TOP

جريدة المدى > سينما > الطريق الطويل لبناء "الأسيجة".. جيمس غرينبرغ

الطريق الطويل لبناء "الأسيجة".. جيمس غرينبرغ

نشر في: 9 فبراير, 2017: 12:01 ص

في عام 1991 كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المسار الشاق لمسرحية "الأسيجة" لأوغست ولسن، الفائزة بجائزة البوليتزر، في طريقها إلى الشاشة. كان العنوان "هل جلست هوليوود على "الأسيجة"؟ أنا كتبت تلك المقالة مستنتجاً بأنه بعد أربع سنوات من البدايات الكاذبة فإ

في عام 1991 كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المسار الشاق لمسرحية "الأسيجة" لأوغست ولسن، الفائزة بجائزة البوليتزر، في طريقها إلى الشاشة. كان العنوان "هل جلست هوليوود على "الأسيجة"؟ أنا كتبت تلك المقالة مستنتجاً بأنه بعد أربع سنوات من البدايات الكاذبة فإن المشروع قد اقترب أخيراً من الإنتاج.

من الواضح أن ذلك لم يحدث، إلا الآن.  فبعد 25 سنة ومرور أكثر من عقد على وفاة ويلسون أخيراً تم افتتاح فيلم "الأسيجة". إن تلك فترة تطور طويلة حتى بمقاييس هوليود.
تبدأ القصة الطويلة في عام 1987 مع إيدي ميرفي، الذي كان حينها من أرقى نجوم السينما في البلد، حين شاهد إنتاج برودواي لمسرحية "الأسيجة"، وهي دراما عائلية من الخمسينات عن بطل فريق بيسبول زنجي (لعب دوره جيمس إيرل جونز) الذي بسبب قسوته، يمنع ابنه من قبول منحة الكلية في مجال كرة القدم. اعتقد السيد ميرفي بأن دور الابن سيكون فرصة لمعالجة مادة جادة من أجل التغيير، واشترت شركة "بارامونت بكتشرز" الحقوق لأجله بأكثر من مليون دولار، الذي يعد، في ذلك الوقت، من المبالغ الكبيرة التي أعطيت من أجل حقوق ملكية مسرحية.
الالتزامات السابقة أبقت المشروع معلقاً حتى بداية عام 1989 حين أرسله نائب رئيس شركة بارامونت، المسؤول عن الإنتاج، كيفن جونز إلى باري ليفنسون. كان ليفنسون معروفاً كمخرج حساس للأداء وديناميكيات العائلة. الأكثر أهمية، أنه حاز على النجاح النقدي والتجاري مع فيلمي "صباح الخير فيتنام" و"رجل المطر" الذي فاز بجائزة الأكاديمية كأفضل فيلم.  
كان السيد ليفنسون جاداً بشأن إخراج "الأسيجة" وطار إلى نيويورك ليرى العرض ويلتقي مع ولسون. لكن في كانون الثاني عام 1990 أعلن ما تمت مناقشته بشكل سرّي: أراد مخرجاً أسود. قال في ندوة رعاها متحف الأميركان الأفارقة في كاليفورنيا:" حتى الصناعة جاهزة لاستخدام أسود لإخراج فيلم فيه د ي نيرو أو ريدفورد، على السود في الأقل أن يكونوا قادرين على إخراج تجربتهم". و تذكرالسيد جونز الأمر في مقابلة مؤخراً إذ خابره السيد ليفنسون اليوم التالي وأنسحب.
"اعتقد بأن بارامونت شعرت بالخوف من طلب أوغست لمخرج أسود وأصيبت بالإحباط" يقول جون بريجيليو الذي كان حينئذ محامياً لويلسون ويضيف:" كانت فترة غير مريحة جداً لكن لا أحد بدأ في حشر شيء في حنجرة أوغست".  
السيد بريغليو طلب من المنتج وارنغتون هودلين رئيس مؤسسة فيلم السود لكي يجمع قائمة بالمخرجين المرشحين الذين يمكن أن يرسلهم إلى بارامونت والتقى ولسون بعدد منهم. كان سبايك لي متشغلاً جداً بمشاريعه الخاصة ولم يكن مهتماً. بيل ديوك، الممثل الذي كان جاهزاً لإخراج فيلمه الأول "غضب في هارلم"-1991 كان مرشحاً. ركب القطار للقاء ولسن في بتسبرغ ، مدينة الكاتب، التي كانت تدور فيها سلسلة من 10 مسرحيات له تصور الحياة الزنجية الأميركية في القرن العشرين. قال السيد ديوك:" في ذلك الوقت حين تريد تحويل مسرحية حول السود إلى فيلم ليس أمراً سهلاً".  
اسم آخر ظهر للسطح هو لويد ريتشارد الذي أخرج مسرحيات ولسن. لكن السيد ريتشارد لم يخرج أبداً فيلماً طويلاً لذا ، بكلمات السيد جونز "لم يكن ثمة شيء تعلق قبعتك عليه".
بعد إخراج فيلمه الأول في عام 1991  أصبح جون سنغلتون صديقاً لويلسون. وبعد قلة من السنين سوف يلتقيان بصورة دورية ويتحدثان عن كيفية تحويل مسرحية "الأسيجة" إلى فيلم. "كانت لدينا إحاديث جادة حول إخراجها لكن لم يكن هناك أي محادثات رسمية حقاً" يتذكر السيد سنغلتون.
فشل المشروع في الحصول على جذب من هؤلاء المخرجين. يقول السيد بريغيليو:" كان مسألة جمع بين أوغست وبارامونت والمخرج". قال هو وآخرون بأن مديري التنفيذ في الأستوديو لديهم مشاعر مختلطة حول الصفقة وبينما يمر الوقت والسيد ميرفي أصبح كبيراً جداً بالنسبة لأداء دور السابعة عشرة من العمر لذا فقد الأولوية.
قال السيد سنغلتون:"عليك أن تفهم حين ظهر سبايك لي وأنا في عام 1991 فأن أن تكون مخرجاً أسود بارزاً في هوليود كان يعد شيئاً جديداً".
في سنة 1997 حصل سكوت رودين، وهو من أفضل المنتجين في بارامونت على حقوق "أسيجة" من شركة ميرفي. عمل ولسون على عدة مسودات جديدة للسيناريو لكن لم يحدث شيء ولم يكن هناك مخرج.يتذكر السيد بريغليو:" كان أوغست خائب الأمل بأنهم لم يطورا السيناريو معه بصورة كافية". ويضيف:" لكن لم يكن حقاً خائب الأمل من أنها سوف يتم تحقيقها. لم تكن على قمة قائمته".
توفي ولسن عام 2005 وفي عام 2009 أعاد السيد رودين بعث المشروع. أرسل السيناريو إلى دنزل واشنطن، الذي شاهد إنتاج عام 1987، وطلب منه أن يخرج ويمثل في الفيلم. قال السيد واشنطن بأنه قبل لكنه كان يريد أولاً أن يحقق "الأسيجة" على المسرح. لهذا فإن السيد رودين علق الإحياء على برودوي من تمثيل السيد واشنطن وفيولا دافيس التي كان لها أيضاً دور في الفيلم.
وحين حل صيف عام 2015 حول السيد واشنطن انتباهه إلى إخراج فيلم "الأسيجة". لكن ما زال هناك السيناريو غير كامل. في بداية عام 2016 صرح موقع "ديدلاين هوليود" بأن السيد رودين قد جلب توني كشنر للعمل مع السيد واشنطن على نسخة ولسون الأخيرة. في الفيلم المنتهي، يظهر اسم ولسن بشكل فريد في العناوين ككاتب سيناريو؛ ولم يظهر اسم  السيد كشنر على في العناوين على الرغم من أنه له ذكر بارز كونه مساعداً للإنتاج. ورفض التعليق ممثلو بارامونت والإنتاج.
قال السيد واشنطن بأنه اتبع نص "الأسيجة" مثل "روح مقدسة" مضيفاً في العرض الحالي في "نقابة فناني الشاشة" بأن الفيلم يحتوي على 25000 كلمة منها 24000 كلمة تعود لمسرحية أوغست". كان التحدي كيف تحويل مسرحية تدور تماماً في الساحة الأمامية لـ"بيت حجري قديم من طابقين"في بتسبرغ، كما يصف ولسن الأمر، وجعل منه يصيح حياً مثل فيلم. قام السيد واشنطن بفتح ثلاث غرف من البيت وضواح للتمثيل. يوضح قائلاً:" كانت كلمات أوغست؛ إذ وظفناها بشكل مختلف".
إن صناعة الفيلم شيء أقرب إلى المعجرة بمقاييس بيئة الأستوديو اليوم. يقول السيد بريغيليو :"الأمر احتاج بشكل مطلق إلى قوة نجم شخص مثل دنزل لتحويل مسرحية مثل "الأسيجة" إلى فيلم" ويضيف:" كان من الصعب سابقاً صناعته لكن في رأيي إنه يصنع الآن بسبب فترة دنزل"..”
في النهاية حصل ولسن على مخرج أسود". يقول السيد جونز:" بقدر تعلق الأمر بي إن الوقت حان لصناعته الآن هل كان سيفيد أحد لو أنه صنع عام 1991؟ لا نعرف".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

مالية البرلمان تحدد أهداف تعديل قانون الموازنة

نائب عن قانون تعديل الموازنة: من المستبعد إقراره خلال جلسة الغد

مفاجأة مدوية.. نائب يكشف عن شبكات تتجسس على المرجع السيستاني

برلماني يصف الوضع السوري بـ"المعقد": العراق يسعى لحماية مصالحه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram