو اللسان قليل الاحسان) نقول ذلك لان الوزير الفلاني او وكيله يعتبران بعيدين كل البعد عن المواطن حتى لا يعنيهم من امره شيء .المواطن المغلوب على امره دائما ما تراه يمسك بملفه بين هذه الدائرة وتلك (تعال غدا ) او (انتظر إطلاق التخصيصات المالية). لو ان أي مسؤول خصص من وقته القليل واطلع على ملفات التظلم والشكاوى المركونة في زوايا الوزارة لنال عدد من المواطنين ولا نقول كلهم شيئا من مبتغاه في الحصول على فرصة عمل او مصلحة ما يستحقها اكثر من غيره ولكن الأول تراه مشغولاً في تأسيس حزب او الحصول على مقاولة لشقيقه او صهره او تقديم ما يمكن تقديمه لمن يعتقد بأنه سيضمن له البقاء على هرم السلطة في الوزارة او المؤسسة لسنين لاحقة. اما المواطن فنصيبه دائما ما يكون التجاهل والتعامي مهما كان مطلبه . منحت لي فرصة الاتصال بأحد كبار المسؤولين لطرح قضية شقيقين بعثوا للصفحة برسالة شكوى من كون تم تعيين زملاء لهم دفعوا (المقسوم) ولم يكن باستطاعتهم دفع ذلك اردت ايصال ذلك لهذا المسؤول فكانت اجابته بأنه لا يود سماع اي شيء من هذا القبيل لانه مع صحفية (جميلة) ولا يريد اهدار وقته مع الصحافة.!!صدق القارئ ام لم يصدق.
شبابيك :حلو اللسان..!
نشر في: 12 فبراير, 2010: 05:02 م