TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > انتخبوا وغيّروا .. قطار الديمقراطية

انتخبوا وغيّروا .. قطار الديمقراطية

نشر في: 12 فبراير, 2010: 06:25 م

عامر القيسي انطلق على بركة الديمقراطية  قطار الحملة الدعائية الانتخابية ، الذي ينبغي له ان يوصلنا الى المحطة التالية في رحلة السنوات السبع حتى الآن . باختلاف التقييمات الا ان المشهد الباعث على الامل من بين كل البقع السود في المشهد السياسي العراقي هو ان ترى شعارات ائتلاف دولة القانون الى جانب شعارات الشيوعيين والائتلاف العراقي
 الى جانب العراقية وكل المختلفين منهجا فكريا وسياسيا لايفصل بين شعاراتهم  غير امتار قليلة وفي بعض الساحات سنتمترات معدودة . والاكثر بريقا ان احدا لم يغامر برفع اي شعارات تشم منها رائحة الطائفية أو دعوات التقسيم ، كل الشعارات التي شهدناها في شوارع واحياء بغداد من الصباح الباكر ليوم الجمعة كانت بنفس وطني وخدمي تتوسل اصوات الناخبين في جو من الاعتراف المتبادل بالآخر واليقين من ان مقاعد مجلس النواب هي بأيدينا نحن صنّاع التأريخ.اذا اصبنا الاختيار سنكون صناعا يذكرنا التأريخ بفخر واذا اخطأنا الاختيار فلن يدفع احد الثمن بديلا عنّا . لكننا في المقابل لن نذهب بعيدا في احلامنا الوردية ونعتقد باننا نتحدث عن انتخابات في باريس أو ستوكهولم ، ولن نقول واشنطن حتى لايزعل علينا اعداء الامبريالية الامريكية! فجسد الديمقراطية العراقية يعاني الامراض من مختلف المناشئ الوطنية منها والخارجية واختلف عندنا الاطباء في علاجاتهم باختلاف الاجتهادات والوصفات السياسية مما أخر ويؤخر معافاة جسد الديمقراطية الفتية في العراق .ربما سنشهد العديد من الخروقات في الحملات الانتخابية ، ابتداء من استخدام الرموز الدينية وليس انتهاء بلصق البوسترات في الاماكن غير المسموح بها مرورا بمحاولات استخدام الخطاب الطائفي وان كانت محاولات خجولة او متسترة بشعارات برّاقة ليس من الصعوبة شم رائحتها عن بعد . قد يختلف معنا البعض بروحية التفاؤل التي نتحدث بها ملوحا بالحروب الاهلية والتشابكات الطائفية ومن حقه ان يفعل ذلك مادام المنطلق الحرص على العراق الواحد الموحد ، ومن حقنا ايضا ان نبرر تفاؤلنا ، هكذا يقول منطق الديمقراطية ، ذلك اننا واجهنا منذ سقوط الدكتاتورية في التاسع من نيسان  2003 أزمات متنوعة الشدّة وعميقة المخاطر ووصلنا في البعض منها الى حدود لم يكن اي وطني عراقي يريدها ولكننا في النهاية كنّا ننهض ونخطو خطوة الى الامام ، وان حدث وتراجعنا خطوتين فهذا شيء منطقي لان حركة التأريخ لاتسير حلزونيا الى الاعلى وانما هي طريق متعرج وربما انطبقت علينا مقولة طيب الذكر لينين "خطوة الى الامام خطوتان الى الوراء " لكن محصلة الطرح والجمع السياسي عندنا هي اننا نسير أو نحبو الى الامام . غير راضين .. نعم لكننا نسير وهذا هو المهم من يستطيع ان يمنع الآن انطلاقة القطار العراقي ؟ لا احد طبعا ، لكن هناك من يستطيع ان يعرقل وصوله الى محطاته وهناك من يستطيع ان يرميه بالحجارة فيهشم زجاج نوافذه وهناك من يحاول ان يوقفه من نفس ركّابه لغايات واهداف، المعلوم منها والمخفي بتنوع الألوان والاشكال والاصوات ،لكن الاكيد ان القطار العراقي سيصل الى محطته الاخيرة رغم كل الصورة المشوشة التي امامنا الآن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram