TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(كل شي بحسابه)

هواء فـي شبك :(كل شي بحسابه)

نشر في: 12 فبراير, 2010: 08:48 م

عبدالله السكوتييحكى ان احدى النساء الفقيرات كانت تبكي وتنوح على قبر فقيدها الذي اودعته التراب قبل بضعة ايام ، فمر بها احد العميان من الذين يتجولون في المقابر ليقرؤوا بعض الآيات من القرآن لقاء اجور يتقاضونها من ذوي المتوفى، فطلبت منه المرأة ان يقرأ على قبر فقيدها ماتيسر من القرآن واعطته قرشا،
فجلس على قبره وقرأ (والذين كفروا لهم نار جهنم..الآية) فقاطعته المرأة صارخة: (يواش ، يواش! آخر مروّه ، انصاف ، شنو نار جهنم بعد المسكين..البارحه مات ) فغضب القارىء من هذا التوبيخ ورمى القرش في وجهها قائلا :(اغاتي هوّه قرش يعني قابل اقراله ويطوف عليهم ولدان مخلدون...غير كل شي بحسابه) . وهذه الحملات الدعائية قد انطلقت ( وكل شي بحسابه) ، البعض اعد برنامجا انتخابيا بدأ فيه بتوزيع الهدايا على الناس (واللي ينطي زايد ياخذ زايد) ، هذه العملية ، لا اظنها سترفع الحيف الذي لحق بالمواطن، الدعاية الانتخابية من ضمن الحق المشروع للكيانات المرشحة للانتخابات ، لكن تبقى الطريقة و امتلاك الاموال. ان مايميز بعض الكتل امتلاكها للاموال بشكل فاحش، ممايؤهلها شراء الاصوات ، وهذا نوع من التزوير واللامهنية في حصد الاصوات ، والمراد هو الابتعاد عن هذه الاساليب ، واعتماد اسلوب طرح البرنامج السياسي واقناع المواطن انه سيحصل على حقوقه ، بحسب البرنامج الاقتصادي الذي اعدته الكتلة. لقد مضى زمن التأثيرات العاطفية وشراء الذمم ؛ ان ماتدخره الكتلة في برنامجها السياسي او الاقتصادي هو الذي سيقوم باسعاد الانسان العراقي اما ماتعطيه من دراهم فسيستخدم ضدها في يوم ما، ونحن الان نفرز الكثير ونحلل ونضع ابناء الوطن في محلهم ، لقد مرت علينا نكسات اخلاقية كثيرة وكبيرة ولانريد ان تصبح صفحتنا (كصحيفة المتلمس)، وفي هذا شهد رجل عند قاض بشهادة ، فقيل له (من يعرفك؟) فقال (ابن ابي عتيق)، فبعث القاضي الى ابن ابي عتيق يسأله عن الشاهد ، فقال: عدل رضي، فقيل له ، اكنت تعرفه قبل اليوم ؟ قال : كلا ولكني سمعته ينشد: ان الذين غدوا بلبك غادروا وشلا بعينك مايزال معينا غيضن من عبراتهن وقلن لي ماذا لقيت من الهوى ولقينا فعلمت ان هذا لايرسخ الا في قلب صادق ، فشهدت له بالعدالة، على هذا الاساس يجب ان تبقى الوعود القديمة والاخفاقات والمحاسن شاخصة امام المواطن عندما يختار مرشحيه، لانريد نسيان انجازات الامس المهمة،وكذلك علينا ان لاننسى اخطاء الامس واخفاقاته، والاختيار بحسب الكفاءة، ولندع العواطف جانبا لانها لم تعط سوى الخسران ؛ الاستدلال العقلي بالتدقيق والتمحيص خير وابقى، اعطاء الصوت ليس مسألة بسيطة ، بل هي من اصعب المهمات الملقاة على عاتق الشعب، وسوف يحاسب أي واحد نفسه ان اخطأ مجددا، البعض يقول لا اعرف شيئا فليكن مثل ابن ابي عتيق ، وليبحث ويتقصى اقوالهم وافعالهم ، ليست الهدايا التي يقدمها البعض سوى سوط يجلد به ارادتك وحقك الانتخابي ، الصوت هو المواطنة وهو الارادة وهو الحب للعراق، ان وضع في محله ، سنسعد وان وضع باتجاه آخر، فاننا سنضر ببلدنا، وكفانا ضيما وحرمانا ، لنقرر مصيرنا بأصواتنا ونحترم من يستحق الاحترام .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram