اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > العلاقات الأميركية الصينية إلى الخلف ونحو الأمام

العلاقات الأميركية الصينية إلى الخلف ونحو الأمام

نشر في: 12 فبراير, 2010: 06:07 م

ترجمة: المدىالخطوة الدبلوماسية الأولى لباراك اوباما كانت حين بعث برسائل للدول تعبر عن الاحترام المتبادل، وتلك الخطوة بدت واضحة في علاقته مع الصين بحثاً عن الحوار المشترك حول موضوعات مختلفة، كما فعل مع الأصدقاء والأعداء. واستناداً إلى تلك الروح المبادرة، قامت هيلاري كلينتون بزيارة جمهورية الصين الشعبية، في أول رحلة لها إلى الخارج، متحاشية إدلاء تصريحات حول حقوق الإنسان،
كما تحاشى اوباما الالتقاء بخصوم الصين من أجل التركيز على جوهر الموضوع، ومنها التصعيد النووي في إيران وكوريا الشمالية والعلاقات التجارية ثم تغيير المناخ. كان ذلك في العام الماضي. وفي كانون الثاني تغيرت الترددات في العلاقات الصينية ـ الأمريكية بسبب سلسلة من الأحداث. الأول هو تأييد كلينتون لتهديد غوغل الانسحاب من الصين بسبب الرقابة على الانترنت. وأعلنت الحكومة الصينية أن لا علاقة لأمريكا بمثل هذا الخلاف حول العمل الذي لا يخص الدولتين معاً. وازدادت الأمور سوءاً عندما وافق اوباما على صفقة سلاح بـ 6,4 مليار دولار إلى جزيرة تايوان التي تحكم ذاتياً. وردت الصين على الأمر بقطع التعاون العسكري الأمريكي الصيني وهددت للمرة الأولى بمعاقبة الشركات الأمريكية التي لها علاقة بتلك الصفقة. ورداً على ذلك أخذت كلينتون تنصح الصين علناً بأنها ستواجه العزلة الدبلوماسية وانحساراً في احتياجاتها من الطاقة ما لم تحاول إبعاد إيران عن تطوير الأسلحة النووية. وأعلنت الصين أن استقبال اوباما للدلاي لاما، كما هو متوقع في غضون أيام، فأن ذلك الأمر يعتبر «سيئاً للغاية» بالنسبة للعلاقات الثنائية بين الدولتين. ووعد اوباما «بالضغط المتواصل» على الصين لفتح أسواقها امام البضائع الأمريكية ورفع قيمة عملتها. وأجاب على ذلك مسؤول صيني كبير أنهم لن يرضخوا للضغط ولن يغيروا عملتهم. وهذا الجدل والخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين لا يثير الدهشة إذ هناك تأريخ طويل من عدم الاتفاق بين الطرفين حول مسائل مثل تايوان والتبت، وهي لن تحل بين يوم وليلة ولا في المستقبل القريب. أن صفقة سلاح تايوان مثال بسيط في اختلاف المصالح ووجهات النظر. فبالنسبة لأمريكا تمثل استمراراً لسياسة 40 عاماً من دعم تايوان، وهو أمر لن يثير استغراب الصين، لأن اوباما لا يقدر على عدم تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها بلاده منذ أمد طويل. أما بالنسبة لاوباما فان التوقيت كان غير مناسب فبعد لقائه بالرئيس الصيني، العام الماضي ودعوته للرئيس الصيني بزيارة واشنطن، كانت الآمال قد انتعشت في التفاهم المشترك. وتعتبر الصين صفقة السلاح ردة لاوباما، وتنظر إليها ضمن خطوات أخرى، منها إعادة انتشار القوات الأمريكية في أفغانستان والمحيط الهادي (الآسيوي)، مضيفاً إلى ذلك التقارب بين الهند وأمريكا، وكل تلك الخطوات في اعتقادها ترمي إلى احتواء الصعود الصيني واستناداً لذلك، فأن تصريحات كلينتون تعتبر بمثابة إعلان حرب باردة وليست رغبة للتفاوض بينهما. لقد حرص الرؤساء الأمريكيون على اللقاء بالدلاي لاما من أجل تأييد حقوق الإنسان في التبت، التي تعني بالنسبة للصين مسألة مهمة: فالقادة الدينيون يطالبون بالحكم الذاتي، وهي تخاف من الاستقلال ومهما يكن، فأن الصين لا تريد تدخل أمريكا بالموضوع. بعد السيادة، يأتي الاقتصاد في جدول اهتمامات الصين، وضمن هذا المنظور، تتطلع إلى علاقتها مع إيران، التي تعتبر المجهز الرئيسي للبترول إليها. وحاولت كلينتون إقناع الصين ان فرض العقوبات على إيران هو من مصلحتها، بل وصلت إلى حد تهديدها بالعزلة ان لم تسر في ركاب السياسة الأمريكية والأوروبية والروسية، وأن تجهيزها بالنفط سيضطرب أن شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً عبر الخليج مستهدفة إيران. ما الذي حدث إذن؟ أن الدولتين حريصتين على العلاقة التي بدأت تتحسن بثبات منذ 30 عاماً. فالصين تعتمد على الأسواق الأمريكية لنموها، وأمريكا بدورها تعتمد على ثبات الموارد المالية للصين، وعلى الطرفين إرساء سياسة ثقة بينهما، على الرغم من اختلاف وجهات النظر السياسية في نظرتهم إلى الدور المناسب للدولة والى القيم ومنها احترام حقوق الإنسان. وعلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التأثير على الصين، وإقناعها في أن مصلحتها تكمن بدعم العقوبات على إيران وإعادة تقييم عملتها وفتح الحدود أمام بضائع أكثر. عن النيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram