adnan.h@almadapaper.net
كما الحشرات وسائر الهوام تلتقط روائح الفضلات وسقط المتاع من مسافات بعيدة، يتشمّم بعض موظفي الدولة، وبخاصة مدراء الدوائر ورؤساء المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية، أي رائحة عطنة في محيطهم لإبداء التملق نحو رؤسائهم.
كلّما تعيّن وزير جديد، وما أكثر ما يتعيّن ويزاح الوزراء عندنا، هبّ مدراء عامون ووكلاء وزارات ورؤساء مؤسسات إلى نشر اعلانات التهنئة الحافلة بعبارات التبريك والمحاباة والممالأة للوافد الجديد إلى وزاراتهم في تقليد إن لم نعمل من الآن على مكافحته سيتحوّل إلى ظاهرة مستقرّة، وهي مشينة في الواقع، ففيها تشجيع على إشاعة روح التملق والنفاق والارتزاق بين مسؤولي الدولة، وعادة ما تتفشى الظواهر والتقاليد السيئة بسرعة أكبر وعلى نطاق أوسع من الظواهر والتقاليد الجيدة. والخشية ان يتطور هذا التقليد ليصبح ملازماً لكل تعيين في منصب حتى لو كان على مستوى معاون مدير أو رئيس ملاحظين.
لستُ أدري تماماً، لكنني افترض أن إعلانات التهنئة هذه مدفوعة الثمن من المال العام وليس من جيوب المسؤولين ومالهم الخاص، فهي لا توقّع باسم المسؤول مُزجي التهاني ومقدّم التبريكات حسب وإنما أيضاً بصفته الرسمية.
في ظنّي أن هذا النمط من المسؤولين الكبار في جهاز الدولة، الذين يهنئون في اعلانات مدفوعة الثمن والذين يتقبّلون هذه التهاني، انما يفكّرون بعقلية ترى المنصب الحكومي بوصفه غنيمة وتشريفاً، وليس تكليفاً بتأدية خدمة عامة، ويستتبع هذا أن يتحوّل المنصب إلى وسيلة وواسطة لتحقيق المآرب الشخصية، وهذا ما يشرع الأبواب واسعة على الفساد الإداري والمالي الذي ما أن تُغلق في وجهه نافذة صغيرة حتى تنفتح بدلاً منها بوابة كبيرة.
أرى أن مما يتوجب على الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن تنبّه مسؤولي الدولة بالكفّ عن هذا التقليد السيئ المُستحدث، وأن تدعو الوكلاء والمدراء والرؤساء للانصراف الى أعمالهم وتقديم أفضل الخدمات لجمهور دوائرهم، فهذا هو ما مناط بهم تحقيقه، وهو أفضل تهنئة لوزيرهم الجديد الذي يفترض أنه يتطلّع إلى معاونة مرؤوسيه له في تنفيذ الواجبات التي أدى اليمين الدستورية في سبيلها.
جميع التعليقات 4
أبو أثير
هذه ياسيدي الكريم ... أحدى درجات التسلق والوصولية وبالمثل العراقي اللولكة الوظيفية وهذه هي أحدى التقاليد التي ورثناها من النظام السابق الدكتاتوري وهي سائدة في الوقت الحاضر وخاصة مع وجود مسؤولين حكوميين من رئيس الجمهورية الى جايجي الرئيس تعجبهم هذه اللواكة
ييلماز جاويد
عفت البعير ولاحگه ع الرُگبه يا عدنان . هذي التهاني من مستلزمات الحفاظ على الخبزة ، حتى تغزّر عند الوزير وما يبيع منصب المدير العام إلى لگلگي آخر .
عامر
أحسنت أستاذ عدنان هؤلاء اللوكية هم سبب مصائبنا لأنهم ينفذون أي شئ يطلب منهم مرؤوسيهم وبنفس الوقت يسرقون المال العام عندما تسنح الفرصة. أما ما نسمع عن وزير تحصيله الدراسي راسب في الثاني متوسط فهذه كارثة أخرى.
بغداد
أستاذ عدنان حسين في لهجتنا العامية نسمي هذه المحاباة والتملق لأصحاب النفوذ الزيادة عن اللازم باللكلكات والشخص اللي يفعل هذه الفعلة المقززة باللكلكي فلذلك ننصح العراقين ان ينبذوا وتركوا فن اللكلكات لأنه سبب دمار العراق هي هذه العادة السيئة التي هي سبب الخر