كان يتحدث مع ضابط التحقيق في مركز شرطة باب الشيخ وهو يقسم انه لن يعود الى بغداد مرة ثانية حتى لو اعطوه (مليون دينار) اجرة باليوم الواحد . حاول ضابط الشرطة ان يهدئه ويعرف منه سبب المشكلة حتى يفتح له محضر شكوى .
فغمره الحياء قبل ان يجمع اشتات اح
كان يتحدث مع ضابط التحقيق في مركز شرطة باب الشيخ وهو يقسم انه لن يعود الى بغداد مرة ثانية حتى لو اعطوه (مليون دينار) اجرة باليوم الواحد . حاول ضابط الشرطة ان يهدئه ويعرف منه سبب المشكلة حتى يفتح له محضر شكوى .
فغمره الحياء قبل ان يجمع اشتات احداث الليلة الماضية ويقول بصوت متردد خجول .. اسمي ( م) ولدت في احدى المحافظات الجنوبية .. وقد قدمت الى العاصمة بغداد منذ عام تقريبا للعمل فيها لعدم تيسر العمل هناك , ولأجمع بعض النقود لتأمين عيشة اهلي فأنا اعيل ثمانية اخوة صغار السن .. وقد قاسيت كثيرا من الحياة في العاصمة حيث انتقلت من اجل المبيت من مطعم الى مطعم ومن غرفة الى كراج بسبب عدم تمكني من دفع اجور السكن .. الى ان حط بي الرحال عند امراة مسنة تعيش مع ابنها البالغ من العمر ( 25) عاما وذلك في منطقة الفضل. وليلة البارحة ليلة مشهودة في حياتي لن انساها ماحييت . فبعد ان انهيت عملي في احد الافران .. وقد نال التعب مني مقتلا .. قصدت غرفتي التي استأجرتها عند تلك المرأة المسنة والكائنة على سطح منزلها .. وبعد ان دخلت الى غرفتي حيث تناولت لفة فلافل اسد بها رمقي ارتميت على فراشي وغرقت في سبات عميق من شدة الارهاق والتعب الذي الم بي طوال اليوم . وفي حوالي الساعة الثالثة فجراً استيقظت مذعورا على صوت باب غرفتي الذي يقرع بطريقة غريبة .. فتقدمت بحذر لاستطلع من هو هذا الزائر الذي ياتي في عتمة الليل , فأذا به ابن تلك المرأة العجوز صاحبة المنزل يتمايل مترنحاً ورائحته الكريهة تنبئ انه قد شرب العرق حتى الثمالة .. وتركته يدخل الى غرفتي ظناً مني انه لجأ الي كي لا تراه والدته على هذه الحالة .. ومن ثم عدت الى فراشي لاعاود نومي .. ولكن لم اكد اغمض عيني حتى شعرت بشخص يندس بجانبي في الفراش وقد خلع ملابسه باكملها واخذ يتقرب مني ويضع يده على اعضائي .. فوقفت منتفضاً من مكاني واذا به يحمل سكينا حادة وراح يهددني بها كي لا ارفع صوتي حتى لايشعر احد بنا .. ومن ثم طلب مني ان امارس العمل المنافي للاخلاق والحشمة معه .. فوقفت في حيرة من امري تجاه هذا المأزق الذي وجدت نفسي فيه .. فلجات الى الحيلة علي استطيع ان اخلص نفسي والهرب بجلدي من هذا المجنون الشاذ الواقف امامي .. فأبديت له موافقتي ولكن بعد ان احضر له بعض الاطعمة والمشروبات وحتى تحلو السهرة اكثر .. وفعلا تظاهرت باني اعد له المنضدة , ولكني في الواقع كنت احزم امتعتي متحيناً الفرصة المناسبة للهرب .. وعندما اشعرته انني اصبحت طوع بنانه انتهزت فرصة انشغاله بالطعام ولذت بالفرار متجهاً للمبيت عن احد اصدقائي حتى الصباح . وقررت ان اسجل عليه شكوى عندكم وانا متردد بين البقاء في بغداد او العودة مرة ثانية الى محافظتي للعمل فيها وبين اناسها الطيبين البسطاء , حتى وان كان المردود المادي قليلا هناك .. ولكن الامان الذي اشعر به بين اهلي واقربائي يكفيني والستر نعمة لا تقدر بثمن .