الحق على الهيئة العامة! علينا أن نردد هذا القول دوماً، حين يقع المحظور في ملعب الشعب أو زاخو أو أربيل أو البصرة أو في أيّ ميدان كروي، تتعرض فيه الكرة العراقية إلى التشويه المتعمد، وهي التي تبحث عن فكاك من إسار الحظر الدولي الطويل!
علـّة اتحاد الكرة نظامه الداخلي، والأصل في هذا النظام هيئته العامة.. وأنا لا أتحدث على وجه التخصيص عن الهيئة الحالية ، وإنما أعني عموم الهيئات العامة التي أفرزت وأنتجت اتحادات تستأثر بكل شيء، لأن مجالس إداراتها تنقلب على الهيئات العامة بمجرد أن ينفض سامر الانتخابات ويتم إفراغ الصندوق من أصواته وحتى من محتواه!
من المضحكات – المبكيات، أن يتساءل المرء في هذه اللحظة المفصلية من تأريخ كرة القدم العراقية عن المتسبب الحقيقي في إيجاد الأزمة وفي تطويرها الى مستوى تداخل الخنادق بهذا الشكل المعيب، ونحن على بعد سنة وثلاثة أشهر عن موعد الانتخابات المقبلة.. هل هو الاتحاد الذي يتخصص دوماً في الاستئثار والاستحواذ والهيمنة ، أم هي الهيئة العامة التي كانت جسراً طائعاً مطواعاً لتمرير الكثير من (المشاريع) التي تكرّس سلطة الاتحاد و(تهمّـش) الهيئة العامة و(تهشّـم) صورتها والقليل من المتبقي من كبريائها؟!
أنظروا ماذا لدينا في النظام الداخلي للاتحاد والذي صوتت لصالحه الهيئة العامة ذات يوم بطريقة (موافجين) دون قراءة أو تمحيص أو مراجعة أو اعتراض.. ففي إحدى الفقرات، ترد هذه العبارة العجيبة الغريبة (كل مرشح لعضوية مجلس الاتحاد يجب أن يثني عليه آخر في استمارة التقديم إلى لجنة انتخاب مستقلة يشكلها الاتحاد).. لجنة مستقلة ويشكلها الاتحاد.. كيف تكون اللجنة مستقلة والاتحاد هو من يقوم بتشكيلها؟؟
ثم أنظروا إلى خطأ فادح آخر ارتكبته الهيئة العامة التي كان كثير من أعضائها يقع تحت تأثير التغييب أو الغيبوبة .. في منطق إحدى المواد نقرأ هذه العبارات..( يتم تحديد تاريخ ومكان عقد المؤتمر الاستثنائي من قبل مجلس الاتحاد ويتم إبلاغ الاعضاء بذلك قبل ثلاثين يوماً في الأقل من الموعد المذكور).. فما فائدة دعوة ثلثي أعضاء الهيئة العامة لعقد اجتماع استثنائي إذا كان المكان والموعد يحددهما الاتحاد حصراً.. فإذا حدّد الاتحاد مثلاً إحدى المحافظات الشمالية أو الجنوبية لهذا المؤتمر، فإنه يستطيع أن يمرر ما يريد .. هذا من جانب ، ومن جانب آخر، قد يحصل أن تنقسم الهيئة العامة على نفسها بين بغداد وأربيل ، وهو أمر حدث بالفعل قبل انتخابات الاتحاد الماضي ، فلا ينعقد المؤتمر الاستثنائي مجتمعاً ..
والذي تم تمريره على الهيئة العامة المُغيَّبة كثير جداً .. ومنه ما يقول :(يجب أن يكون رئيس ونائب رئيس كل لجنة عضوين في مجلس الاتحاد ، ويقوم الاتحاد بتعيين أعضاء اللجان استناداً إلى توصية أعضاء الاتحاد أو رئيسه، ويخدم رئيس ونائب رئيس كل لجنة مدة أربع سنوات.(!!
لقد ملأ الاتحاد السابق والذي قبله كأس الخديعة للهيئة العامة، ومازالت تشرب منه.. وإن هذه لعَـيّـنة صغيرة فقط من الخطايا التي ارتكبها الاتحاد ولم يسائله أو يحاسبه أو يستوقفه أحد من الهيئة العامة التي زرعت بغفلتها وغيبوبتها ما تحصده الآن ، وما يحصده الجميع من تدمير للأخلاقيات الكروية في العراق!
حين تكون الهيئة العامة بهذه القدرة السريعة على رفع الأيدي لإقرار ما يطرح عليها بطريقة السلق ، لا نرى عجباً فيما يحدث الآن على ساحتنا الكروية.
(جسر) الهيئة العامة!!
نشر في: 13 فبراير, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)