اشتهرت مقطوعة "منويت" للموسيقي الايطالي - الاسباني لويجي بوكريني (1743 – 1805) خاصة بعدما استعملت في فيلم انكليزي من سنة 1955 عنوانه قتلة السيدة (اخراج الكسندر ماكندريك). المنويت هو الحركة الثالثة في شكل السوناتا الكلاسيكي، كناية عن رقصة المنوي
اشتهرت مقطوعة "منويت" للموسيقي الايطالي - الاسباني لويجي بوكريني (1743 – 1805) خاصة بعدما استعملت في فيلم انكليزي من سنة 1955 عنوانه قتلة السيدة (اخراج الكسندر ماكندريك). المنويت هو الحركة الثالثة في شكل السوناتا الكلاسيكي، كناية عن رقصة المنويت الفرنسية الأصل من القرن السابع عشر. والمنويت هو الحركة الثالثة من الخماسي الوتري رقم 275 (حسب التصنيف الذي وضعه الفرنسي إيف جيرار لأعمال بوكريني الصادر في 1969).
بوكّريني من ولادة لوكّا في توسكانيا بإيطاليا، أبوه عازف تشيلو وكونترباص، فشب الولد ليبرع في العزف على هذه الأداة. عاش في اسبانيا لسنوات في خدمة شقيق الملك الاسباني كارلوس الثالث وعندها كتب أجمل أعماله، أغلبها رباعيات وخماسيات وترية. عمل كذلك في برلين وخدم الملك فريدريك الثاني ملك بروسيا من 1787 حتى وفاته في 1797. عندها عاد إلى مدريد وساءت حالته المادية، وانزوى، رغم أنه خدم عند السفير الفرنسي هناك لوسيان بونابرت، شقيق نابوليون، لفترة وجيزة. اضطر في النهاية إعادة توزيع بعض أعماله للغيتار لتدبير معيشته. إذ لم يكن يتمتع بحس تجاري مثل الكثير من أقرانه، بل عاش من أجل الموسيقى، وكان يغضب إن تدخل مخدوموه في التفاصيل الفنية، مثلما حدث مع ملك اسبانيا الذي اعترض على جملة لحنية كتبها بوكّريني، فعمد هذا إلى تكرار الجملة مرتين مما أغضب الملك وأمر بطرده من وظيفته.
كان بوكّريني مؤلفاً خصباً، ألّف نحو 500 عمل لم يُفقد منها شيء يُذكر. لديه الكثير من كونشرتات التشيلو والرباعيات والخماسيات الوترية (لكمانين وفيولا وتشيلوين، كتب منها أكثر من مئة)، وخماسيات الهارب، وسوناتات الفلوت وبعض السيمفونيات والأعمال الدينية. تتميز أعماله بغنائيتها وألحانها الجميلة وبالمهارة التقنية العالية خاصة في أجزاء التشيلو، وبالحس العالي في التوزيع الموسيقي وإبراز التوازن في الأشكال الموسيقية التي استعملها. يصنف اسلوبه ضمن موسيقى الروكوكو التي ميزت عصر موتسارت، فهي مرحة رشيقة متفائلة الطابع، تأثر بالموسيقى الاسبانية المتميزة خاصة بموسيقى الغيتار الاسباني الكلاسيكي. وعمد إلى استعمال الأشكال الموسيقية الاسبانية كذلك، مثل رقصة الفاندانغو الشهيرة. وهو في هذا يشبه مواطنه الذي سبقه في العمل في اسبانيا، دومنيكو سكارلاتّي (1685 – 1757) صاحب السوناتات المتميزة للهاربسيكورد التي زادت عن خمسمئة.
نُسيت أعماله بعد وفاته ولم يتذكره أحد إلا في القرن العشرين عندما جرى إحياء أعماله، خاصة بجهود خماسي وتري أطلق على نفسه اسم خماسي بوكّريني (تأسس في 1949)، عندما عثر اثنان من مؤسسي الخماسي على مجموعة كاملة من الطبعة الاولى لـ 141 خماسي من تأليف بوكّريني في باريس.