صفد حسام الساموكتنطلق أهمية وضرورة تفعيل الإعلام في المؤسسات التعليمية، باتجاه تعزيز صورة رصانة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق في المجتمع المحلي، ومنه انطلاقاً نحو المستوى الإقليمي والدولي، ومواجهة التحديات التي واجهت تلك الصورة، من أن المجتمعات قد توّحد –أساساً- بمعانٍ مشتركة وأشكال عامة من الاتصالات، لعل منها ما هو على المستوى الجماهيري،
لاسيّما في ظل تقدم نُظم هذه الاتصالات وتطور وسائلها وتنوع استخداماتها ووظائفها.. وعلى الرغم من إن تلك النظرة مازالت لم تبلغ حدود التعميم المطلق بين الباحثين الذين انقسموا إلى فريقين اختلفا في الوجهات.لقد حاولنا في معرض دراستنا آليات تنشيط الإعلام في المؤسسات التعليمية تقديم رؤية علمية ومهنية قابلة التطبيق على ارض الواقع في قطاع التعليم العالي العراقي، بعد أن تم تشخيص إشكالية واقعية تتعلق بتعميم صورة معينة عن رصانة هذا القطاع في الخارج، وربما حتى في الداخل، الأمر الذي يستلزم التصدي لتلك المشكلة على وفق أسلوب منهجي وباعتماد إستراتيجية تعتمد على قدرات الإعلام الحديث في تشكيل الصورة، وتوظيف هذا المجال باتجاه تعزيز صورة رصانة التعليم العالي العراقي، على أن يكون للإعلام الجامعي على وجه التحديد الدور الأكبر في تلك العملية بوصفه حلقة الوصل الرئيسة بين المؤسسة التعليمية بمفاصلها الإدارية والعلمية، وبين مختلف وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية، إلى جانب الإفادة من خصائص العلاقة المتأصلة بين الإعلام والتعليم، وهو احد الحلول الواقعية التي نطرحها بقوة اليوم امام كل من تهمه صورة رصانة التعليم العالي العراقي في الخارج التي يجري تشويهها.rnالإعلام والتعليم.. المعادلة القابلة للتطبيقإن صياغة أية إستراتيجية فاعلة لتطوير الإعلام في المؤسسات التعليمية، باتجاه تعزيز صورة رصانة التعليم العالي والبحث العلمي، ينبغي لها أن تراعي الإمكانات المتاحة لدى تلك المؤسسات لتحقيق هذا الهدف، ودراسة مقومات وعوامل تشكيل صورة معينة عن مديات رصانة هذا القطاع في خلال السنوات الأخيرة، ومراعاة ما يريده المتلقي من الإعلام لتحقيق احتياجاته الفردية بشكل عام، مع ضرورة مراعاة حقيقة تتلخص بإن تطور الدور الذي يضطلع به الإعلام في مجال التعليم والبحث العلمي وتثقيف الأفراد في المجتمعات الحديثة، يعزز من أهمية قيام تشكيلات الإعلام في مؤسسات التعليم باتجاه تعزيز صورة رصانة التعليم العالي، إلا إن تلك الأهمية لا يمكن أن يجري تفعيلها من دون تفعيل تلك التشكيلات نفسها، ممثلة في أقسام الإعلام والعلاقات العامة -وهي ذاتها المشكلة التي تواجه أغلب أقسام الإعلام والعلاقات العامة في عدد كبير دوائر ووزارات الدولة العراقية- وهو ما لا يمكن القيام به اليوم دونما تحديد استراتيجيات إعلامية فاعلة، من قبل المفصل الداعي إلى التحديث أو التغيير، يكون لأقسام الإعلام والعلاقات العامة الدور الأكثر أهمية فيها، ونعتقد من خلال تجربتنا الأكاديمية والميدانية إن المشكلة الأبرز التي واجهت أعمال أقسام الإعلام والعلاقات العامة في العراق، هو الخلط الذي يجري في فهم الحدود المهنية لوظائفها في المؤسسة والمجتمع، من خلال عدم وجود خط فاصل – أمامهم – بين مهام الإعلام وما يمكن أن يقوم به، وما هي أدواته والى أي مدى تكون تلك الأدوات والاستخدامات والأساليب مشروعة، وما هي حدود العلاقات العامة، وافترضوها حالة واحدة في الأداة والاستخدام والتنفيذ، وهو ما يتطلب التبني الواقعي العاجل لحلول تجاوز تلك الإشكاليات.rnالمركز العلمي العراقي للإعلام.. حلاً مقترحاًإن مبدأ ديمقراطية الاتصال واستقلال الإعلام لا ينفي أهمية إعلام المؤسسات الحكومية التي تقدم خدمات عامة، ومنها مؤسسات قطاع التعليم والبحث العلمي، إذ ينظر إلى الإعلام الحكومي -بشكل عام- بوصفه مؤسسات علاقات عامة، تعمل بشكل أساسي على بناء حالة من التوافق بين الحكومة ومؤسساتها من جهة، والجمهور بشقيه الداخلي والخارجي من جهة ثانية، من خلال وظائف محددة تقوم على البحث والتخطيط والاتصال والتقويم... وإقامة توازن يقوم على أساس تفسير ما تسعى الحكومة إلى تحقيقه للجمهور، وكذلك تلقي ردود فعل المواطنين على السياسات الحكومية المختلفة، والإفادة منها في تشكيل حالة من الثقة والرضا والمصداقية مع الجمهور، وصولاً إلى تكوين صورة إيجابية لها، وبناء حالة من التوافق مع محيطها سواء على المستوى الوطني، أو على المستوى الخارجي.وقد عد باحثون النموذج البريطاني في مجال الإعلام الحكومي، من أبرز النماذج الدولية في هذا المجال، حيث تعد بريطانيا من أوائل الدول التي اهتمت ببرامج العلاقات العامة والإعلام الحكومي، ودراسات الرأي العام، ويمثل المكتب المركزي للإعلام (CIO) حالة يشار إليها باستمرار عند الحديث حول العلاقات العامة والإعلام الحكومي، فقد أنشئ هذا الجهاز كمؤسسة حكومية مستقلة، بعد أن ألغيت وزارة الإعلام، التي قامت بدور دعائي داخلي وخارجي خلال الحرب العالمية الثانية، ومن بين أهم النماذج العربية ومن النماذج العربية في مجال الإعلام الحكومي، النموذج المصري، المتمثل في هيئة الاستعلامات، لتأخذ مكان مصلحة الاستعلامات التي كانت قد أنشئت في بداية الخمسينات، وتعمل الهيئة على توضيح صورة مصر
نحو إستراتيجية تعزيز رصانة التعليم العالي العراقي في الخارج
نشر في: 13 فبراير, 2010: 05:19 م