TOP

جريدة المدى > عام > شهقة العَطَبْ

شهقة العَطَبْ

نشر في: 30 يناير, 2017: 12:01 ص

إلى السياب في ذكرى ميلاده الـ 90للشجر لذَّة الباسقِومهارة الحفيف حول مقهى الشاعر بَدْر.في البعيدِشرفةٌ من شناشيلصوبَ نهر الأسىتُمسِّدُ الظلَّ للعابرين، وبهاأريكةٌ "أنْتيك"  من شجرِ القَيْقَبِ،قماشتها صفراءُ مُجعَّدَة،وحيدة  على الساحلِ كنَخ

إلى السياب في ذكرى ميلاده الـ 90

للشجر لذَّة الباسقِ
ومهارة الحفيف
حول مقهى الشاعر بَدْر.
في البعيدِ
شرفةٌ من شناشيل
صوبَ نهر الأسى
تُمسِّدُ الظلَّ للعابرين، وبها
أريكةٌ "أنْتيك"  
من شجرِ القَيْقَبِ،
قماشتها صفراءُ مُجعَّدَة،
وحيدة  
على الساحلِ كنَخْلةٍ  
ذابلٌ سعفُها ،
لا مِجْذافَ يشقُّ الماءَ؛
لا نوتيَّ يغازلُ فتاةَ
الأريكةُ.
قضمَت النُّدوبُ لمعانها.
خُسِفَ حضْنُها من
كثرةِ خَبْطِ الأرداف،
وإدْمانِ الكؤوس،
ومن ثَرْثرةِ حكايات   
الطيِّبيْنَ،
البسطاء،
والشُعراء،
والعابراتِ بشدَّاتِ الجوري،
وحتى لصوص المدينة.
الأريكةُ ضيِّقةٌ،
أقرُضُها بعضاً من
لمساتِ الأصابعِ
ربما تستفيقُ من بعضِ ذِكرى،
متى أنْهَضُ.
الشرفَةُ بسيطةٌ
مُنبسطةٌ،
وأنتَ عليها
مُتراخٍ
كمرْكَبِ مُدَوَّخِ الموجِ
يُغازِلُ المتصابيات.
شهقةً شاحبة ترَكتْها
إحْداهُن على قنطَرةِ
الفِراق.
الأريكةُ
تَتْرُكُ ظِلَّكَ  
عليها
حينَ قيلولةٍ،
مُنْكَمِشَاً
كإجاصةِ خريفٍ.  
كرسيٌّ باردٌ حدَّكَ،
فائضٍ
عن حظوظِ التهوُّر،
وشَالٌ شَذْريٌّ
مُهْمَلٌ على المَسْنَدِ
ما مِن لمسةٍ تُهَيِّجُ
حريره.
عطرٌ تنفَّسُكَ،
ذاكَ الذي
فوَّحتْهُ الياسمينةُ
على عَجَل.
شُمُّ، أنتَ،
بقايا
نَدَم،
إلاَّ الآسَ،
وعِطرَ اللقَّاح،
والياسمينةُ،
لَنْ يُخْمَد نَجْواها.
عند غصَّةِ المساء تتجولُ
عيناكَ بين خَفَرِ الفنارات
هي
لَنْ تأتي.
امْتَطِها الأريكةُ علَّها
ترميكَ على سواحلكَ المبتغاة.
الأريكةُ كثيرة الكدمات،
تبقى كأيِّ
طقس لمزاجِ الانتظار
تآكلت مساميرُ الجهات.
كم من مساءٍ رومانسيٍّ ضاع؟
كأي شرْخِ ماضٍ لايندملُ،
كأيِّ تلويحةٍ متأخِرة،
لا أثرَ لشرفةٍ
كانتْ هناك،
على نهر الأسى،
ابْتلعتْها الحربُ
كشهقةِ عَطَبٍ.
غوتنبورغ حزيران 2015

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

كريم السعدون.. شاعر اللون وصوت الإنسان في فضاء التشكيل

بروتريه: عبد الستار ناصر.. السارد الذي حكى سيرته بشجاعة

رواية سونتاج (في أمريكا) عن الهجرة واكتشاف الذات

انت تتجنب الاختلاط بالآخرين ؟ هنا مكمن قوتك

أنشودة المقهى الحزين

مقالات ذات صلة

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية
عام

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية

متابعة المدى عن عمر ناهز واحداً وثمانين عاماً، توفي الكاتب والباحث العراقي ناجح المعموري، يوم الأربعاء الماضي ، بعد معاناة مع المرض، في مدينة الحلّة بمحافظة بابل، حيث وُلد وعاش سنواته الأخيرة، في المكان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram