في بار يقع في منطقة الباب الشرقي مقابل حديقة الأمة ، غير خاضع للرقابة الصحية ، تقمص أحد رواده مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي شخصية قيادي حزبي ، داعياً الرواد الى توجيه ما يشغل اذهانهم من اسئلة ليجيب عليها بروح رياضية، تقليدا لندوات "انت تسأل والحزب يجيب" الشائعة في ذلك الوقت.
خلو البار من رجال الامن شجع الرواد على طرح أسئلة ، تقترب من السياسية لكن صاحب البار التفت الى خطورة المغامرة فبادر بطرح سؤال حول الفرق بين عرق بعشيقة وهبهب، فأجاب القيادي بكل ثقة، بان الاول مصنوع من العنب والثاني من التمر الزهدي ، مع أشادة بهبهب وشقيقتها بعشيقة .
في مساء يوم آخر طرأ تحول مفاجئ في شخصية القيادي ، حين اعلن تنصيب نفسه زعيما او رئيسا في البار وطلب من الحاضرين الولاء والبيعة ، وتقديم فروض الطاعة ، واول قرار اتخذه تعيين شخص يعمل في مصلحة نقل الركاب وزيراً للنقل ، واختار آخر يحمل خنجرا أخفاه تحت قميصه وزيرا للدفاع ، ومنحه صلاحية القائد العام للقوات المسلحة ، ليكون الذراع العسكرية لتنفيذ القرارات السياسية الصادرة من زعيم البار ، اما القرار المهم فكان لصالح الرعية بمنح جميع الاشخاص الذين شهدوا حفل تنصيب الرئيس نص ربع "عرق عوازة "مكرمة سخية للتعبير عن توطيد الثقة والتلاحم المتين بين القيادة والجماهير .
صاحب البار ترك الزبائن يواصلون لعبتهم متحملا الاضرار المادية بالقضاء على المزة من دون حساب وكتاب ، تاركا الرئيس يصدر قراراته ، فتوجه الى اقرب مركز للشرطة ليقدم تقريرا مفصلا عن اعلان جمهورية في البار، يقودها شخص معتوه تقمّص شخصية فخامة الرئيس حتى بات يهدد الأمن القومي ، وأخذ يتصرف مثل الرؤساء ، وبين لحظة واخرى يصدر الاوامر والقرارات ، ويتلو الخطابات ، ويجبر الحاضرين على ترديد اغاني واهازيج المديح
في مركز الشرطة وبّخ مسؤول امني صاحب البار ووجه له تهمة الاصطفاف مع اعداء الحزب والثورة ، لكنه تخلص من التهمة بخمسة دنانير! في "يوم الكبسة" واثناء دخول الرواد من مؤيدي وانصار الرئيس الى البار، شعر بعضهم ان الاجواء غير مريحة ، وتنذر بعواقب غير سليمة ، وفي لحظات التردد ، دخل الرئيس وخلفه وزير دفاعه ، ومعهما مجموعة من الرجال مفتولي العضلات ، يحملون العصي ، و"هنكلاين" باحجام مختلفة ، وبحركة سريعة خاطفة انتشروا في زوايا البار ، وأمروا صاحبه بتنفيذ أوامرهم. في تلك اللحظات دخلت مفرزة من الشرطة القت القبض على الرئيس واعضاء حكومته ومع الكفخات والركلات احبطت الأجهزة الأمنية مخطط السكارى للاطاحة بالنظام .
في أذهان العراقيين تدور اسئلة كثيرة ، تجاهلت الجهات الرسمية الاجابة عنها ، من تلك الاسئلة ، هل قتل عزة الدوري ام ما زال حياً ؟ ما مصير الصيادين القطريين المختطفين ؟ ملف سقوط الموصل اين انتهى به المطاف ؟ الشعب يريد معرفة حيتان الفساد بالأسماء والمناصب ؟ وغيرها من الاسئلة ، تحتاج الى اجابة بعقد ندوة جماهيرية تبث على الهواء مباشرة بعنوان " هبهب تسأل وبعشيقة تجيب " لعلها تستطيع الإجابة على الأسئلة المتراكمة في اذهان العراقيين وفي مقدمتها عائدية خور عبد الله ، وانسحاب القوات التركية!
هبهب تسأل وبعشيقة تجيب
[post-views]
نشر في: 6 فبراير, 2017: 09:01 م