adnan.h@almadapaper.net
كان على رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، أن يختار فكرة أخرى يُلهي بها المعجبين به من الجمهور، إن كان له ذلك، فالفكرة التي طرحها في تصريحاته تعقيباً على أحداث السبت الماضي الدامية، صارت "بايتة" جداً ومملّة جداً.
السيد الجبوري دعا في تصريحاته إلى "تشكيل لجنة لتحقيق ومحاسبة مَنْ كان مقصّراً في حادثة استهداف المتظاهرين" من دون أن يُحدّد الجهة المعنية بخطابه، البرلمان أم الحكومة!.. وسواء كانت الجهة الموجَّه اليها الخطاب البرلمان أو الحكومة فإن أحداً لا يعوّل على اللجنة المقترحة ولا على نتائج تحقيقاتها. ولكي يقنعنا السيد الجبوري بأنّ فكرته جادّة وجدّية وبنّاءة، تعيّن عليه قبل ذلك أن يفصح لنا عن مصير التحقيقات التي شُكِّلت من أجلها عشرات اللجان البرلمانية والحكومية.
هل يريد رئيس مجلس النواب قائمة بهذه اللجان وبتواريخ تشكيلها والقضايا التي كُلّفت بالتحقيق فيها؟ .. لن تكفيها صفحات هذه الصحيفة كلّها، لكنه يستطيع أن يطلبها من إدارة مكتبه.
الشقّ الآخر من فكرة السيد الجبوري هو المتعلق بتشكيلة مفوضية الانتخابات. هو أشار الى أن مجلس النواب شكّل "لجنة خبراء" لاختيار الأعضاء الجدد في مجلس المفوضين. مفهوم "الخبراء" مُبهم تماماً، فالتجارب السابقة تقول إن مثل هذه اللجنة تُشكّل دائماً من ممثلي الأحزاب والكتل المتنفذة في السلطة، وهم في الواقع ليسوا خبراء في أي شيء، لكنّهم والحق يقال يجيدون التكالب على حصص أحزابهم وكتلهم المقرّرة بموجب نظام المحاصصة الذي فرضته الطبقة السياسية المتنفذة خلافاً لأحكام الدستور وانتهاكاً لمبادئه.
السيد الجبوري أضاف، متوسّعاً في فكرته "البايتة" جداً والمملّة جداً، أن لجنة "الخبراء" ستدعو كلّ من يجد في نفسه االأهليّة لأن يكون عضواً في مجلس المفوضين للتقدّم بطلبه والدخول في منافسة مع الآخرين لاختيار الأصلح!
مرة أخرى، تجارب الماضي تدفع إلى عدم التعويل على كلام رئيس مجلس النواب هذا، فمنذ أشهر قليلة فقط كانت شبكة الإعلام العراقي، وهي هيئة مستقلة، كما يفترض، شأنها شأن مفوضية الانتخابات، قد أعلنت عن فتح باب الترشّح لمجلس أمنائها، وتقدّم العشرات من ذوي النوايا الطيبة من الإعلاميات والاعلاميين بطلباتهم على أمل تحديد مواعيد لمقابلتهم، ولم يُقابلوا حتى اليوم، ولم يعتذر إليهم أحد... بل لقد جرى تعيين أعضاء جدد في مجلس الأمناء حتى من دون علم مسبق من مجلس النواب ولجنته المختصة، لجنة الثقافة والإعلام، مع أن الشبكة تتبعه!
بالنسبة لنا لا عجب في هذا، فهذه ممارسة روتينية، لكنْ ما يتعيّن أن يدركه رئيس مجلس النواب أن الافكار "البايتة"تبقى بايته ولا تصبح "فريش" حتى لو صيغ التعبير عنها بكلمات من الذهب الخالص، وأن الأفكار المملّة تظل ثقيلة الوطأة حتى لو نطق بها الحواة
والمهرّجون.
جميع التعليقات 2
ابو احمد
اعتقد بان لدى السيد رئيس البرلمان مجر في ككتبه لحد الن لحفظ ملف التحقيق مع الملفات اسابقة , وكفى الله المؤمنين شر القتال .
ييلماز جاويد
محاسبة مَنْ كان مقصّراً في حادثة استهداف المتظاهرين هل أنا لا أعرف اللغة العربية أم أن سليم الجبوري يقصد فعلاً محاسبة المقصرين في حادث إستهداف المتظاهرين ، أي الذين قصّروا عند إطلاق الرصاص على المتظاهرين ولم يسددوا بنادقهم بدقة في صدور المتظاهرين فطار