للذكرى والتذكير..كان العراق في أزمنة كروية متلاحقة ( مَـطمعاً ) للمنتخبات العربية والآسيوية والأفريقية التي كانت تتطلع إلى لقائه رسمياً أو ودياً أو بأية كيفية يرتئيها العراقيون ، ووفق الشروط التي نفرضها نحن ، لا هم !
حتى بعد حربي الخليج الأولى والثانية ، كانت قوافل المنتخبات تأتي إلى بغداد مُحمّـلة بالأمل في مجاراة منتخب كبير ذائع الصيت ، فضلاً عن محاولة الفوز عليه .. ومن لديه ذاكرة طرية ونشطة ، يعرف أن اتحاد الكرة العراقي كان ( يتدلّـل ) و( يتمنـّع ) وفي كثير من الأحيان والمناسبات كان يفرض إملاءاته على المنتخبات الزائرة !
واليوم ، تنقلب الملامح والمعطيات تماماً ، فلا يجد منتخب العراق من يقابله حتى خارج أرضنا قبل مواجهة أستراليا في الثالث والعشرين من الشهر المقبل ثم السعودية بعد ذلك الموعد بخمسة أيام !
لا لبنان ، ولا الأردن ، ولا أوزبكستان ، ولا حتى فلسطين ، ولا منتخبات أخرى أكبر شأناً تريد أن تلعب معنا ، بعد أن عجز اتحاد الكرة عن العثور في مخاطباته على منتخبات يمكن أن تستقبلنا ولو بشروطها التي تبلغ سقوفاً غير متوقعة.
وإزاء هذا الرفض المتكرر من منتخبات هزيلة وأخرى قوية للعب مع منتخبنا الذي مازال يبحث متعثراً عن مكانته العربية والآسيوية المعروفة ، لم يعد أمام اتحاد الكرة إلا الاتفاق مع صحف عالمية مشهورة على نشر اعلانات أو مناقصات يبدي فيها الاتحاد رغبته الشديدة بإجراء مباريات من أي صنف أو لون أو مستوى من المنتخبات ، لاسيما أن التجربة الداخلية يمكن أن تنجح نجاحاً باهراً على هذا الصعيد بلقاءات سيخوضها منتخب راضي شنيشل مع فريق محلي إيراني محدود الشهرة والمكانة قبل مواجهة أستراليا !
لم يعد أمام اتحاد الكرة العراقي ، بعد تأخره في ترتيب مسار تدريبي واضح ومبكّر لمنتخبنا الأول يستفيد فيه من ( ايام الفيفا ) ، إلا أن يمارس المزيد من الطـَرق ، في عُجالة ، على أبواب المنتخبات المغمورة ، متوّسلاً كل راغب منها ، لعله بذلك يجد من لديه القدرة والنيّة والإرادة على مقابلة منتخب عراقي يحمل إرثاً كله أمجاد ، ومازال لاسمه بريق ورنين في كل محفل كروي ، لكن مشكلته تكمن في حالة الانتظار التي تصيب اتحاده حين يستوجب أمر ما حزماً وحسماً لابد منهما !!
يحسبها اتحادنا على هذا النحو ، ويزيد من إحراجه وإحراجنا حين يعلن في كل أسبوع لائحة من المنتخبات التي فوتحت ، وفي كل مرة نكتشف أنها مجرد أمنيات أو تكهنات أو محاولات تشبه الحقن المخدرة التي تتعامل مع الألم مؤقتاً لكنها لا تشفي ، فيما الزمن يشهر سلاحه فتمضي الأيام والأسابيع لنذهب بعدها إلى مبارياتنا المصيرية بوجبات داخلية خفيفة هي أشبه بالترقيع المستمر لطريقة مهترئة في إعداد منتخباتنا !
نعيش منذ سنوات مشكلة المباريات الودية ، برغم وضوح جداول الاتحاد الدولي ومواعيده المسبقة لتلاقي المنتخبات ودياً ، وبرغم أن الإعلام العراقي قد نبّه في مناسبات عدة ومنذ شهور بضرورة التحرّك المبكّر لتنظيم المباريات الدولية الودية كي تضعها الاتحادات الراغبة في جداول مباريات يوم الفيفا ، وبعكس ذلك فإننا لن نحصل إلا على مباراة مع فريق مغمور يتكرّم بالقبول ليلعب معنا ، في السياق الذي يريده ، وفي المكان الذي يحدده ، فيما المنتخب أمام مواجهتين مصيريتين ، قد ينهض بعدهما بقدر من الأمل في التصفيات ، أو لا قيام له بعدهما إلا حين تنطلق تصفيات مونديال 2022 !
أيام الفيفا..الضائعة !
نشر في: 6 فبراير, 2017: 06:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)