TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك :حكاية مواطن فـي وزارة الكهرباء

شبابيك :حكاية مواطن فـي وزارة الكهرباء

نشر في: 13 فبراير, 2010: 05:49 م

عبد الزهرة المنشداويوزارة الكهرباء ومع كل ما لدينا عليها من ملاحظات ولكن لاسبيل الى غض النظر عن العديد من منتسبيها الذين ضحوا بارواحهم وتحدوا كل انواع المخاطر في سبيل انارة الظلمة التي اكتنفت شوارع وبيوت المدن العراقية بسبب اندثار محطات التوليد منذ العهد المباد.
 االيوم ومع التحسن في تزويد المواطن بالتيار الكهربائي الذي ادى بطبيعة الحال الى ان تدب الحياة في شتى مفاصل الدولة هناك من دفع الثمن غاليا كما اشرنا , ومنهم المواطن (نوري صبيح ). نوري صبيح (ابوعلي) من سكنة منطقة محاذية لمدينة العبيدي ومنتسب لوزارة الكهرباء ، قبل يومين او اكثر خرج عصرا مع زوجته لزيارة ولده الراقد في مستشفى الامام علي ،في الشارع نادى عليه احدهم ليذكر له ان سلكا كهربائيا يصل بين عمودين قد قطع والمواطنون خائفون من عبور الشارع او الاقتراب من منازلهم للشر الذي يبعث به السلك . ترك زوجته تذهب لوحدها وذهب الى بيته ليأتي بمفك ومعدات كهربائي واستاجر سلم خشبي عملاق على حسابه الخاص ورفض ان يدفع الأجر غيره من المواطنين قائلا بأنه يفعل ذلك (في سبيل الله). المواطنون هناك يعرفونه جيدا ،ماهرا وفنيا كهربائيا من طراز مميز. اقترب من السلك ورفعه من الارض وربطه كما يجب ولم يتبق له غير تحريك فناجين خزفية اوشيء من هذا القبيل ليسري التيار الى عشرات الدور التي انقطع عنها وليطمأن السابلة على ارواحهم من الصعقة الكهربائية . وبالفعل اطمأن الجميع لكن كم قميصه لامس السلك فطوح به محترقا في عرض الشارع . اهالي المنطقة يجتمعون ،بعضهم يبكي (نوري) والاخر يلقي باللوم على دائرة صيانة مدينة الصدر التي راجعوها من اجل ربط السلك وتلافي مخاطره لكن المختص اعتذر بالف حجة وحجة مع ان تلافي المشكلة كان من مهام الصيانة . من عائلة هذا المواطن الغيور عرفت ان جسده قد احترق وان الشيء المؤكد هو القيام بعملية قطع ذراعه لابقاء على قيد الحياة. سكنة المنطقة يتشاورون فيما بينهم لجمع مبلغ من المال، (خمسة الاف) دينار لكل عائلة من اجل اعطائه الى عائلته تعبيرا عن مشاركتهم لهذا الامر الصعب والمحزن معا . دموع بعض المواطنين من اهالي المنطقة كانت اكثر تعبيرا عما اصاب هذا الكهربائي الشهم والغيور والذي يمتلك الحس والشعور الانساني ليقف الى جانب من يطلب مساعدته ويدفع الثمن حروقا في الجسد وبترا لليد . الاكثر ايلاما ان اجزاء من يده ما زالت معلقة على السلك الكهربائي .!ولانعلم بعد ما هو موقف وزارته، والتي نتوقع منها ان تجعل من شخصه انموذجا لبقية المنتسبين في التفاني والتضحية من اجل المواطنين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram