ندرك تماماً أن الأوضاع في البلد بصورة عامة ليست على ما يرام والأوضاع الرياضية هي جزء من المنظومة والجسد الذي يعاني الأمرين، وإن مرِض جزء منه تدارك له البقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. كما ندرك أن أولى خلايا التماس التي تعاني المرض هي انديتنا الرياضية بصورة عامة ويعصف بها شبح التقشّف وقلّة الموارد المالية وضعف البنى التحتية .
كل هذه الحالات معروفة ومشخّصة وتزيدها أنّات خارجية يومياً كما في اللائحة الخاصة بالاتحاد الآسيوي وضوابطه التي تهدد مشاركاتنا الخارجية وأتت في غير موعدها تماماً. ومع ذلك لا يبدو أننا كمؤسسات رياضية منسجمون مع ما يحصل من حولنا ولا نريد أن نتّقي لهيب ما ينتظرنا من مواقف صعبة لم يمر بها بلد في العالم، والرهان الوحيد على سعة العقل والتدارك حتى اللحظة الأخيرة.
لو احصينا المشاكل الخاصة بالأندية فقط سنحتاج الى صفحات عدة لأجل ذلك الاستعراض. فمثلاً نادي الشرطة أمام ثلاث قضايا عالقة وظروف مُبهمة ربما تقطع أوصال القيثارة وليس أوتارها فقط بين المحاكم والهيئات الإدارية والعامة ، والميناء مهدّد بما هو أبعد من ذلك في عشرة ملفات مربكة تتقاسمها الأولمبية ووزارة الشباب ووزارة النقل، أما أربيل ودهوك فقد أنهيا تواجدهما ككبار ضمن المنظومة الرياضية ، وزاخو لحق بهما بسرعة عجيبة ، وأوضاع اندية الكرخ والطلبة والزوراء لا تسر. ولو عرّجنا على الانقسامات بين قوانين الانتخابات التي تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة والتقاطع الحاصل مع مجلس الأندية فإن ثمّة نفقاً مجهولاً نسير اليه دون أن نعلم ما يخبئ لنا القدر وأية مشاكل نخوض بها حتى اصبح منتخبنا الوطني في غياهب المجهول .
كل هذه الصور نراها ونسمعها يومياً ونعيش بها مع الجمهور بألم وحسرة كوننا لا نعوّل حالياً على جهة بعينها تمسك بطوق نجاة الأندية على أقل تقدير وإنقاذها مما هي فيه بعد أن تناسى اتحاد الكرة أهمية الدور المنوط به في هذه الفترة الحرجة .
التاريخ يسجل لنا كل شاردة وواردة حدثت حتى قبل عشرات السنين ويسجل لنا مواقف الرجال وإيثارهم ونكران الذات بالكيفية نفسها التي يسجل لنا فيها النتائج والاستحقاقات والمشاركات ، وهنا نناشد الجميع من دون استثناء من أعلى مسؤول في الحكومة نزولاً إلى البرلمان ولجنة الشباب والرياضة الى جميع المؤسسات الرياضية لأن يكونوا عند مستوى المسؤولية الخطيرة والتداعي السريع للرياضة في العراق وشقّة الخلافات الآخذة في الاتساع وضرورة تداركها سريعاً كموقف للتاريخ أولاً والبداية تكون من الأهم والظاهر على الساحة ومن ثم القضايا الأخرى.
نعلم حجم المشاغل وما يمر به البلد من ظروف صعبة ، ولكن بذات الوقت نذكرهم بأن الرياضة والعائلة الرياضية هي من الأولويات الكبيرة ولها ثقلها بثقل جماهير العراق وضغوطاته وإن أية خسارة وتهشيم للبيت الرياضي سيكون إصلاحه صعباً للغاية، فتداركوا الموقف فما زال هناك متسع من الوقت وفرصة ماثلة أمامنا لم نخسرها بعد!
الأندية الرموز مسؤولية
[post-views]
نشر في: 1 فبراير, 2017: 09:01 م