ابوظبي / احمد جماليتساءل خبراء في صناعة الغاز بالمنطقة , عن جدوي قيام الحكومة العراقية باستيراد الغاز من ايران في الوقت الذي يتم فيه ً حرق نحو 700 مليون قدم قياسية مكعبة من الغاز الطبيعي المصاحب لانتاج النفط يوميا. ويقول الدكتور عبدالوهاب عبد الستار وهو خبير خليجي متخصص في شؤون الطاقة ,
ومقره دبي ، انه لو بادر العراق بالتحول نحو تصنيع الغاز فانه -- سيغطي كافة احتياجات السوق المحلي وخاصة لمحطات توليد الطاقة الكهربائية , وقد يتوجه بعد ذلك مباشرة للتصدير الخارجي . - في غضون ذلك عدت أوساط برلمانية عراقية موضوع مد أنبوب غاز بين العراق وإيران الذي اعلنت عنه وزارة الكهرباء مؤخراً أمراً غير عملي بسبب امتلاك العراق لثروة غازية هائلة . ودعت هذه الاوساط الي استثمار حقول الغاز الطبيعي الموجودة في العراق خاصة (في الانبار وديالى). وقالت الاوساط البرلمانية أن هذه الحقول اذا تم أستغلالها بالشكل الأمثل فأنها ستجهز محطات توليد الكهرباء وتنتفي بعدها الحاجة الى استيراد الغاز من الخارج . وحثت الحكومة على أستثمار الغاز الموجود في العراق لتزويد محطات التوليد بدلا من طرح موضوع استيراد الغاز من ايران . وكانت وسائل الاعلام الإيرانية قد اشارت الي احتمال تصدير الغاز الطبيعي من ايران إلى العراق. ونقلت صحيفة (إيران تايمز) الإيرانية والتلفزة الرسمية عن المدير العام لهيئة الغاز الطبيعى الايرانى مصطفى كشكولى , قوله أن ايران تمضي حاليا فى حوار مع العراق بشأن تصدير الغاز الطبيعى الى العراقيين من خلال ضخ الغاز عبر خطين من الانابيب عبر الحدود من منطقة دهلوران وخورامشهر. وذكر أن ايران تسعى الى زيادة حصتها من أرباح الغاز الطبيعى من خلال ايجاد شركاء جدد مثل العراق . ويقول الخبير في شؤون الطاقة بدبي نديم كعوش ان العراق يملك احتياطاً ضخماً من الغاز، يضعه في مصاف أهم 10 دول منتجة في العالم، في وقت يتزايد فيه الطلب على هذه المادة لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه وخاصة في جنوب العراق. وبحسب خبراء يعملون في صناعة الغاز هناك ان العراق قادر على انتاج اكثر من 6000 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز المصاحب، تكفي لتغطية الإستهلاك المحلي والتصدير لكن حالياً لا يتعدى الإنتاج 1000 مليون قدم مكعب قياسي ومنها قرابة 700 مليون قدم مكعب تُحرق يومياً في حقول البصرة. ويقول هؤلاء الخبراء ان اكثر من 70 % من الغاز العراقي عبارة عن غاز مصاحب لعملية استخراج النفط، كما ان كميات الغاز المحروقة يومياً، تكفي لسد احتياجاته الداخلية , لكنه يستورد كميات كبيرة من ايران و الدول المجاورة، في وقت يمكنه ان يصبح اكبر مُصدّر له في المنطقة العربية وبالعالم. ويواجه العراق مشكلة حقيقية في الوقت الراهن بسبب حرق الغاز العراقي، الذي يتسبب في تراكم 20 مليون طن سنوياً من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، الا ان الخبير نديم كعوش لايري ان حل هذه المشكلة يتم بالاعتماد على استيراد الغاز الجاف من الخارج وترك الانبعاثات الكربونية تهدد مستقبل التنمية والبيئة في العراق. ويقول انه من المفيد ادخال الغاز الطبيعي في البنية التحتية للطاقة في العراق ما يساعد على التنمية الاقتصادية المحلية كما ان من الممكن تصدير كميات الغاز الفائض عن الحاجة المحلية من الغاز المسال مما ينتج دخلا جديدا للاقتصاد العراقي .
خبراء يحذرون من عدم جدوىاستيراد العراق الغاز الطبيعي من الخارج
نشر في: 12 فبراير, 2010: 06:13 م