TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا مفاجآت في تقرير الشفافيّة الدوليّة!

لا مفاجآت في تقرير الشفافيّة الدوليّة!

نشر في: 27 يناير, 2017: 04:27 م

لا مفاجأة أبداً في الإعلان الجديد لمنظمة الشفافية الدولية، إذ يرد في تقريرها السنوي الجديد اسم العراق بين الدول الست الأكثر فساداً، إدارياً ومالياً ... هذا صار تقليداً سنوياً مألوفاً...
المفاجأة كانت ستكون لو أنّ المنظمة الدولية قد أقصت العراق عن هذا الموقع والترتيب إلى موقع وترتيب آخرين في تقريرها، وإن كنّا نتمنى حصول هذا ونرغب فيه ونعمل لأجله، لكنه في ما يبدو سيظل، إلى حين، من نوع أحلام العصافير.
لا مفاجأة، فنحن نعيش في هذي البلاد ... نرى بأمّ العين الفساد الضارب أطنابه في كل ركن وزاوية من أركان دولتنا ومجتمعنا وزواياهما. ونسمع قصصه وحكاياته ورواياته التي يشيب لها شعر الولدان،  ونشمّ روائحه العفنة، ونلمسه ونتذوق طعمه المرّ أكثر من ثلاث مرات في اليوم.
 لا مفاجأة، فما نراه ونسمعه ونشمّ رائحته ونتلمسه ونتذوقه على مدار الساعة يؤكد ويعيد التأكيد أنّ ما تفعله الدولة لمكافحة الفساد الإداري والمالي لم يحقق النتيجة المرجوّة، بل لم يحقق نتيجة ذات شأن واعتبار.  والسبب الرئيس في هذا أنّ  خروف مكافحة الفساد قد وُضع في رعاية ذئب الفساد!
مع هذا، لا يتعيّن علينا أن نبتئس أو نحزن ،لأنّ دولتنا بين الدول الست المتصدّرة قائمة الأكثر فساداً، فهذه الدولة ليست دولتنا، نحن الناس العاديون..  إنها دولة مَنْ يديرونها..  دولة هذه الطبقة السياسية التي لا تقتصر صفاتها الذميمة على الفساد، فهي في المقام الأول بلا ذمة ولا ضمير ومنزوعة الوطنية والأخلاق، ولو لم تكن كذلك ما أوصلتنا إلى هذي الحال التي لا تسرّ حتى الأعداء.
ليس علينا أن نبتئس أو نحزن، فليس العراق ولا شعب العراق هما مَنْ يتربّعان على " عرش " الفساد ، إنما هي هذه الطبقة السياسية المتنفذة التي تمارس فسادها وسائر موبقاتها علناً، باسم الدين والوطن! وها هي منغمرة هذه الأيام في نشاط محموم لتشريع قوانين ووضع أنظمة لمزيد من السلطة والنفوذ لها في سبيل المزيد من الفساد الإداري والمالي.. اسألوهم كيف يُهيّئون للانتخابات القادمة، المحلية والبرلمانية، وأي نظام انتخابي يريدون وضعه، لتتأكدوا.
 اليوم يعقد مجلس النواب جلسة له .. لا تتوقعوا  أنَّ أحداً من أعضاء هذا المجلس سيطلب إضافة بند على جدول أعمال الجلسة، أو الجلسة التالية، للتوقف عند تقرير منظمة الشفافية الدولية، فلم يفعل أحد هذا من قبل. ويوم الثلاثاء المقبل يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية، ولا أحد من أعضاء المجلس سيأتي على ذكر تقرير الشفافية الدولية، كما لو أنّ التقرير لم يأت على اسم العراق بالمرّة! فمثل هذا لم يحصل من قبل!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram