اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الممارسة السياسيّة إذ تتردّى إلى هذا الدرك!

الممارسة السياسيّة إذ تتردّى إلى هذا الدرك!

نشر في: 15 فبراير, 2017: 07:11 م

adnan.h@almadapaper.net

المزاعم بوجود كاميرات في ديوان الوقف السنّي تتجسّس على الموظفات والموظفين، مزروعة حتى في المرافق الصحية يُمكن أن تكون صحيحة، ويُمكن أيضاً أن يكون ذلك تلفيقاً سافراً في حقّ إدارة الديوان، تكمن خلفه أهداف سياسة قذرة.
المكتب الإعلامي لرئيس الديوان وكالة، عبد اللطيف الهميّم، أدرج المزاعم في خانة "المؤامرة"، وقال في بيان إنّ "وسائل إعلام صفراء وبعض الإعلاميين مدفوعي (الأجر) تناقلوا خبراً مفبركاً مُغرضاً استهدف شخص رئيس ديوان الوقف"، مؤكداً أنْ "ﻻ صحّة للخبر وأن الهدف منه تشويه سمعة الهميم وكسر تقدّمه وازدياد شعبيته في الشارع السنّي على حساب منافسيه من السياسيين التابعين للحزب الإسلامي".
في المقابل بدا المنافسون السياسيون للهميّم وكأنهم واثقون من صحّة المعلومات، فالنائب عن تحالف القوى، عبدالقهار السامرائي، وهو من قيادات الحزب الإسلامي، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى "سحب يد" رئيس ديوان الوقف السنّي و"إحالته للتحقيق"، وقال في بيان إنّ "فضيحة زرع أجهزة تنصّت وكاميرات بدون موافقات أمنية في مكاتب الموظفات والموظفين دون علمهم تشير إلى انحراف أخلاقي خطير في مسار عمل المسؤولين عن هذا الفعل"، وحمّل رئيس الوزراء "مسؤوليّة تبعات تكليف الهميّم لمؤسسة دينية كبيرة وذات أهمية قصوى لمكوّن أساسي كبير، كونه هو مَن أصرّ على تنصيبه دون الرجوع الى إجماع المكوّن السنّي وممثله الشرعي المتمثل بالمجمع الفقهي لكبار العلماء والفتوى في العراق، وبخلاف الأصول القانونيّة".
البعد السياسي للقضية واضح بيِّن من الكلام الوارد في البيانين، لكنْ ليس في وسع أحد منّا أن يضع يده على الحقيقة. ليس هناك من قانون يضمن للصحفيين، وعموم المواطنين، حقّ الحصول على المعلومات بحريّة، كما هي الحال في البلاد الديمقراطيّة الكثيرة في العالم. وحتى لو كان لدينا قانون كهذا، فإن الوصول في العراق إلى معلومات مصنّفة خطيرة، كالمعلومات عن هذه القضية، يمكن أن تكون مغامرة غير مأمونة العواقب .. من أسهل ما يكون أن يُقتل الصحافي وهو لم يزل في الطريق إلى مصدر المعلومة التي يطلب أو قبل الوصول عائداً إلى مكتبه.
وعلى أية حال فإن المزاعم أعلاه إن صحّت أو كانت مفبركة وملفّقة من ألفها الى يائها، فإنّ تداولها على هذا النحو يشير إلى أيّ درك سحيق انحدرت الممارسة السياسيّة في هذي البلاد، وهو انحدار يرتبط بتدنّي مستوى الطبقة السياسيّة المتنفّذة في الحكم، وبتردّي تفكير وأخلاقيات هذه الطبقة التي تسعى لتثبيت وجودها والمحافظة عليه بالفساد الإداري والمالي والفساد السياسي. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين اصبح من الواضح جدا كوضوح الشمس في رابعة النهار ان هؤلاء الفاسدين الذين يشغلون المقاعد البرلمانية في حكومة التنك والفافون ( المحصصة الروزخونية سنية وشيعية ) جميعهم من اكبر عمامة ورأس نافسه الى اصغر واحد بيهم هم مشروع فساد لأسقاط العراق برم

  2. محمد سعيد

    شعب ضاعت كل القيم الأخلاقية فيه رغم تضحيات الكثر منه ,مع ذلك ظل عتاة الدين والأثنية العتيد ة يتشذبون بروي لاهوتية , عسي ان تمحنهم الاستمرار في الجاه والمال الحرام . السؤال المطروح من المسؤول الحقيقي عن ضياع الوطن والانسان وهنا لابد من اقرا

  3. ييلماز جاويد

    كانت هناك إتهامات أثارها أحد النواب بشأن الفساد الإداري والمالي في هذا المرفق الذي يتصارع على الفوز برئاسته العديد من الوجوه ، وقد تشكلت لجان تحقيق حول الموضوع ، ولم نسمع عن نتائج التحقيق . الظاهر هناك أموال سائبة والجماعة يتدافعون للحصول عليها نهباً

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram