اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > نساءالرّسام "شوان عاصي".. عاطفيّة اللحظة وحلميّتها اليقظة

نساءالرّسام "شوان عاصي".. عاطفيّة اللحظة وحلميّتها اليقظة

نشر في: 4 فبراير, 2017: 12:01 ص

 
يضع الرّسام الكوردي (شوان عاصي مصطفى- تولد كركوك/ 1968خريج معهد  الفنون الجميلة السليمانية/ 1990) خلاصات فهمه  الأكاديمي في نسيج عمق وتراص  حرصه على ديمومة علاقاته الوثقى بالرسم المجرّد من  أية تداخلات أو إضافات زائدة أو ط

 

يضع الرّسام الكوردي (شوان عاصي مصطفى- تولد كركوك/ 1968خريج معهد  الفنون الجميلة السليمانية/ 1990) خلاصات فهمه  الأكاديمي في نسيج عمق وتراص  حرصه على ديمومة علاقاته الوثقى بالرسم المجرّد من  أية تداخلات أو إضافات زائدة أو طارئة لا تقع خارج سياق ذلك الفهم القصدي الوعي والمدروس والمحسوس.

تلك الخلاصات التي من شأنها أن تُربك جدل العلاقة الروحيّة والعاطفيّة التي تنشدها وتتوق إليها لوحاته الغارقة في ينابيع ألوّانٍ نقية ... صافية ... طافية في فضاءات مبهجة ومريحة ، قادرة  على بث مفاتن جمال ووجوه  أجسام نسائه الهائمات في متون أحلام يقظة ،والمترعة بوهج حرارة لحظات فائقة الملمس والحضور الذي يفرّد له (شوان) مساحات كبيرة - نسبياً- فوق سطوح لوحاته، بما يمكن القياس عليها أمام جدارة تفحّص مجموعة أعمال معرضه  الشخصي الرابع الذي تسنى لي رؤيته وفحص محتوياته في اليوم الأخير من أيام ذلك العرض الشيّق الذي شهدته قاعة المتحف في مدينة السليمانيّة حتى الرابع عشر من تشرين الثاني 2016.
   شاء لهذا الفنّان أن يختار الرسم  الخالص على طبيعة نهجه الخاص وسُبل التفكير بمحاولات نحت تجربته بهدوءٍ و تروٍ، بعيداً عن غموض التجريب  والتنحي عن الخوض فيه على حساب الإنتساب لمتعة الرسم بحدوده المعهودة، كما وقد تقصّد (شوان عاصي) على سقي حقول تلك التجربة بمياه حبٍ عذبٍ للحياة والجَمال الصافي الذي يبغيه ويجيد به فرض حضوره، عبر رصف حميميّة ذلك الولع  بالحلم الشفيف الذي يضاهي حلمه الأكبر من خلال إيجادِ عالمٍ خالٍ -تماماُ- من أية عيوب أو زوائد جاء يقترح بعض جوانب عالمه هذا في عددٍ من المعارض المشتركة والشخصيّة التي وسمت شخصيته الفنيّة نذكر منها-مثلاً-المعرض المشترك مع الفنان الشهيد(سلمان اسماعيل)1987 على قاعة معهد الفنون الجميلة/السليمانية إبان سنوات الدراسة، ثم المعرض الآخر مع الفنان ( خسرو حسين )1989  في ذات اقاعة المعهد ،فيما توالت معارضه الشخصية؛ الأول/1990 في قاعة سوركيَو- السليمانية،ومعرضه الشخصي الثاني/ 2008 في قاعة المتحف السليمانية ثم نقله إلى (قاعة ميديا) في اربيل، تبعه المعرض الشخصي الثالث 2012 (قاعة متحف السليمانية)،فضلاً عن مشاركات مهمة في العديد من المعارض  الجماعية داخل وخارج العراق، وصولاً إلى خواص معرضه الأخير الذي نحن بصدد تقيمه- الآن- الذي نراه يشكّل تلخيصا لمجمل مساعي (شوان) في تقريب أنساق  عالمه بما يشبه ويقترب من شخصيته الميّالة للتعبير عن وجودها بأقل ما يمكن من كلمات تفيض بها لغة الصمت والهدوء أكثر من سمات لغة التصريح والإعلان المتبجح عما يخالج نفسه الحالمة والمتأملة إلى ما يجب أن تكون عليه أحلام نسائه، ووضوح خوالص تجربته المنحازة-كليّاًّ- لروح وجوهر الرسم وإنبثاقاته الأكاديميّة وتحديداته المتمسكة بمواد تنفيذ هي الأخرى(زيت-باستيل-أكريلك) دون الجواز لمواد وتقنيات أخرى أن تتسسلل إلى ممتلكات عموم لوحاته، حتى في محاولات ميوله للتجريد في بعض جوانب معرضه الأخير وخواص وعيه التعبيري وصدق هواجسه العاطفية وشحنات مشاعره المعلنة و الدفينة.
  لا تتبلوّر لوحة (شوان) وتسعى لأن تتخذ شكلها النهائي  إلأ مع صفاء تصوّراته ومناخات الحلم الذي يسودها ويتغلغل في مساماتها على نحو مهارة التعبير وقدرة التجّسيد من نوافذ إنتشاءات وجدانيّة  لا يمكن لغير الإحساس بلذة الرسم من تنفيذها أو رصفها بالطريقة المُحافظة والرصينة التي يلجأ إليها هذا الفنّان لكي يجعل من لوحته بما تشبه حياة كائن حيّ ينبض بالحركة والديمومة  والتفاعل و التناغي من خلال موجوداتها من نساء بملالبس زاهية و(أكسسورات) تزيد من جمالهن وأنثوتهن وكل ما يحيط بهن من أشياء تديم نبض تلك العلاقات الواثقة من حجم راحة وصفاء الحلم الذي ينشده (شوان) ويصرّ على تنفيذه بالألوّان والمواد التي تحققّ متعة غاياته وحدود أفكاره، كالتي أوردناها من قبل في متن هذا التقييم النوعي لقيم  محصلاته الإدائيّة و تأملاته البصريّة.
  ولعل من دواعي السرور ومتممات رفد علامات الفرح أن ينشأ (شوان) نهجه الرؤيوي بعيداً عن مسالك الضجيج اللوّني- أن صح الوصف أو التعبير- وهو يقترب من ينابيع شغفه وحبّه لما يختار ويرسم، كذلك ينأى بالبعد عن وحي الفوضى التي تقترحها بعض أعمال الفنّانين في تفويض مشاعرهم نحو رسم جوانب و زوايا من الحياة العامة دون التبّحرّ برصد وفحص دواخل الشخوص والغوص فيها كما يفعل هذا الرسّام المُجيد  والقادر بالتعبير عن دواخله بكل عناية وتدقيق وحرص إبداعيّ، وبما يعمّق من مجالات نظرته، ويدققّ أكثر في تعظيم شأن الجَمال الروحي والتقابل الإنساني مع ممتلكات لوحات أعماله التي لم تغادر بعد جدران القاعات، لتتحوّل إلى مشاريع أبعد من ممكنات ما أنجز طوال عقدين متواصلين من تجربته، ولعلنا نجد -هنا- في زهو هذا الرهان على مواهب (شوان عاصي) ربما بما  يقترب من فحوى ما جاء به (بيكاسو) في واحدة من حواراته العميقة مع أحد نُقّاد الفن حين أبدى بفكرة طريفة وحاذقة  في ذات اللحظة  وصراحة التفكير مفادها؛( أن ما من شيء أكثر خطورة من آلات الحرب في أيدي الجنرالات، وليس ثمة ما هو أكثر خطورة من العدالة في أيدي القضاة، ومن فرشاة الرسم في يد الرّسام !)
 كان لابد  من توضيح  يُنصف طاقات هذا الرّسام من حيث جديّة وثبات موهبته،وقدرة توريده لمشاعر لحظات ومواقف بمنتهى الشاعريّة والشفافية من تلك التي تريح العين وتنعش النفس ،حتى في أقسى  حالات التعبير عن مكامن  الحزن والتمهيد لمشاعر الشوق ولوعات الإنتظار التي تسكن دواخل نسائه الحالمات والخارجات من لجج غيوم كما لو أنهّن قادمات من عالم الخيال ومعالم الأسطورة الكرديّة المحليّة والمحوّرة بما يتناسب والأجواء التي يصنعها رسماً وتصميماً حُراً ، كذا الحال بالنسبة لجوانب كثيرة ومثيرة من تطبيقاته التجريديّة ومواصفاته التجريبيّه  بحدود خواص وخامات محددة كان يعتمدها  إلى جانب القماش( الكانفاس) الذي  شكّل الأس و الأساس الذي يعزف على مزاميره (شوان) بنغمات و أنفاس شاعرية  رقراقة وعذبة تماثل تلك اللحظات الشاردة من عالم الواقع الى عالم الخيال المقترح، والمرصوف بتطبيع علاقات أعماله (الواقعيّة التعبيريّة /التجريديّة/ وبعض مجريات التجريب) كما لو كان(شوان عاصي مصطفى)يهيأ –مجدداً- ذخيرة  الدخول إلى تجربة أبعد و أوقع أثراً من هذه المحاولات والتجارب التي كشفت و أكدت حقيقة الأرض الصلبة التي يقف عليها ويسعى للإنطلاق منها ، بعد  أن تشبّع بها و أعطى ما أعطى من معارض ومشاركات  سوّرت مجمل حصاده في مجال الرسم الخالص المبثوث في حقل أغلب لوحاته التي ظلت تلازم الواقع المحوّر-قليلاً- عن أصله والتشبث بالحلم غاية ومسعى عبر معابر أحتفال روحي  باذخ المرامي والتطلعات التي تحاذي أو تقترب من هيبة جمال المرأة وعالمها الأثيريّ.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram