بدأ تأثير إعصار (ساندي) واضحاً على الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، وخاصة بعد أن اتخذ محافظ نيويورك (بلومبرغ) ذو الشعبية الواسعة، موقفاً مؤيداً لباراك أوباما، الذي احدث تطوراً حول موضوع (المناخ) والتغيرات التي ستطرأ على العاصفة، فيما كان فشل رومني مع الموضوع نفسه واضحاً.
وربط مايكل بلومبرغ دعمه لأوباما مع هجوم عفيفة على رومني بسبب تغيير مواقفه ليس بالنسبة الى المناخ فقط بل بالنسبة ايضاً لموضوعات أخرى لها أهميتها وهي: الهجرة، السلاح غير المرخص، حرية الإجهاض، والرعاية الصحية.
وقد جاء موقف بلومبرغ، بعد ازدياد الحماس له بسبب كيفية تعامله مع الإعصار (ساندي)، واتخاذه مواقف ناجحة في تعامله معه، على العكس من رومني.
وقد كتب مايكل بلومبرغ عن الأضرار التي سببها إعصار (ساندي) على نيويورك، وفي فقرة من الموضوع كتب:"أعتقد أن رومني رجل جيد ومحترم، وانه سيجلب تجربة قيمة بالنسبة للتجارة إلى البيت الأبيض، وهو يدرك أن أميركا قد تأسست على وعد بالفرص المتكافئة وليست النتائج المتكافئة".
ومضى بلومبرغ قائلاً: "لقد اتخذ سابقاً مواقف جيدة حول موضوعات مثل الهجرة، المسدسات غير المرخصة، الإجهاض وحقوق الرعاية الصحية، ولكنه غيّر آراءه بالنسبة لكافة تلك الأمور، بل انه يدعو حالياً ضد نموذج (الرعاية الصحية) الذي وقع قانوناً حولها في ماسوتشوستس.
ورداً على موقف بلومبرغ، أعلن اوباما عن تشرفه بدعم محافظ نيويورك: "إني اقدره بعمق لقيادته في مجال الأعمال، والنزعة الإنسانية وفي الحكومة".
وأضاف أوباما: "اتفق مع بلومبرغ في أهم الموضوعات في عصرنا – وان المفتاح لاقتصاد قوي هو استثمار المواهب والمهارات والتعليم بالنسبة لأفراد الشعب، وان إصلاح قانون الهجرة، أمر هام لخلق مجتمع حيوي وديمقراطي، كما تتفق آراؤنا حول المناخ، من انه يشكل تهديداً بالنسبة لمستقبل أبنائنا.
ومن الأمور المهمة ايضاً أن نتفق جميعاً، فيما إن كنا ديمقراطيين او جمهوريين او مستقلين، أن هناك طريقا واحدا لحل هذه التحديات والتقدم الى الأمام كأمة واحدة.
وقد جاء موقف بلومبرغ، بعد إشادة كريس كريستي، محافظ نيوجيرسي بأوباما، وكيفية تعامله مع (ساندي) على الرغم من كون كريستي جمهورياً، مضى كريستي في توجيه المديح لقيادة أوباما، وكيفية تعامله مع الأزمة.
وكان بلومبرغ مستقلاً، وديمقراطياً سابقاً قبل تحوله إلى الحزب الجمهوري عام 2001. وإن الأضرار التي أحدثها الإعصار في نيويورك وأجزاء كبيرة من الساحل الشرقي – من فقدان الأرواح والمنازل والأعمال - وضع مصير مرشحي الرئاسة على المحك. وقال بلومبرغ في مقالته:"إن المناخ في أمريكا يتغير، ومع تصاعد تلك التغييرات الكبيرة، والتي اُختبرت في نيويورك، وربما حول العالم، والكارثة التي حدثت في هذا الأسبوع، يجب أن ترغم الجميع على انتخاب قادة يتخذون مواقف سريعة وآنية". وكان أوباما اتخذ خطوات أساسية من اجل تقليل استهلاك (الكربون)، وكانت لرومني دعوات ايضاً حول (تغيّر المناخ)، ولكنه تراجع عنها في ما بعد.
وأنهى بلومبرغ مقالته قائلاً: "إن أصغى أوباما للشعب من (كلا الحزبين) ويبني جسراً مع المعتدلين فبإمكانه تحقيق الأمل الذي أشاعه قبل أربعة أعوام ويقود البلاد نحو مستقبل أفضل، لأولادي وأولادكم".
ولذلك السبب سأصوّت له، ومن المعروف ان بلومبرغ شخصيته ليبرالية معروفة في أميركا.
(عن الغارديان)