سعيدة الطالع تلك الشعوب التي يتوفر لها قادة محنّكون، واعون ، مستنيرون، يقودون أوطانهم، ومن ثم شعوبهم نحو مرتقى النور .
الشعوب تتبع، وتلاحق الضوء - زرافات - طوعاً، مثل قطيع… وتساق للظلمات سوقاً - زرافات زرافات - مثل قطيع !.
وهج الإمبراطوريات الكبرى ، ليس سوى نتاج عمل مخلص وجهد دؤوب لقادة اكفاء.. وما انطفاء ذلك الوهج إلا بسبب نفر من رجال استمرأوا العيش في الظلمات ليحققوا أمانيهم.
الإمبراطورية الرومانية دمُّرت من داخل روما لا من خارجها، والإمبراطورية العثمانية دمُّرت من قلب الإستانة، كذلك الإمبراطورية الروسية دمُّرت من شغاف موسكو… (الكونجرس) الأميركي لا يقرر المصائر، أنه يراقب فقط ، يقبل أو يرفض ما يقرره رجل البيت الأبيض .
الرجل في البيت الأبيض قد يكون - أو لا يكون - مثل لنكولن، أو ترومان ، أو مثل روزفلت الذي لمح انزلاق أميركا نحو مهاوي الفقر، فلم يتردد من استعارة ونقل تجربة الضمان، والبرنامج الذي أقامه الأمير (فون بسمارك)، وفون بسمارك لم يقد المانيا بالقوة المجردة، بل بالرفاه والبحبوحة الاقتصادية .
الشعب الألماني هو نفسه أيام هتلر، وهو نفسه ايام (اديناور) واحد قاده نحو التبدّد، وواحد دعاه وهيّأ له سبل القيامة من البدد ..
الفرنسيون هم أنفسهم في الجمهورية الرابعة يوم كانت فرنسا تنتقل من فقر إلى فقر، ومن فرنك لا يساوي شيئاً، إلى فرنكات لا تساوي أي شيء،، وبمجيئ (ديغول) انتقلت فرنسا من دولة مدينة لمشروع (مارشال) إلى دولة صناعية، علمية تتسابق نحو مربض الضوء.
الشعوب - عموم - تسوقها الهموم اليومية، توفير الخبز والمتطلبات الأساسية. وتترك للنخبة الواعية والقادة المحنكين هم الغد، والمستقبل ،، ومن ثم صناعة التأريخ .
..............
الحاجة لقادة أقوياء، ذوي خبرة ودراية وسداد رأي، لا تدانيه حتى الحاجة لرغيف خبز، أو جرعة ماء، أو نسمة هواء
الموضوع مستوحى من عمود صحفي قديم للأستاذ سمير عطا الله ،، لعلاقته بمستجدات الواقع الراهن
من يقود من ؟؟.
[post-views]
نشر في: 12 فبراير, 2017: 06:01 م