بغداد/ سها الشيخلي تصوير/ سعد الله الخالدييحتفل العشاق بذكرى عيد الحب رغم انها مناسبة تتمثل باعدام عرّاب عيدهم القديس فالنتاين الايطالي الجنسية  الذي عاش في عهد الامبراطورية  الرومانية  والذي تم اعدامه  بتاريخ 14 شباط،بسبب عدم مثوله لقرار الامبراطور(كلاديوس الثاني) بمنع  تزويج العشاق حيث كان يعقد الزيجات لهم سرا،
كما ان الرجل الكهنوتي فالنتاين  قد وقع في اسرين معا الاول والاهم وقوعه في اسر حب ابنة سجّانه،  والثاني اسره و سجنه من قبل الامبراطورفما هي قصة فالنتاين وما هي قصة حبه لابنة مدير السجن؟ ورغم ان الكثير معروف عنها الا ان بعض الخفايا تظهر في كل عيد، اما حقيقة أو اضافات درامية للعيد الذي يحتفل به العشاق!  rnفالنتاين وعيد الحب كان فالنتاين رجلا مسيحيا ورعا يمتلك احساسا مرهفا، عاش ومات في عهد الامبراطورية الرومانية التي يحدثنا التاريخ عنها انها قد اكتسحت دولا وامبراطوريات عديدة طوال تواجدها في روما، وان قياصرة روما شانهم شان الملوك المستبدين كانوا لا يتورعون عن إنزال أقسى العقوبات بحق الشعوب التي ترزح تحت احتلالهم، كما كانوا لا يتورعون عن استعباد حتى شعبهم من خلال سياسات ظالمة لا تعرف الرحمة، وكان القياصرة مولعينبالفتوحات العسكرية لتوسع الامبراطورية وقد وجد القيصر(كلاديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي ان جنوده كانوا يمنون بخسائر متتالية وعند البحث عن الاسباب وجد ان المتزوجين منهم يعشقون الحياة ولا يقدمون على خوض الحروب وانهم يمتلكون حسا مرهفا ويتمنون العودة السريعة الى زوجاتهم، وكان هذا الدافع كافيا براي القيصر باصدار اوامره المشددة  الى الكنيسة بعدم عقد  الزواج للعشاق، الا ان القديس فالنتاين كان يمتلك قلبا مرهفا ومشاعر انسانية نبيلة وعطفا كبيرا على العشاق الذين يريدون وضع النهاية السعيدة للحب الذي يربطهم، فكان يعقد الزواج سرا لهم، الا ان الوشاة قد اوصلوا امره الى القيصركلاديوس الثاني  فقام بسجنه عقابا له على الخروج عن اوامره،  غير   ان المصادفة وحدها قد رسمت قصة محزنة لذلك الفالنتاين الطيب فسرعان ما وقع القديس بشراك الحب، فاحب ابنة سجانه، رغم كونه راهبا وسجينا معا،  الا ان اسوار السجن لم تمنع الحب من التغلغل الى قلب الراهب ولا تعاليم الكنيسة الصارمة من الوقوع في طغيان الحب،فكان ان قاسى امرين في حياته هما الحب والسجن، وقد علم القيصر بامر ذلك الحب فاصدرامره باعدام العاشق الراهب (سانت فالنتاين) وكان ذلك بتاريخ 14 شباط في القرن الثالث الميلادي. وكانت روما قبل المسيحية تحتفل بعيد السنة الجديدة بتاريخ 15 شباط التي تتمثل لدى جميع شعوب الشرق بالخصب والنماء وتجدد الحياة على الارض الا ان التاريخ استبدل من 15 شباط الى 14 شباط لكون التاريخ الاول يحمل صفة الوثنية وتم استبداله بذكرى استشهاد  سانت فالنتاين  14شباط  ليكون يوما وعيدا للحب  في روما المسيحية بدلا من 15 شباط  عيد راس الجديدة لروما الوثنية.قصص الحب المحزنة اذا كانت قصة سانت فالنتاين قصة حب محزنة فان التاريخ  يحدثنا عن  قصص حب محزنة هي الاخرى؟ فهل كتب على العشاق ان يعيشوا قصصا محزنة مقتفين اثر سانت فالنتاين الذي حكم عليه بالموت لانه احب ابنة  سجانه؟اضافة الى قصص اخرى قبل وبعد قصة فالنتاين،  ونتذكر  قصص التراث التي  تحدثنا عن معاناة العشاق وقصصهم المثيرة للحزن الاسى  معا، فها هو قيس ابن الملوح الذي عششت الحمامة على راسه وهو يقف في انتظار ليلى، وروميو وجوليت الذي  حال دون ارتباطهما العداء بين عائلتيهما، وكانت النهاية محزنة هي الاخرى حيث انتحر كلاهما في قصة ماساوية كما يرويها لنا  شكسبير، وتزخر كتب التراث لجميع الشعوب بتلك القصص المحزنة فهل يعني ذلك ان الحب مقرونا دائما بالحزن والخيبة، إلا ان التراث الا نساني الزاخر بفواجع الحب وقصصه المحزنة لكل شعوب الارض لا تمنع الكثيرين من  الوقوع في جحيم الحب مهما ارادوا  ان يتحصنوا ضده  فهو كالقدر ياتي بدون استئنذان. استاذ علم النفس الدكتور فوزي المالكي يتحدث عن الحب بشيء من الواقعية الممزوجة برومانسية جميلة حيث يقول: -  لولا الحب لانعدمت الحياة على هذا الكوكب.. فالحب اكسير الحياة وقلبها النابض وهو لا يقل اهمية عن الحياة نفسها فتصوري الحياة بدون حب كيف سيكون شكلها؟ ثم يجيب،  بالتاكيد سيكون قاتما لا  بل اجزم لك ان الحياة ستكون مستحيلة، اما سؤالك  لماذا؟ فاراه اما سؤالا ماكرا او ساذجا.. ويعتدل الدكتور المالكي في جلسته (على مبدا اكعد اعوج واحجي عدل) ثم يقول:- يحدثنا التاريخ ان اغلب الحروب والفتوحات العظيمة  كانت بسبب الحب فمثلا حروب طروادة التي حدثت  في عهد الاغريق كانت  بسبب هيلين الجميلة، ولماذا نذهب بعيدا فقد تخلى عن عرش بريطانيا الملك جورج الخامس من اجل حبيبته  التي كانت تدعى بمدام وندسورفي مطلع الالفية الثانية.rnrn&nbsp