TOP

جريدة المدى > عام > قصة قصيرة: الذي خرج من المولد.. بلا حمّص

قصة قصيرة: الذي خرج من المولد.. بلا حمّص

نشر في: 13 فبراير, 2017: 12:01 ص

الكلمة الإهداءالعراقيون الذين انتخبوا أشخاصاً غير مؤهلينالى الخائبين حصرياً.. لا يصحّ أن نقول لهم :هم بالنتيجة ..أمسوا " يالخايبين إلكُم الله "خائبين.....-- في 7/7 من تموز الأغبر قررت ان أخوض غمار كتابة القصة .. وهذا الشهر كما راق لي أن أعتقد ,هو شهر

الكلمة الإهداء
العراقيون الذين انتخبوا أشخاصاً غير مؤهلين
الى الخائبين حصرياً.. لا يصحّ أن نقول لهم :
هم بالنتيجة ..أمسوا " يالخايبين إلكُم الله "
خائبين.....

-- في 7/7 من تموز الأغبر قررت ان أخوض غمار كتابة القصة .. وهذا الشهر كما راق لي أن أعتقد ,هو شهر الحَرّ الشديد والهواء الذي يخرج من جهنم الحمراء ، هو شهر الكوارث والنكبات والحَرّ ، والرطوبة والعّرَق النازف من المسامات مثل نافورة  ..ويمكنك ان ترى في هذا الشهر الناس وهم  يتشاجرون  في الشوارع والأزقة  وفي الباصات الحكومية والسيارات الأهلية  وفي محطات الانتظار ..وفي القطارات ..والمطارات  ..وفي طوابير الدوائر الرسمية وشبه الرسمية ,وفي المطاعم  الراقية  والشعبية ..وفي اماكن اللهو الرخيصة المنتشرة في شارع أبي نؤاس الذي سمعنا مؤخراً انهم سيستبدلون الكأس التي كان يرفعها بيده بمسبحة 101 سوداء بكركوشة خضراء ..
في ذلك اليوم المشؤوم وكما أخبرتكم قررت ان أخوض تجربتي الثورية كحال الثورات والانقلابات التي تحدث في هذا الشهر، كما يخبرنا بذلك تأريخ العراق  ..وكان منتصف النهار ومروحة الهواء تدور برأسها  يمينا  ويسارا مثلي وانا أهمس لنفسي ،القصة معروفة والقصة القصيرة معروفة  والجدا جدا ايضا معروفة  والرواية كذلك  فما بالك بالقصة المتوسطة  ..اعتقد انها ستكون مثل أختراع  وبالمصطلح الأدبي نسميه إبتكارا..وهذا بالتأكيد أمر منوط بالنقاد  وهذا أمر يسير جدا فحين أملأ بطونهم بالويسكي والعرق والمقبلات اللبنانية!  أكون أول مَن أسس لهذا الفن  الفريد من نوعه  وبمزيد من الأعتناء بالعشاء  وخاصة بـ( الباجة )  وقد انتحى احدهم بي جانبا وذهب يضع الكلمات في أذني كلمة ، كلمة
- اسمع جيدا ايها العبقري سنفعل ما علينا ,وأفعل انت ومعارفك ما عليكم وهو بسيط
- ماذا ؟  أمرك مطاع
وعاد يعض بأسنانه على الكلمات  التي ينهال بها على اوتاري السمعية
- ساعدونا في الأنتخابات فقط ,انت ومعارفك فقط
راح يفقد الاشياء  وهو يطلب مني كأسا من الكونياك فقط ثم وهو يستدير الى الاصدقاء وهو يجهر بصوته مثل مذيع التلفزيون  وهو يذيع البيان الأول للثورة
- أرجوكم أنّ ما طرحه الأستاذ الفاضل مهم جدا وخطير في الوقت ذاته ، لأنه يمهد لنا الطريق  في الذهاب  الى حقيقة كبيرة الا ان الروايات الكبيرة والفخمة التي كتبها كبار كتّاب الرواية ما أن نخرج منها الحشو الزائد حتى تصبح روايات متوسطة  .ان العبقري المضيف فجّر ديناميتا سيخرج وأخرج بعضا من كتاب الرواية الطويلة من وهمهم......
-2-   
 وحين  ركنت  الى نفسي بعد تلك الليلة الصاخبة  وجدتني وعلى حين غرة اعض على الكلمات ايضا وبنفس الطريقة ايضا , ورأيت ثمة من يقول أن ألإمثال الشعبية هي خير مرتع للقصص.. لذا بدأت في ألأمثال المصرية   .. وقد يروح البعض الى الغمز  بأنها محاولة للتملق الى دور النشر المصرية اقول  وبصراحة , ووقاحة خيركم يتمنى ذلك لان العراق جاحد مع عباقرته ...  دعونا من القال والقيل  ولنذهب الى مثل مصري أخترته لمصيبتي  وهو < هو دخول الحمام زي خروكو >
وكتبت القصةعلى ان البطل أكيد سيخرج من الحمام نظيفا وقد تخلص من اوساخه وأحزانه ومزاجه العكر لكني فوجئت  ,وفي واحدة من افلام فريد شوقي وهو يهدد عصابة محمود المليجي ويقول متوعدا
- ايه ..انت فاكر ان دخول الحمام زي خروكو ؟؟
دوخني هذا المشهد ,مع انهم رفصوا نشرها ..لكني فكرت  ربما يكون لكل مثل وجهين  وجه للدولة وآخر للمواطن  , مع اني  قراءت ان الامثال العراقية هي من أذكى أمثال الشعوب ..لكنها متخومة بالسباب المتعلق بالإماكن الحساسة.. وهكذا تراني مصرا على اخذ مثل اخر على ان اكتبه قصة متوسطة ايضا وقد أعجبني مطلعه وقفلته < خرج من المولد بلا حمص > غصت فيه بشجاعة  وأنفعال ..صورت فيها  انه وفي عيد ميلاد الرسول محمد <ص>
لايغنون فيه <  هبي بيرث دي تو يو > وانما دفوف  وترنيمات بريئة..ولا يوزعون فيه الكيك والببسي كولا انما يوزعون الكرزات التي يطغى عليها الحمص  وكانت جميع دول العالم تجلس في هذا المولد والمسؤول عن توزيع  الحمص يوزع على الدول حصصهم  وأردت أن اصور ظلم العراق ألتأريخى  فحين وصل اليه الدور  قال له مسؤول التوزيع
- نحن نأسف انتهى الحمص

-3-
واذا اتيح لك في واحدة من تلك  التموزات الحارة والثورية وانت ترى شخصا أنيقا جدا جدا وهو يتمرغ في شارع الكفاح  القريب  من ساحة النهضة تحت ضربات الرجال والنسوة الموظفات والمتبضعات  ومن كل الملل والنحل..كأنما كانوا يضربوه ضربة  رجل واحد ليضيع دمه بين العمال والموظفين والمتبضعيين واحدهم كان يعض على الكلمات عضا مبرحا وكان مايزال يفقط الاشياء
- نعم أقتلوه ..هو فقط من  أخرجنا من المولد بلا حمص......................
وانا في مستشفى الكندي تذكرت ان الكثيرين من الذين كسروا  أسناني الامامية  هم من التهم الباجة..  والآخرون ..مَن كنت قد أنتخبتهم........

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الحصيري في ثلاثة أزمنة

الهوية والتعبير الاسلوبي.. مشتركات تجمع شاكر حسن واللبناني جبران طرزي

موسيقى الاحد: احتفاليات 2025

تهـــــــريـــــج

عدد جديد من مجلة (المورد) المحكمة زاخر بالبحوث العلمية

مقالات ذات صلة

رولز رويس أم تِسْلا؟
عام

رولز رويس أم تِسْلا؟

لطفية الدليمي كلّما سمعتُ شاعراً أو كاتباً يقول:"أنا كائن لغوي. أنا مصنوع من مادّة اللغة" كان ذلك إيذاناً بقرع جرس إنذار الطوارئ في عقلي. هو يقولها في سياق إعلان بالتفوّق والتفرّد والقدرة الفائقة على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram