أتابع - على مضض- فيلما عما يدعونه بـ ( فن الملاكمة) .
الجمهور الغفير المحتشد حول الحلبة ، يهتف ويتقافز كالملسوع ، يصيح كمن به جنَّة ، يستصرخ هذا ، يستعدي ذاك ، ويبلغ التصفيق مداه ، والصراخ أشده ، حين يهوي احد المتلاكمين أرضاً، خائر القوى أشبه بميت ..
يعلو صوت الحكم : واحد ، إثنان ، ثلاثة .. هيا إنهض ..
نداء آخير : واحد إثنان ثلاثة . مفردات لها وقع دقات القلب ، على الحاضرين ،
هيهات ، لا يملك المسجى قيامه ، ولا القدرة على رفع إصبع . ولو إصبع !
……..
الملاكمة- برغم شيوعها في بعض البلدان ، ولها من يدعمها وييسر لها سُبل الإستمرار—عمل وحشي مقزز . فنون الرياضة منه براء .
كيف تكون ضربا من الفنون وتشويه الوجه وتهشيم الأنف ، شاهد ؟ كيف تكون فناً ، والكسر في الجمجمة او تصدع عظام الفك ،شاهد ، كيف تحسب على الفنون النبيلة ،والنزيف القاتل من العين والفم ،شاهد؟.
هل هو ضرب من ضروب الفنون الجميلة ان أدمي عينيك ، ليتهددها العمى ، او اهشم عظام الفكين ، دونما ذنب ولا جريرة ، بإسم الرياضة ؟
نعم .. يقولون ( القـوة ) مطلوبة ، وقوة العضل بالذات اشد تطلبا ، فبعض الآمور لا يمكن حلها إلا بالقوة !.
نعم ..لكن قوة العضل ليست بذات السطوة التي تتميز بها قوة الفكر بالإقناع والإقتناع .
نعم .. القوة الجسمية تقف حاسرة مدحورة ازاء سطوة الفكر وحصافة الرأي .
ليست العبرة ان القيك ارضا فاقدا للوعي ، القدرة الفعلية في قدرتي على إقناعك بفكرتي وبمنهجي ، من اليسر بمكان ان ارغمك على القيام بفعل معين ، ولو رغماً عن ارادتك ، ولكن من الصعوبة او الأستحالة ان ارغمك على التفكير بشآن معين دون إرادتك .
…….
ما معنى ان آمتلك قوة احد عشر حصانا ، وافتقد حصافة وتفكير وتدبير فرد عاقل متزن رشيد ؟!
سطوة الفكر نعم… قوة العضل لا
[post-views]
نشر في: 1 فبراير, 2017: 09:01 م