ليس أمام منتخب الشباب اليوم في لقائه المرتقب مع كوريا الجنوبية سوى تأكيد أحقيته في لعب دور البطل والوصول إلى الدور النهائي على مسرح التتويج باعتباره يمثل تاريخاً مشرفاً للكرة العراقية وحلماً كبيراً في المستقبل القريب لتسلم راية الوطني وهو مقبل على تحوّل جذري بالتأكيد عقب انتهاء تصفيات مونديال 2014.
لا يخفى مدى الضغوط التي يعانيها منتخب الشباب من الإعلام والجمهور بعد ان تزامن خوضه التحدي الكبير بُعيد التقهقر الذي شهده المنتخب الأول أمام استراليا وتذيله مجموعته في نهاية مرحلة الذهاب، ما زاد من الأصوات بحتمية تأهيل لاعبين شباب ومحاولة تجسير الهوة بينهم وبين المحترفين، وعليه فالمسؤولية الكبرى يتحملها المدير الفني حكيم شاكر وطاقمه المساعد في رحلة النهائيات القارية ولا بديل له سوى الخروج بنتائج جيدة تدفعه لرسم تطلعات المواجهات الثلاث في مجموعته الثانية امام كوريا الجنوبية والصين وتايلاند ليكون فارس المجموعة بالرغم من صعبة التكهن في مثل هذه البطولات لفئة الشباب.
إن من يمتلك صفوة لاعبين شباباً امثال محمد حميد وعلي فائز ومحمد جبار ارباط وعمار كاظم وسيف سلمان واحمد عباس واحمد عبد الأمير وهمام طارق ومحمد جبار ومهند عبد الرحيم وعمار عبد الحسين وغيرهم من المجتهدين يمكن ان يعوّل عليهم في التقدم لأبعد من الدور ربع النهائي لتميزهم في نواح عـدة منها تكتيكية متميزة وأخرى ذات علاقة بالحصانة الشخصية من تأثيرات الحروب النفسية التي يجيد شنها مدربو فرق شرق آسيا بعد أن خبر اُسود الرافدين الجُدد وقبلهم مدربهم طبيعة التنافس مع هكذا منتخبات تراهن على مناورات إعلامية وراء الكواليس أكثر منها فنية.
ولا يفوت على المدرب حكيم شاكر مدى أهمية النقاط الثلاث الأولى في المجموعة التي تسهم في تعزيز الدعم المعنوي للاعبين وتعينهم على التواصل بذات العطاء لكسب بقية الجولات المرتقبة، فهناك مفاجآت كثيرة في طريق النهائي يمكن ان تقلب الطاولة على الملاك التدريبي وتقوّض آماله ما لم يكن يقظاً لبعض الأخطاء الفنية ومنها عدم تقليص مساحات الفراغ بين لاعبينا التي تشكل تهديداً حقيقياً لمنتخبنا الشاب فضلاً عن التنقل البطيء لعدد من اللاعبين وسط الملعب وعدم رجوعهم السريع للتغطية ناهيك عن الاسترخاء والثقة المطلقة بحسم النتيجة بالرغم من وجود أكثر من ربع ساعة احياناً على نهاية اللقاء وهي حالة سلبية تعانيها اغلب منتخباتنا الوطنية من دون ان تجد لها حلاً ناجعاً قبل حلول الكارثة !
ان توافر عنصر الانسجام بين المدرب واللاعبين أسفر عن نتائج ايجابية في تجارب سابقة ثبّتت دعائم قوة التحضير لنهائيات أمم آسيا ودفعت الجميع للتفاؤل بإمكانية تحقيق الانجاز القاري السادس بعد القاب (1975 في الكويت، و1977 في إيران ، و1978 في بنغلاديش ، و1988 في قطر و2000 في إيران ) ، ولم يألُ اتحاد الكرة جهداً في توفير احتياجات المنتخب منذ أكثر من عام بالرغم من تشكي المدرب حكيم شاكر في بعض الاحيان بحثاً عن مباريات قوية تظهر الجوانب الفنية الخفية ودياً قبل افتضاحها رسمياً ، لكن ما تم انجازه من استعدادات وفق ما تيّسر للمدرب يُعد جيداً ومشجعاً على ترجمته الى الأرض اليوم أمام كوريا الجنوبية في مستهل انطلاقة الأسود القارية بحثاً عن مكان تحت شمس الانجاز التي ابتعدنا عنها كثيراً منذ مطلع الألفية الثالثة بسبب الخمول والكسل والنوم نحن فيافي القناعة بما تحقق، والصحيح عجزنا عن تقديم توليفات رائعة للاعبين شباب اُتهم بعضهم بالتزوير ومخالفة ضوابط الاتحاد الآسيوي لسوء نظرة بعض المدربين الذين اُنيطت بهم مهمات ثبت انها أكثر من قدراتهم المتواضعة.
إذن، الفرصة لن تتكرر، واعتقد انها مواتية جداً لتلاميذ شاكر في هزّ ارض الفجيرة وتقديم شهادة ميلادهم الدولية التي يترقبها ملايين العراقيين في مفصل تاريخي عهدناه شبيهاً بالربيع الكروي عام 2000 يوم زحف زملاء يونس برفقة المدرب عدنان حمد لاحتلال مقاعد المنتخب الأول ، وآن الأوان ان يخلوها لمن يُثبت أهليته وجدارته لمرحلة الأسود ما بعـد التغيير !