في العام 2011 وخلال أحد المهرجانات الرياضية المحلية، تبنّى أحد رجال الأعمال المعروفين بولعهم في الرياضة، استدعاء خمسة عشر لاعباً عراقيّاً محترفاً في اوروبا، بزيارة تعارف الى بغداد، مع امكانية خوضهم مباريات تجريبية مع فرق محلية في مبادرة غلبت عليها حسن النيّة وروح المواطنة والحرص على الارتقاء بواقع المنتخبات الوطنية، خاصة وأن الغالبية منهم، يمثلون فرق الشباب في أنديتهم الأوربية ولم يسبق لهم التعارف أو حتى زيارة العاصمة بغداد، وبغض النظر عن النتيجة التي خسر بها الفريق مباراته الأولى أمام نادي الصناعة، فإن التجربة لاقت معارضة شديدة من بعض النقّاد والمدربين وصولاً الى الحط من قدرة هؤلاء الشباب مع أن أية نتيجة للخسارة كانت متوقعة بحكم ظروف الإعداد والتفاهم وغيرها حيث لايمكن الحكم على الفريق بلاعبيه من مجرد مباراة بطابعها الاستعراضي .
مناسبة الاستذكار لهذه الحادثة هي مواقف مختلفة تماماً لذات الشخصيات التي لم ترق لها فكرة تجميع عدد من اللاعبين العراقيين المغتربين وامكانية الاستفادة منهم ، فقد أعاد ذات المدرب وهو من الوجوه ذات الحضور التلفزيوني المُبالغ فيه، الفكرة بطريقة أخرى لتدارك أية مطبّات تواجه منتخباتنا الوطنية في أيام فيفا وغيرها من المناسبات وتكمن بتجميع عدد من اللاعبين المغتربين مع بعض المحليين في مباريات مستمرة يتم البحث لها عن تمويل خارجي وتصل الى حالة من الانسجام الذي لا يتطلب فترة اكثر من يوم أو يومين، لخوض مباريات وديّة أو رسمية بتواجد مدرب خبير بتوظيف اللاعبين مع امكانية تعزيزهم بالمواهب المطلوبة التي تعبّر عن نفسها وتستحق التمثيل الوطني .
إن الاشارة الى هذه التجربة هي بحدود الفائدة المرجوّة من التجانس والتفاهم لأجل بناء فريق متكامل للمستقبل من الممكن أن يكون نواة جاهزة لفريق مفيد جداً وقادر على مجاراة اكبر الفرق حتى وإن تعذر تجميع اللاعبين في مباريات ودية ومعسكرات للمنتخب كما يحصل اليوم مع منتخبنا الوطني الذي يستعد، بالمجهول، للمرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة الى مونديال روسيا 2018 الشهر المقبل، وهي آلية متبعة ومعروفة لدى اغلب دول العالم من حولنا وتؤمن حالة من التفاهم بين هؤلاء المحترفين والمحليين المعتمدين حسب نظرية اللاعب الجاهز والذي يجيد التصرف باحتراف في أي وقت أو فريق ازمات إن صحَّ لنا أن نطلق عليه هذه التسمية، وبذلك نكون قد تجاوزنا مشكلة كل بطولة بمشاكلها المتراكمة التي لم تعرف الحل يوماً من الأيام، إنها مجرد أفكار معروفة للمتابعين وتعاد وتصقل كل يوم عبر وسائل الإعلام.
تشكيلة أزمات أفضل !
[post-views]
نشر في: 15 فبراير, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
اختيار نواف سلام رئيساً للحكومة اللبنانية
البرلمان يُنهي القراءة الثانية لقانون الموازنة ويرفع جلسته
"تقدم" تقاطع جلسات البرلمان احتجاجاً على عدم إدراج قانون العفو العام
مصير قانوني العفو العام والأحوال الشخصية "غامض": لا اتفاق سياسياً على التمرير
التجارة تطلق وجبة جديدة من الطحين لصالح البطاقه التموينية
الأكثر قراءة
الرأي
من المسألة الصهيونية إلى التحدي الفلسطيني: ماهي الوسيلة نحو الانعتاق الذاتي وبناء الذات
محمد صبّاح (1-2)في نهاية القرن التاسع عشر، كانت أوروبا تمر بتحولات فكرية واجتماعية عميقة، حيث نشأت أفكار جديدة تتعلق بالهوية القومية والعرقية، وعلاقتها بالدولة. في هذا السياق، ووسط الأزمات التي كان يعيشها اليهود في...