علي القيسي تسعى الكتل والاحزاب المرشحة للانتخابات البرلمانية المقبلة، هذه الايام على وجه الخصوص، الى ترغيب فئات اجتماعية متنوعة وشرائح مختلفة من الناس بغية استمالتهم والتأثير في اختياراتهم عند الاقتراع. ولهذه الجهات السياسية أساليب عديدة في ذلك ، مستمدة من خبرتها او من تجارب مماثلة اخرى.
وضمن فورة هذا الحراك التنافسي طفا الى المشهد خطاب لبعضهم اقل ما يمكن وصفه بالمتخلف والجاهل الذي ينساق إليه صنف من الناس هم اشد جهالة ايضا، وهذا شيء مؤسف للغاية، اذ ينبغي في ظل فسحة الحرية المتاحة ان يرتقي الخطاب الدعائي ليكون معبرا عن الضمير المخلص ، والصادق ، والمؤثر في الشرائح العامة من المجتمع. ان خطابا معبأ بالجهالة ، نزل من علياء الاهداف النبيلة الى قيعان مظلمة ، ليكون مكبلا بأغراض لا تليق بسمعة ومستقبل المرشح نفسه.والمتابع الراصد لخطابات المرشحين سيلمس ان بعضهم راهن فعلا على الجهالة والمكر، من اجل كسب سريع لفئات جاهلة. وقد تناسى هذا البعض او نسي فئات واسعة من الناس لهم تأثير واسع في المجتمع ، يأتي في مقدمتهم الطلبة ! الذين تم تجاهلهم من اكثر المرشحين، مع ان الطلبة يشكلون شريحة واسعة من المجتمع ويمكن لهم التأثير في موازين الفوز. فضلا عن انهم قوة فاعلة لها القابلية على الترويج لبرامج وخطاب الجهات المرشحة، وكسب رضاهم قضية مهمة في التنافس الانتخابي المحموم.لقد استثمرت دولٌ ومجتمعات عديدة طاقات الطلبة -التي هي اليوم عندنا معطلة تقريبا- باعتبارهم قوة طليعية حيوية تتمتع بميزات ايجابية لا حد لها. بما عرف عنهم ايضا من توزيع جغرافي يكاد يغطي عموم البلاد، فضلا عن سرعة انتظامهم. لكن جهات سياسية عديدة مرشحة نسيت او تناست هذه الشريحة الفاعلة سواء أكانت أصوات يمكن ان تغير ميزان الفوز كما قلنا ام مشاركتهم في الترويج للدعايات الانتخابية، ليتحول الطلبة الى قوة معطلة. في حين شكل الطلبة في الفترات السابقة معينا لا ينضب من الفاعلية الايجابية ، ومن يلتفت الى الوراء قليلا سيجد لهم مشاركات لا يمكن عدها بسهولة، ويمكن سرد صور لهم تنبض بالحياة ، يكفي ان نتذكر منها: كيف كان الطلبة معينا للمرور في تنظيم السير في بغداد وبعض المحافظات، يوم اعلنت المرور عن نقص في ملاكاتها، ومشاركات اخرى عديدة، اذ الطلبة قوة قمينة بالاحترام . انها دعوة متأخرة لاشراك الطلبة في العرس الانتخابي ، بشكل فاعل،بدلا من تهميش دورهم الحضاري.
كلام ابيض : الطلبة والانتخابات
نشر في: 12 فبراير, 2010: 06:07 م