فرضت النتائج السيئة لمنتخبنا الوطني في المرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم المؤهلة الى مونديال روسيا 2018 حالة من التجافي وعدم الاهتمام من قبل الجمهور ،وربما الإعلام الرياضي أيضاً، بتساؤل مشروع حول جدوى المتابعة وقد فقدنا الأهم بنسبة كبيرة تكاد تلامس حدود المتابعة إسقاطاً للفرض لا أكثر في الوقت الذي لم يتعامل فيه اتحاد الكرة بأهمية أيضاً مع المنتخب وإعداده بالرغم من أن المنتخب هو حجر الزاوية في عمل الاتحاد واهتمامات الجماهير كونه لا يُقارن بالأندية أو أية نشاطات أخرى للاتحاد.
ففقر نتائج المنتخب وإعداده لا يتحملهما مدرب ولاعب ومن له علاقة فنية بالمنتخب الوطني فقط، بل تتعدى النسبة الأكبر من المسؤولية الى جعبة الإدارة في المراتب العليا والتناقض في التصريحات بالإعلان عن الخطط وما ينفذ على الأرض فعلاً خلال المرحلة الأولى من التصفيات والمرحلة الحالية أيضاً والوعود بمقابلة منتخبات مصر وإيران وقطر والإمارات والصين التي ذهبت هواء في شبك. كما تبعتها التصريحات الأخرى بلقاء الأردن ولبنان وإيران وسوريا بذات الاتجاه .
من الجانب الآخر يقف ملف تجميع اللاعبين واختيار البدائل في حالة ترنح أيضاً ولن تحصل على إجابة شافية من أحدهم حتى وإن كان المدرب الأول أو المسؤول الإداري عن المنتخب، فالحديث لهذه القناة الفضائية يصطدم بحديث مختلف تماماً لذات الشخص في الأخرى والتصريح للوكالة بلسان أحدهم قابل للنقض والتعديل بعد ساعة واحدة، لنعيش في عتمة كبيرة وضبابية ليست لها حدود معقولة! وقد أثرت بطريقة وأخرى على استنطاق المحللين والنجوم السابقين للمنتخبات الوطنية ، فلم تعد لهم حجّة بالإقناع أو حتى التحليل العلمي للمستويات الفنية لغياب المنتخب عن الساحة أولاً وغياب الإعلان الصريح بالأمور الفنية المتعارف عليها ، كما يخبرنا بذلك أغلب من نلتقيهم مع حالة من الحرج تنتابهم حول أية عبارات مطمئنة يمكن اختيارها وإن كانت شكلية .
إزاء هذه الحالة فقد العنصر الأهم في الاهتمام ،وأقصد به منتخبنا لوطني، مزايا كثيرة وصار في حالة يرثى لها من الفقر ليس بالامكانيات والإعداد فقط ، ولكن في الرؤيا التي تحوّلت الى حالة مريرة من الإحباط تجتاح الشارع العراقي اليوم بألم وحسرة على فقدان الفرصة تلو الأخرى في الإفصاح عن قدراتنا والمستوى المعهود الذي فقدنا بريقه تماماً والخشية أن تنسحب الحالة على منتخبات الفئات العمرية وأولها منتخب الناشئين الذي تنتظره مشاركة في غاية الأهمية بكأس العالم في الهند منتصف العام الحالي ولا نمتلك سوى المطالبة بأن تكون مشاركتنا كبيرة توازي ما حققه المنتخب بالفوز بكأس آسيا والظهور بقوة كممثل للقارة فيها.
إن المشكلة الحقيقية التي نلمسها كمقربين من الوسط الرياضي وأحداثه هو فقدان الثقة بالتصريح وتحمّل المسؤولية لمن يطلقه لأنه وإن كان في مركز القرار المفترض فإن الغلبة تكون فيه لحالة التشكّي واختلاق الأعذار أكثر منها لاستنباط الحلول والتوصل الى صيغة معقولة بأقل تقدير ، وهذه الحالة أضحَت صفة ملازمة للمسؤول في صنع القرار الرياضي على اختلاف المسمّيات والمناصب وكأنها هبة من السماء وغيث يغشاهم في الوقت المناسب للتعكّز على الحجّة غير المعقولة ونسيان أننا لا نلعب كرة بتجرّد من الألقاب والصفات التي لازمتنا ردحاً من الزمن وتخلينا عنها الواحد تلو الآخر ، وهذا هو لبّ مشكلة القيادة التي تُبني وتُبدع وتصل الى أفضل الحلول.
منتخب تحت خط الفقر
[post-views]
نشر في: 8 فبراير, 2017: 09:01 م