TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماذا فعلت السعادة بـ "محمود الحسن"؟!

ماذا فعلت السعادة بـ "محمود الحسن"؟!

نشر في: 6 فبراير, 2017: 07:13 م

ali.h@almadapaper.net

بدأت الأيام الأُولى من  التغيير بعد 2003 برّاقة ، العراق الجديد سيعيش في ظلّ تعددية سياسية، وديمقراطية تحسدها علينا بلاد مثل السويد ، نظام مدني يسع الجميع في كل المدن والقرى والنواحي.. لا مكان لخطب الطائفية والإقصاء ، سياسي كتب في إحدى الصحف آنذاك ، إنهم سوف يقلّدون أحزاب أوروبا، حيث سيصبح الاستبداد من الماضي والفساد مجرد خبر عن أيام مضت.. فيما خرج علينا سياسي كبير ليؤكد أنّ عصر السعادة دخل العراق ولن يخرج منه.
لم يطُل هذا الزمن. أطلّ السياسيون بالخطب والشعارات. وحوَّلوا البلاد الى دكاكين طائفية، ولم يمض زمن طويل حتى غابت السعادة لتحلّ محلّها نظرية حنان الفتلاوي في " الانبطاح "  ، وحديث أُسامة النجيفي  عن فقدان بوصلة التوازن، فيما تناوب الجميع على افتتاح مهرجان السعادة العراقي بأن وضعونا على قائمة الشعوب التي ضمّها ترمب الى  قائمته ،  أما السعادة فلا تزال مجرد أحلام ، تحولت مع الظهور المستمر لعباس البياتي الى أوهام ، ومع أحاديث محمود الحسن ستتحول حتماً الى كوابيس .
لماذا أُعيد عليكم كل يوم حديث السعادة في بلد يجتمع مجلس إحدى محافظاته " بابل " ليُصدر قراراً بتغيير نغمة بائعي الغاز من الموسيقى الهادئة الى الاناشيد الحماسية .طبعا  لأنّ هذه  هي قمة السعادة  ، ويمكن لنا بعد أربعة عشر عاماً من التغيير أن نقول للعالم إنّ لدينا مجالس محافظات تراعي أذواق المواطنين " الموسيقية " ، حتى لو وصل الامر الى تفجير محال الموسيقى ، لأنها لاتراعي أذواق المرحلة الراهنة.
ولأني لاأزال ألوك بكلمة السعادة فقد أثار انتباهي أمس ما كتبه وزير خارجية بريطانيا " بوريس جونسون  " على موقع تويتير  يهنئ الملكة إليزابيث الثانية على مرور 65 عامًا على اعتلائها العرش في بريطانيا ، مشيرًا إلى أنها مصدر إلهام ،شاكرًا إياها على السعادة التي تقدمها للبريطانيين  .
خمسة وستون عاما من تاج إليزابيث الثانية، الملكة التي  تملك ولا تحكم. سيدة لطيفة يعشقها حتى الأطفال  ، تضيف على بريطانيا العراقة والسعادة التي تلمع في عيون مواطنيها وهم يشاهدونها تطلّ عليهم من شرفة قصرها الذي  لم  يستثن من نزوات البرلمانيين   ، حيث أصدر  البرلمان  قرارا يسمح   بأن يفتح  القصر أبوابه أمام مزيد من الزوّار، لتغطية مصاريف القصور الملكية ، هل هذا نوع من السعادة  ، أعتقد أنّ السعادة الحقيقية تكمن في مكان آخر ، مكان لا أحد يستطيع فيه إصدار أمر بالسماح للمواطن العراقي بدخول المنطقة الخضراء أو المرور من احد الشوارع القريبة منها، مكان حافظ فيه  ساسته على  مكانة العراق في سلّم الفساد ،لأنّ العراق من دون جبهة الإصلاح البرلمانية  وخططها السعيدة ،   لا مكان له على خارطة الدول السعيدة!
أيها السادة: إلى متى سأُعيد كتابة هذا العمود ، لأقول لكم إنّ الله لا يختار الحكّام..الشعب يختارهم.. ثم يُصحِّح اختياره بطردهم شرّ طردة ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    استاذ علي حسين اي سعادة وحسابات حكومة النكرات الواوية في المنطقة الخضراء اصبح كل واحد منهم يمتلك حسابات بنكية فلكية ويتحدثون بالمليارات تقاسموا الكعكة النفطية بينهم وكل واحد أخذ حصته بأعتراف احد سحليات دولة التنك والفافون حنان الفتلاوي وبحضور ميسون الدملو

  2. د عادل على

    اربعون سنه من حكم البعث الجاهلى وحروبه غسلت ادمغه عراقيه كثيرة فاصبح العراقيون بعثيين وان لم يمتلكوا كارت العضويه-التاثير الاكبر كان جهالة العراقيين----وهدا طبيعى ان يجهل شعب قادته صدام حسين وطه الجزراوى وعزت الدورى-----سر ديمومة حكم صدام هو نشر الخوف فى

  3. خليلو....

    لقد وصلت ثرثراتك الى حد تقارن فيه هذه المخلوقات المشوهة بإليزابث الثانية فأين هؤلاء من تلك؟!. أعذرني لوصف عمودك بالثرثرة وحتى لا يُساء فهـمًها وضعتُها بين علامتي إقتباس.......

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram