اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الرشوة.. يتقبلها الموظف ويغذيها المواطن

الرشوة.. يتقبلها الموظف ويغذيها المواطن

نشر في: 12 فبراير, 2010: 05:49 م

كربلاء/ المدى قال بعصبية ظاهرة في تجاعيد وجهه..كيف لموظف راتبه أصبح مئات الآلاف وما زال يمد يده بسهولة ليأخذ أموالا؟ثم تساءل بعصبية ظاهرة؟ ألا يصلي!! ماذا يقول لربه وهو يعطل انجاز المعاملة من أجل سحت حرام؟ ثم راح يسرد حكايته لكل من هو جالس في مقهى شعبي صغير وهو يطلق حسراته..المشكلة إنني رايته يصلي ثم يعود وقد صلبني من الساعة الثامنة صباحا وبعد الصلاة ناولته 25 ألف دينار فأنجزت المعاملة.
ربما يكون هذا الرجل واحدا من عدة آلاف من المواطنين الذين يراجعون الدوائر الحكومية التي تفشت فيها الرشوة حتى باتت جميع دوائرنا تشكو منها على الرغم من إنها لم تشمل جميع الموظفين بل والحقيقة تقال أن الأكثرية هي النظيفة ولكن هؤلاء المرتشين هم في الواجهة..هكذا علق احد الأدباء ويضيف..الرشوة ليست مرضا بل ليست لها علاقة بالدين أو التربية أو الثقافة قد يكون المرتشي حاملا كل هذه القنوات إلا أنها طبيعة إنسانية تجعله ينسى كل شيء وينتبه لسيل اللعاب النازل أمام مشهد الأموال. قصص ربما لا يحتاج المرء إلى قصص أو شهادات عن أية دائرة خالية من الرشوة بدلا من السؤال عن ما هي الجائرة التي يأخذ بعض موظفيها الرشوة معادلة أصبحت مقلوبة. احد الصحفيين وقد رفض الإفصاح عن اسمه لان معاملته لم تنجز بعد قال..النفس البشرية أمارة بالسوء نعم لي معاملة تغيير طابو وانجاز معاملة إجازة البناء صدقني رأيت. نحوم الظهر ليس من الرشوة فحسب بل من الإجراءات الروتينية التي تصاحب هكذا معاملات وهي بالتأكيد مجال أرحب لتفشي الرشوة لان الإجراءات المتبعة ..ويضيف ..منذ ثلاثة أشهر وأنا أدور بين الدوائر المختلفة من اجل الحصول على إجازة بناء وتخيل وأنا الصحفي الذي يعرفني هذا الموظف وذاك المدير لاقيت ما لاقيت من الصعوبة التي اضطرتني إلى دفع الرشوة..مشيرا إلى إن المصيبة في الأمر إن الذي يأخذ الرشوة امرأة شابة ومعها ثلاثة من الموظفين. المواطن حسين الاسدي قال..نعم أنا دفعت رشوة وليس لمرة واحدة بل كل ما كانت لي معاملة وفي دوائر عديدة وادفعها لان الإجراءات الروتينية صعبة وعلي الانتظار حتى تنجز هذه الإجراءات أو الانتظار ساعات طويلة إن لم تكن أياما وهناك موظفين يقولون بصراحة إن الإجراءات صعبة ولكن نحن يمكن أن ( نمشي) المعاملة وهذا يعني دفع رشوة والمواطن يريد انجاز المعاملة بوقت قصير لأنها لا تعني انتهاء كل شيء بل عليه أن يبدأ بانجاز معاملة أخرى وهكذا فالرشوة هي الطريق الأقصر لانجاز المعاملات في دوائر الدولة. موظفون وتعليل الرشوة ليس من السهل الحصول على موظف يعرف بأنه يأخذ رشوة حتى لو كنت أنت دافعها له مباشرة دون وسيط لان الكثير منهم يعتبرها هدية أو انه ينسى ويتناسى انه اخذ رشوة وكأنه يقنع نفسه ببراءته..ولكن هناك على الجانب الآخر من أفصح بالأسباب وقال احدهم بعدان اطمأن بعدم ذكر اسمه..بربك كيف لا تريدني أن أأخذ رشوة بسيطة لقاء انجاز معاملة ترد على صاحبها ربحا..وأضاف..نعم أنا موظف ولي راتب ولكن المواطن أنجز له معاملة في يوم فيه راتبي يصل إلى 10 آلاف دينار وهو يربح أو سيحصل على ملايين الدنانير من توقيع واحد فهل يعقل ألا أأخذ الرشوة منه ؟ موظف آخر قال انه اخذ الرشوة في زمن النظام السابق بسبب قلة الراتب وقال إن الراتب كان ثلاثة آلاف دينار ولي من الأطفال في حينها ثلاثة وكان علي الحصول على المال لكي نعيش أضف أيضا إن المسؤول كان هو أيضا يبحث عن رشوة ..وحين سألته عما إذا توقف الآن عن اخذ الرشوة قال إن الراتب غير كاف رغم انه ازداد أضعافا مضاعفة ولكن أيضا ارتفعت الأسعار وأصبح أطفالي خمسة وهم  كبار في المدارس ثم تأفف وقال..لقد تعلمنا على اخذ الرشوة واعتقد إن العلاج هو لان نرى كم موظفا معاقبا لكي نرتدع. تعددت الأسباب والرشوة واحدة وضعنا حيرتنا وتساؤلات المواطنين أمام معاون محافظ كربلاء لشؤون الحسابات والإدارة عادل الموسوي والذي بادرنا بقوله..علينا أن نفهم أولا إن هناك أربعة عناصر تشترك في الرشوة وهي المواطن المستفيد والذي يدفع الرشوة والموظف الذي يقبض الرشوة والجهة الرقابية وكذلك الجهة الإدارية المشرفة على عمل الموظف وبكل تأكيد هناك إجراءات وهناك ثقافة ما زالت موجودة منذ زمن وهي إن كل شيء يمشي بالمال..ففي عنصر المواطن نجد ثلاثة محاور المحور الأول هو إن لديه شعورا غالبا إن عمله أو معاملته لا تنجز إلا من خلال دفع رشوة والمحور الثاني إن المواطن ليس له وقت كاف لمتابعة إجراءات إنهاء المعاملة يضاف له الروتين الإداري فيضطر إلى دفع الرشوة أما المحور الثالث فهو أن هناك جهات قانونية تستطيع تمشية المعاملات من خلال الرشوة وهذه منطقة رخوة تحقق له ما تريد.أما عنصر الموظف فله ثلاثة محاور أيضا الأول كثرة أعماله فيبدأ بالانتقاء والمفاضلة بين المعاملات والأشخاص لانجاز ما يمكن انجازه وسط الزحام وهذا سيخلف ازدحاما أيضا قابلا لتحوله إلى رشوة يضاف لها قلة معلومات المواطن في الجانب الإداري أو مستلزمات المعاملة فيستغلها الموظف من اجل الرشوة.أما المحور الثاني فهو حاجته للمال من خلال قلة الراتب في الزمن السابق وتهافته على التغير في الزمن الجديد فتحولت الرشوة إلى مرض مستمر أو عاهة مستديمة أما المحور الثالث فهو قلة خبرة الموظف وكفاءته أو انه في مكان غير مكانه ويضاف له محور رابع هو الاجتهادات في السياق الإداري الذي تمر به الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram